كتابات | آراء

العدوان على اليمن ولف ودوران مجلس الأمن

العدوان على اليمن ولف ودوران مجلس الأمن

يظل مجلس الأمن الدولي ممثلا في مندوبه الرابع إلى اليمن يصر على الدوران في حلقة مفرغة حول القضية اليمنية في محاولة يائسة منه لتبرئة المعتدي وتجاهل دور دول التحالف

التي شنت العدوان البربري على الشعب اليمني بقيادة السعودية والإمارات تنفيذا للأجندة الأمريكية والبريطانية والذي ما يزال مستمرا للعام التاسع على التوالي وإلقائه بالمسؤولية على اليمنيين أنفسهم شاكرا السعودية على ما تقوم به من وساطة لجمع الأطراف اليمنية على حد زعم مندوبه إلى اليمن في إحاطته الأخيرة التي قدمها للمجلس مع أن السعودية هي رأس الشر والبلاء وتتحمل المسؤولية الكاملة فيما حدث للشعب اليمني من قتل وخراب وتدمير للبنية التحتية والمرافق الحيوية على مدى ما يقارب عقد من الزمن حيث انطلق العدوان من أراضيها عقب الإعلان عنه من واشنطن على لسان سفيرها آنذاك عادل الجبير يوم 26 مارس عام 2015م، قد يكون مجلس الأمن الدولي ممثلا في أعضائه معذورا مقابل الإغراءات المادية التي تقدمها له السعودية بهدف قلب الحقائق وهي إغراءات يصعب عليه مقاومتها إضافة إلى أن النظام السعودي له تجارب عديدة وتحديدا مع اليمن نجح فيها في فترات سابقة ويعتقد إنه قادر على تكرارها غير مستوعب لما حدث من متغيرات وكيف أن الشعب اليمني اليوم لم يعد يمثله العملاء والمرتزقة الذين تسيرهم السعودية وتربطهم باللجنة الخاصة في الرياض وإنما يمثله جيل جديد لم يتلوث بالمال السعودي المدنس الذي يبعثر هنا وهناك على حساب إمكانات شعب نجد والحجاز وتسخيره لخدمة مصالح الأسرة الحاكمة وهذا الجيل الجديد الذي لم يكن النظام السعودي يحسب حسابه هو الذي وقف مقاوما لتحالف دول العدوان وتصدى لها واستطاع بتوكله على الله وبما يمتلكه من قدرات وإمكانات محدودة مقارنة بما يمتلكه تحالف العدوان أن يقلب معادلة استراتيجية الحروب ليس في اليمن فحسب وإنما في العالم كله ، فلم يسبق لشعب من الشعوب أن واجه تحالف عدوان تشارك فيه دول كبرى وصمد في وجهه ما يقارب عقد من الزمن وينتصر عليه إلا في اليمن وهو ما جعل العديد من مراكز الأبحاث العسكرية العالمية تعيد حساباتها ونظرتها من خلال مايجري في اليمن وتتساءل : ماذا يحدث في اليمن  ؟ ولذلك فإن مراهنة النظام السعودي على نجاحه في تجارب سابقة لتحقيق أهدافه في اليمن أصبحت اليوم بعيدة المنال في ظل وجود جيل جديد لم ولن يساوم في رهن قرار اليمن السياسي للخارج ولن يقبل بالاحتلال من أي طرف كان أجنبيا أو عربيا  بل ولن يرضى بغير السيادة الكاملة على كل ذرة من تراب أرضه ووطنه.
تعتقد السعودية أنها تستطيع تكرار تجربتها السابقة مع القادة الجمهوريين الذين جاءوا إليها صاغرين على رأس وفد كبير يرأسه الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحة ومعه الأستاذ محسن العيني رئيس الحكومة آنذاك في مثل هذه الأيام من شهر يوليو عام 1970م عجزاً منهم للقضاء على القوى الملكية التي كانت تقاوم النظام الجمهوري مستجديين تدخل السعودية وجعلها وسيطاً والموافقة على كل شروطها في مقابل إنهاء الحرب التي كانت طرفا فيها واعترافها بالنظام الجمهوري ومنذ ذلك التاريخ تحول اليمن  إلى مقاطعة سعودية تابعة للرياض لم يكن قادته المتتابعين يستطيعون أن يقطعوا أمرا إلا بموافقتها ، وحين شعرت السعودية أن هناك وعيا وطنيا بدأ يتشكل مع بداية القرن الواحد والعشرين من قبل الجيل الجديد وتحديدا في  محافظة صعدة  ضغطت على النظام في صنعاء لإخماد ما كانت تصفه بالتمرد فخاض خمسة حروب كان يخرج منها خاسرا وهو ما جعل السعودية تتدخل في الحرب السادسة بشكل مباشر مستخدمة القوة المفرطة فخسرت هي الأخرى  وإن كان ما قامت به في  صعدة هو عبارة عن بروفة مصغرة لما ارتكبته من عدوان ضد اليمن وشعبه العظيم عام 2015م والمستمر حتى اليوم  ومع أنها هزمت فيه رغم استعانتها بسبع عشرة دولة على رأسها أمريكا وبريطانيا كما هزمت في حربها الأولى على صعدة إلا أنها لم تتعظ حيث تعتقد أنها بأموالها تستطيع شراء كل ضمائر النفوس الميتة لإخراجها من ورطتها كما تفعل حاليا مع مجلس الأمن الدولي  الذي أوعز إلى مندوبه الرابع إلى اليمن ليسخر إحاطته التي يقدمها له خلال جلساته الخاصة باليمن للدفاع عن السعودية وجعلها وسيطاً يستحق الشكر على حد زعمه وهو تضليل واضح لا ينطلي على أحد ومعروف الهدف منه.
وهنا يطرح السؤال الكبير نفسه :هل يستفيد المتعجرف محمد بن سلمان الذي أراد أن يصنع لنفسه زعامة ووصوله إلى عرش مملكة قرن الشيطان انطلاقا من عدوانه الظالم والبربري على اليمن وشعبه العظيم من تجربة  حرب مملكته على محافظة صعدة عندما كان ابن عمه خالد بن سلطان  القائم بأعمال وزير الدفاع الذي كان يهدد ويتوعد بإحراق اليمن واحتلاله فخرج مهزوما وذليلا لاسيما وأن النتائج التي حققها هذا المتهور ابن سلمان خلال ما يقارب تسعة أعوام من عدوانه على اليمن تؤكد انه لن يخرج مهزوما ويختفي من المشهد السياسي فحسب وإنما سيذهب صاغرا إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب إن لم يتم اغتياله  قبل أن يتوج ملكا خلفا لوالده فتنتهي كل طموحاته على حساب دماء الآخرين وليس ذلك على الله ببعيد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا