كتابات | آراء

وضع الجنوب في ظل الاحتلال

وضع الجنوب في ظل الاحتلال

في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارات أنها تقدم مساعدات لإنقاذ الاقتصاد التركي باستثمار30 مليار$ ينهار جنوب اليمن اقتصادياً بالرغم من كون الإمارات في الوقت الحالي تقدم نفسها وكأنها الراعية الرسمية لشؤون الجنوب

كما أنها سخرت من خزينتها 84 مليار$ ثم 100 مليار$ لدعم الاقتصاد الهندي كما أنه تقيم أنشطة وصفقات تجارية مع كوريا الجنوبية ومن الملاحظ أن هذه الأنشطة الاقتصادية قد تزامنت مع الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه المناطق المحتلة والسبب كما فسره رئيس الوفد الوطني "محمد عبدالسلام" هو نتيجة لاتساع الفساد وتبديد الإيرادات والإجراءات التعسفية التي طالت الملف الاقتصادي من قبل دول العدوان ومرتزقتهم وفي خضم الأحداث المتسارعة والانهيار الاقتصادي في جنوب اليمن خرج المواطنون في مظاهرات في عدن تنديداً بانهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار و تردي الأوضاع المعيشية، مطالبين بإسقاط الحكومة وطرد المحتل الذي زاد وجوده الوضع سوءاً بعكس ما يصوره للعالم بأنه الحامي والمنقذ في حين أنه ما جاء إلا لينفذ مخططاته التي سعى لتنفيذها مُنذ زمن بعيد بغية الاستيلاء على ثروات اليمن ومقدراته وحرمان المواطن اليمني منها وهذا ما يفعله مُنذ أن وطأت قدماه أرض الجنوب وفي نفس السياق دعا قيادي بارز في الحراك الجنوبي المحتجين في مدينة عدن إلى استغلال الفرصة والإطاحة بالمجلس الانتقالي موضحاً أن ما يحدث في عدن يؤكد فشل نموذج فصائل التحالف ويبرر رفض حضرموت وغيرها من محافظات الجنوب اللحاق بهذا المصير وقد نادى المتظاهرون بضرورة طرد المحتل الإماراتي وحماية عدن من خطر المحتل والعصابات المسلحة والمليشيات العميلة في إشارة منه إلى فصائل الانتقالي وكان الاحتجاج الشعبي الغاضب قد أوصل عدة رسائل هامة للاحتلال الذي يُعد السبب الأساسي في تدهور الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها الموطن الذي أصبح إثر انعدامها يعاني الأمرين دونما اهتمام به وما يلقاه من ظلم من عدة فصائل متناحرة وهذا ما حصده المواطن اليمني في الجنوب من وجود التحالف الذي قادته السعودية في حربها العدوانية مُنذ العام 2015م وحتى اللحظة فقد فوجئ المواطن بعكس ما كان يروج له تحالف العدوان على اليمن في خطاباته الرنانة بأنه سيحول جنوب اليمن إلى دبي الأخرى وأنه سيسود أرض الجنوب أمن ورخاء اقتصادي ومعيشي في محاولة منه لجذب أكبر قدر ممكن من الفئات المجتمعية كي تكون سنداً له وعوناً لتثبيت جذوره في أعماق الأرضي الجنوبية فكان ناتج تواجد هذا الاحتلال الإماراتي السعودي الاضطرابات الأمنية والانهيارات الاقتصادية والنزاع العسكري والسياسي والمناطقي المستمر بين الفصائل التي كانت ولازالت طرفاً في التحالف ومن المعلوم أن الاحتلال الإماراتي إنما يسعى لتنفيذ مخططات وأجندات خارجية بريطانية و أمريكية حيث وهي دول أوروبية معروف عنها أنها تسعى للسيطرة على العالم من خلال أذنابها وتسعى للاستيلاء على الموانئ والمواقع الإستراتيجية كخطوة تثبيتية أولى لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية وقد سعى هذا الاحتلال مُنذ خطواته الأولى للسيطرة على منابع النفط والغاز في حضرموت وشبوة ومأرب وعمل جاهدا بكل السبل للاستيلاء عليها مستخدما كل الطرق الممكنة في السلم والحرب وقد تأكد للمجتمع اليمني في جنوب اليمن في وقت متأخر أن المحتل إنما تعامل معه وتصرف كعصابة محتلة ساعدت على تكوين قوى ومكونات وتيارات عسكرية مختلفة تتناحر فيما بينها وشجع على قيام فصائل متعددة تحمل شعارات وتوجهات معينة.
وكان الانتقالي يمثل أبرز صورة سيئة لهذه التكتلات التي صنعها المحتل فقد تم تأسيسه تحت مظلة الانفصال, كما قام الاحتلال بتحريض جماعات متطرفة ضد جماعات أخرى يأتي في مقدمتها تنظيم داعش والقاعدة وغذى تلك الصراعات بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة وشبت نار الفرقة والنزاع بين الإخوة في الجنوب فتم بذلك صرف أنظارهم عن القضايا الأساسية والهامة وإعطاء الفرصة للمحتل لتنفيذ مخططاته حتى وصل إلى جزيرة سقطرى وكان خروج الإخوة في جنوب اليمن قد حمل رسائل قوية للمحتل أثرها البالغ وخصوصا بعد اعتراف من خرجوا في هذه المظاهرات بصوابية الحكم في شمال اليمن حيث صرخوا بالشعار معلنين أنهم إلى جانب إخوانهم في شمال اليمن وأنهم سائرون على نفس النهج نحو الاستقلالية والحرية ورفض الوصاية الخارجية على اليمن وذلك لن يكون إلا بتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي والاهتمام بالجانب الاقتصادي لتنمية اليمن والاستغناء عن أي دعم خارجي والعمل على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا