كتابات | آراء

ذكرى مجزرة تنومة

ذكرى مجزرة تنومة

تأتي علينا الذكرى الثالثة بعد المائة مجزرة تنومة والتي كانت قد غُيبت لأسباب ما ولكنها لم تدفن للأبد بل عرفها الكثير ممن جهل تفاصيلها تلك الجريمة المروعة

التي ارتكبت في  يوم الأحد السابع عشر من شهر ذي القعدة 1341هجرية الموافق1923م حيث قام مجموعة من الجنود الوهابيون يعرفون بالغُطغُط بقيادة سلطان بن بجاد العتيبي والذي يُعد من أشدّ التكفيريين الوهابيين بعد مرور قافلة من حجاج اليمن في منطقة تدعى تنومة في منطقة عسير وباستهداف  الحجاج العزل بطرق وحشية وذلك بعد أن أمر جنوده بفتح النيران على قافلة الحجاج التي تضم3000 من حاج الرجال والنساء وبعض الأطفال ولم ينج منهم إلا  القليل الذين رووا لنا تفاصيل هذه الجريمة المروعة وكانوا شهودا عليها الذين شاهدوا بأم أعينهم كيف قام هؤلاء القتلة بقتل الحجيج وسلبهم لكلما كان لديهم من أموال ومتاع  ويومها اعتذر الملك الوهابي عبدالعزيز للإمام يحيى حميد الدين عن تلك المجزرة المروعة وكان ذلك الفعل الغادر قد صدر ممن يدعون التدين ولكنهم أجرموا بحق حجيج الله من أرض الحكمة والإيمان واستهدفوهم بفعل جبان وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج لم يكن استهداف العزل والبسطاء بالأمر الجديد على النظام السعودي الذي أطلق صواريخه خلال عدوانه الغاشم على أبناء اليمن دون رحمة أو شفقة بل وهو ذاته من سلط أذرعه لتفجير المساجد وهي مكتضة بالمصلين ,لقد كانت مجزرة تنومة مُنذ عقود من الزمن نموذجاً سيئاً لهذا الفكر الوهابي المقيت الذي يُجيز إرهاب وقتل البشر دون حساب لأي ضوابط دينية أو إنسانية أو حتى قانونية ولكن هذا الجيل قد أصبح أكثر من ذي قبل يعي فداحة جرم نظام بني سعود الذي أحل سفك دماء الحجاج وهم ضيوف الرحمن وتأكد للجميع بأنه نظام فاسد يحمل في نفسه المريضة الحقد الدفين على اليمن واليمنيين .
لقد كانت تلك الأحداث الدامية ممنهجة ومخطط لها من قبل ولاة الأمر السعوديون آنذاك فبكل قساوة و وحشية اعتدوا على حجيج بيت الله دون رادع يمنعهم من اقتراف ذاك الجرم بحق ٢٦٦ حاج وبينهم أطفال ونساء ولا يخفى على الجميع أن تلك المجزرة موثقة بأقوال الشهود ممن كانوا ضمن أولائك الحجاج ممن نجوا وكذلك قصائد شعرية قديمة دونت فيها كل تفاصيل المجزرة بالإضافة إلى وجود وثائق سرية مسربة كلها أثبتت بأن هذا النظام يحمل الحقد الدفين لليمن واليمنيين مُنذ زمن بعيد .
مجزرة تنومة مجزرة بشعة سجلها التاريخ لتعرف الأجيال المتعاقبة خبث و فضاعة هذا النظام المتعجرف المتلبس بالدين الذي أحل دماء الأبرياء وجوز سفكها بلا شفقة أو رحمة ومع مرور الزمن ينكشف الوجه القبيح لنظام آل سعود الذي طالما ادعى أنه حمامة سلام وأنه يطبق شرع الله ولكنه يثبت في كل وقت وحين بأنه نظام قام على كومات الجماجم و في كل وقت يتجلى استبداده  وقمعه وتكميمه للأفواه التي ترفض الظلم و العنجهية السائدة في مملكته العاجية.
وكم هو من العار أن يكون هذا النظام هو الحاضن للحرمين الشريفين و مقدسات الدين الإسلامي نعم هذا هو نظام المملكة المستبدة والمعتدية على جارتها وعلى حقوق غيرها بل لم يسلم من ظلمها وبطشها أبناء المملكة نفسها والشواهد كثيرة ولعل أوضحها ما حدث لخاشقجي..!!
ومن جريمة تنومة إلى جرائم عدوان الذي طال لتسع سنوات وما يزال مستمر أصبح الجميع يعرف أسلوب هذا النظام و طريقته في الحكم و توليه لأعداء الإسلام ومحاربته للإسلام والمسلمين.
تلك هي تنومة اليوم كما عرفها هذا الجيل بعد أن ذاق مرارة الاعتداء السافر والوحشية الممنهجة والعنف اللامبرر من قبل هذا النظام المتهالك.
اليوم عشنا تنومة في زمن آخر ولسنوات أطول.
فإلى متى يستمر هذا النظام بظلمه واعتدائه أو ليس هو من  يطبق وصية جدهم الذي قال لن يكون استقرارنا إلا بهلاك اليمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا