كتابات | آراء

القبة الحديدية .. أوهام أبطلتها صواريخ المقاومة

القبة الحديدية .. أوهام أبطلتها صواريخ المقاومة

منذ عام 2007 م ووسائل الإعلام العربية والدولية تتنافس في نشرات الأخبار وبرامج تحليلاتها (عسكرية وسياسية) في وصف معجزة ما يسميها جيش الاحتلال الإسرائيلي (القبة الحديدية)

وهي منظومة دفاع جوي صنعتها شركة (رافئيل) الإسرائيلية خصيصاً لتتصدى لهجمات صواريخ قصيرة المدى لحماية مستوطنات الإحتلال بعد حرب جيش الاحتلال الخاسرة مع حزب الله الذي هزم جيش الاحتلال في تموز (يونيو) 2006 م  وهو الانتصار الثاني لحزب الله على جيش الاحتلال بعد الانتصار الأول الذي تجرع خلاله جيش الإحتلال هزيمة مدوية أجبرته على الإنسحاب المذل والمهين من جنوب لبنان في أيار (مايو ) 2000م  

لقد ذاع صيت هذه القبة وتردد إسمها ومواصفاتها وقدراتها الدفاعية المتطورة على مسامع العالم من المحللين والخبراء العسكريين والسياسيين وكتبت عنها الصحف والمواقع الإلكترونية حتى تبادر لأذهان المشاهد والمستمع والقارئ بأن الاحتلال الإسرائيلي وكل المستوطنين يعيشون داخل غلاف جوي (مستقل ومغلق) يحميهم من كل خطر ولا يسمح بدخول أجواء الأراضي المحتلة أي جسم غريب إلا أشعة الشمس والأوكسجين والأمطار والطيور المهاجرة والرحلات المسموح بها للمطارات بينما يسمح بخروج كل شيء يريدون إخراجه مثل سموم ونفايات مفاعل (ديمونا) النووي وبقية نفايات ومخلفات الصناعات الكيماوية القاتلة للبشر والمضرة بالبيئة والمفسدة للتربة
لقد شكل زخم وصيت القبة الحديدية مبررات اضافية لتواطؤ الأنظمة والجيوش العربية العميلة لقوى الإحتلال وساهمت بالترويج للترسانة الإسرائيلية ورسخت لدى بقية الأنظمة اليأس  وجعلت مسألة الانتصار على دولة الإحتلال في أي معركة مهما تحالفت جيوشها (بالمستحيل )
لأن لديها القبة الحديدية (السحر الخارق)  ولا يوجد من يفكك طلاسمه ويبطل مفعولها ونتيجة لهذا الاعتقاد لم تكتف تلك الأنظمة بالتخلي عن قضية الأمة الإسلامية (فلسطين بعاصمتها القدس ) بل تنافسوا في المسارعة لإرضاء الكيان الغاصب لتحويل القضية الفلسطينية تدريجياً من المحيط الإسلامي إلى المحيط العربي ثم إلى قضية فلسطين ومن ثم قزموها إلى قضية تخص (غزة وفصائل المقاومة) وآخر خطوات العمالة والخيانة اتخذت قرارات من بعض الدول العربية لمنع دعم  فصائل المقاومة الفلسطينية وتركها معزولة عن محيطها العربي الرسمي ولحقتها بقرارات ومواقف عدائية أدت إلى فرض القيود عليها وتصنيفها ضمن قوائم الإرهاب حتى وصل مستوى الموقف الرسمي لكثير من أنظمة الدول العربية حد التطابق مع موقف العدو الإسرائيلي , والأكثر من ذلك أن بعض الدول العربية استخدمت إسرائيل كأداة لتنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة للتخلص من الفصائل التي لم تقبل التخلي عن المقاومة المسلحة للكيان الإسرائيلي تمهيد للتسوية غير العادلة والبدء في مسار التطبيع .
حتى لا نخرج عن موضوع قدرات وهيبة القبة الحديدية وصيتها العالمي الذي جعل عدة دول تتهافت على تقديم طلبات شراء مجموعة من هذه المنظومة ولم توافق حكومة الإحتلال على أي طلب حفاظاً على أسرار التصنيع , وبعد كل هذا الزخم غير المسبوق تفاجأ العالم بخرافية هذه الأسطورة عندما عجزت عن حماية مستوطنات الإحتلال من صواريخ المقاومة الفلسطينية في عملية سيف القدس 2021م وتجدد هذا العجز الذي وصل حد هيانة فخر الصناعة الإسرائيلية هذه الأيام التي نرى ويرى العالم ضعف ووهن الكيان الصهيوني وترسانته العسكرية أمام إرادة أصحاب القضية وملاك الأرض وحاملي عقيدة الإيمان بالله وبصدق وعده ووعيده
فتحية لحركة الجهاد الإسلامي وكل حركات المقاومة الفلسطينية وكل أبطال وأحرار محور المقاومة من إيران إلى يمن الإيمان والحكمة
ولنسعد قلوبنا ونمتع أنظارنا ونطرب اسماعنا اليوم بمشاهدة رشقات الصواريخ وأصوات الانفجارات داخل عمق العدو ونحذف تلك الضجة التي أدوشتنا عن القبة الحديدية التي أصابها الصدأ  وتم خرقها بصواريخ قصيرة المدى معظمها بدائية الصنع فما بالكم لو رفدنا المقاومة بأسلحة من مخازن جيوش العرب المكدسة منذ 50 عاماً
ولنتذكر جيداً بأن هذه القبة العاجزة أجبرت حكومة وجيش الاحتلال للبحث عن وساطة كعادته لوقف التصعيد الذي أعلنت المقاومة جاهزيتها للاستمرار في ضرب العمق العدو بالصواريخ يومياً رغم تضحياتها بعدد من قادتها الشهداء العظماء في هذه المواجهة .

*عضو مجلس الشورى

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا