كتابات | آراء

ثأر الأحرار المكلّل بالانتصار

ثأر الأحرار المكلّل بالانتصار

قضينا على رأس "الجهاد الإسلاميّ" في غزّة ويمكننا تكرارها في ساحات أخرى بتلك العبارة أعلن وزير الحرب في كيان العدوّ الصّهيوني المؤقّت يوآف غالانت عن تنفيذ العمليّة العسكريّة (الدّرع والسّهم)

بمصادقةٍ من رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو وبتوصيةٍ من المؤسّسة الأمنيّة والعسكريّة، ووفقاً لما أعلنه نتنياهو عبر تغريدةٍ له على حسابه أكّد فيها أنّ (الجيش الاسرائيليّ) قام بالتّنسيق مع جهاز الأمن العام الدّاخلي (الشاباك) لتصفية القياديين الثّلاثة التّابعين لـسرايا القدس الجناح العسكريّ لحركة الجهاد الإسلاميّ مع عوائلهم بعد استدعاء (سلاح الجو الاسرائيليّ) للعشرات من جنود الاحتياط في مقرّ القوّات الجويّة في مبنى الكيرياه بتل أبيب لمساندة أسرابه في تنفيذ الهجوم  بمشاركة 40 طائرة ومروحيّة ومسيّرة ساهمت في عملية الاغتيال التي طالت قائد المنطقة الشّماليّة في الجهاد الإسلاميّ، القائد خليل البهتيمي، الذي كان خلف إطلاق الصّواريخ صوب مناطق غلاف غزّة خلال الأشهر الماضية، وأمين سرّ المجلس العسكريّ لسرايا القدس، القائد جهاد غنام، والقائد طارق عزّ الدين، المسؤول عن توجيه عددٍ من العمليّات في الضّفة الغربيّة، إضافة إلى مهاجمة عدّة أهدافٍ أخرى لسرايا القدس في قطاع غزّة وفقاً لبيان وزارة حرب العدوّ  الاسرائيليّ. ساعات معدودة وجاء ردّ سرايا القدس المفاجئ والصّادم للعدوّ  باستهداف مغتصبات العدوّ في غلاف غزّة بصلياتٍ كبيرةٍ من الصّواريخ واتساع مدى البقعة الناريّة وارتفاع وتيرة القصف الصّاروخي للمقاومة ونوعيته وتنوع بنك الأهداف الذي وصل إلى تل أبيب وما بعد تل أبيب فارضة حصارها على مغتصبات العدوّ وتحويل ما يقارب سبعين بالمئة من قطعان مستوطنيه إلى رهائنَ لصواريخ المقاومة وأسرى الملاجئ عدا عن حالة الشّلل التي عاشها الكيان وإغلاق أغلب المؤسّسات لتسقط المقاومة بذلك أهداف العمليّة التي أراد من خلالها نتنياهو تحقيق جملة من الأهداف بما يأتي:
 1- ترميم منظومة الكيان الأمنيّة والعسكريّة واستعادة صورة جيشه المهشّم وشدّ عصب الكيان المتهالك.
2- خلق شرخ بين فصائل المقاومة الفلسطينيّة من خلال الانفراد بحركة الجهاد واستهداف سرايا القدس.
3- تأديب الضّفة الغربيّة  وإخراجها من دائرة الصّراع مع العدوّ.
4- فرض معادلاتٍ وقواعد اشتباكٍ جديدةٍ على المقاومة
منذ اللّحظات الأولى نجحت غرفة عمليّات المقاومة المشتركة وفي مقدّمتها سرايا القدس في إسقاط أهداف العدوان وسقط معه سلاح جوّ العدوّ الذي أغار على 317 هدفاً ومركزاً لسرايا القدس وفشل في منع أو الحدّ من إطلاق الصّواريخ على مغتصبات العدوّ، والقبّة الحديديّة ومقلاع داوود ما استطاعا منع صواريخ المقاومة من الوصول إلى عمق الكيان  في تل أبيب وغوشدان ورحفوت للمرّة الاولى في تاريخ الصّراع مع العدوّ الذي أعلن في بيانٍ رسميٍّ في اليوم الثّاني للعدوان على غزّة أنّه استنفذ كافّة الأهداف للجهاد الإسلاميّ وهذا يعني أنّ سرايا القدس التي تمّ اغتيال قادتها أثبتت جدارتها وتفوّقها ميدانيّاً واستراتيجيّاً وتكتيكيّاً وأمنيّاً وعسكريّاً على (الجيش الذي لا يقهر) ومنظومته الأمنيّة وترسانته العسكريّة، فجيش العدوّ الذي كان هدفه الأوّل من عملية اغتيال القادة إعادة ترميم منظومته الأمنيّة والعسكريّة ارتدّت عليه بالمزيد من تآكل منظومته الأمنيّة والعسكريّة وفشل فشلاً ذريعاً في مواجهة سرايا القدس وثباتها في الميدان بعد اغتيال قادتها وحتّى بعد اغتيال العدوّ لمسؤول الوحدة الصّاروخيّة بسرايا القدس علي غالي ونائبه أحمد أبو دقة ومسؤول العمليّات المركزيّة في "سرايا القدس" إياد الحسني لم تتراجع الغزارة النّاريّة للوحدة الصّاروخيّة لسرايا القدس بل ازدادت وتصاعدت وتيرتها واتسعت دائرتها بالرّغم من كلّ ما تعرّضت له من غاراتٍ وقصفٍ صاروخيٍّ ومدفعيٍّ لم تتأثّر ولم تتراجع بل كادت أن تقلب الموازين مع شركائها في غرفة العمليّات  المشتركة للمقاومة في مواجهة قطعان المستوطنين الذين علا نحيبهم مع نهاية الأسبوع من المواجهة وتصاعد وتيرة استهدافهم أدرك الكيان أنّه أمام مأزقٍ كبيرٍ إذا ما استمرّت المواجهة ودخولها الأسبوع الثّاني في ظلّ نزوحٍ كاملٍ لقطعان المستوطنين من غلاف غزّة وتراكم الأزمات وعدم وجود ضمانٍ للعدوّ من تعدّد الجبهات بعد استهداف العديد من المغتصبات الصّهيونيّة من قبل كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكريّ للجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين وحركة المجاهدين وكتائب الأقصى وغيرها من الفصائل إضافة إلى عدم ضمان فتح جبهة لبنان ودخول حزب الله على الخطّ بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد القائد العسكريّ مصطفى بدر الدين معلناً أنّنا لن نتوانى في القيام بواجبنا ومسؤوليّتنا في فلسطين.
ثبات وصمود فلسطيني ووحدة صف المقاومة ومحورها فرض على العدوّ معادلاتٍ جديدةً أرغمته على الرّضوخ لشروطها لتراكمٍ في سجل هزائمه، هزيمة ستظهر نتائجها في الأيّام القادمة. ليخرج نتنياهو مأزوماً ومهزوماً ولتخرج المقاومة التي قالت سرايا قدسها كلمتها وكشفت وهن العدو وضعفه وهشاشته خلال ايام من المعارك  وطرحت مجموعة من التساؤلات اولها هو ماذا لو تحولت المعركة الى حرب متعددة الجبهات  ؟ وماذا ستحقق المنظومة العسكرية والامنية للكيان الصهيوني من انجازات اذا ما قررت توجيه ضربة لايران او لحزب الله بعدما اذلت على يد فصيل واحد من فصائل المقاومة التي بقيت صاحبة الطلقة الأخيرة. بانتصار سرايا القدس ثأراً لفلسطين وللمقاومة ومحورها ولأحرار العالم وخطّت بدماء الشّهداء انتصاراً جديداً على طريق التّحرير الكامل لكلّ فلسطين بتوقيت العماد والبهاء والشّهداء.
# كاتب وإعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا