كتابات | آراء

حديث الإثنين: لا تكرروا تجربة 1970م مع السعودية

حديث الإثنين: لا تكرروا تجربة 1970م مع السعودية

بحكم معرفتي بطبيعة النظام السعودي ومتابعتي لتاريخ تعاملاته مع الشعب اليمني مُنذ أن وقع الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحة

ومعه رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محسن العيني رحمهما الله أول اتفاقية في جدة بتاريخ شهر يوليو عام 1970م تمت الموافقة فيها على كل الشروط السعودية والسماح بالتدخل في الشأن اليمني مقابل اعتراف الرياض بالنظام الجمهوري في صنعاء واستبعاد بيت حميد الدين وعدم عودتهم إلى اليمن أجزم بأن أي اتفاق يتم إبرامه مع تحالف العدوان وتحديدا مع السعودية كونها المعنية الأكبر بما يجري في اليمن لن يتم تنفيذه ما لم يدخل الحكام اليمنيين بيت الطاعة السعودي، ولو كان القادة الجمهوريون تريثوا قليلا عام 1970م ولم يذهبوا إلى السعودية بتلك السرعة المخيفة لكانت السعودية أتت إليهم إلى صنعاء كما يحدث حاليا مع القوى الوطنية التي تدافع عن سيادة اليمن وحريته واستقلاله وتحريره من الوصاية الخارجية التي فرضت عليه منذ أكثر من نصف قرن ولذلك لا يجب أن يتم التعويل على أي اتفاق يُنهي العدوان والحصار لأن قطع العادة عداوة كما يقال فالسعودية تعودت أن تكون هي صاحبة القرار اليمني الفعلي وحكام اليمن عبارة عن موظفين لدى اللجنة الخاصة بالرياض لا يقطعون أمرا  حتى تشهده السعودية وتوافق عليه وأكبر دليل وبرهان ما يجري حاليا لما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية واستدعته بكامل أعضاءه مؤخراً إلى الرياض لتفرض عليه أجندتها في حال تم التفاوض بين القوى السياسية اليمنية وصولا إلى إيجاد حل لإنهاء العدوان والحصار على اليمن وشعبه العظيم الذي دخل عامه التاسع وهو ما يجعل ما يسمى بالمجلس الرئاسي الذي يقال أنه سيتم إعادة النظر فيه مكبلا بالشروط السعودية في محاولة من الرياض إخراج نفسها من قيادة تحالف العدوان ضد اليمن والتحول إلى ضامن ووسيط مثلما فعلت مع الجمهوريين والملكيين عام 1970م بعد حرب استمرت ثمانية أعوام كانت السعودية فيها طرف مباشر مع الملكيين ومصر طرف مباشر مع الجمهوريين وعندما وصل الإنهاك بين اليمنيين إلى منتهاه أخرجت مصر والسعودية نفسيهما من اللعبة القذرة وجعلت اليمنيين يتحملون مسؤولية ما جرى لهم ويرتمون في أحضان السعودية عدوهم التاريخي بعد التوافق الذي حدث آنذاك بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز لتصبح علاقتهما سمن على عسل.
ونحن اليوم نشهد تكرار نفس السيناريو فهاهي السعودية التي كانت تتهم إيران بأنها تساعد القوى الوطنية في صنعاء المدافعة عن سيادة اليمن وحريته واستقلاله  وتحريره من الوصاية الخارجية تعيد علاقتها مع إيران وتصفي خلافاتها معها موحية للآخرين زورا وبهتانا بأن قرار صنعاء بيد إيران رغم الرد الإيراني الصاعق الذي أكد للنظام السعودي أن إيران لا تتفاوض نيابة عن أي دولة أخرى وأن حل أزمة اليمن في صنعاء وليس في طهران وعليه فقد سبق وحذرنا من المراوغة السعودية  وأكدنا في أكثر من مناسبة بأن اليمنيين قد تعلموا من الدروس السابقة فيما يتعلق بمخادعة تحالف العدوان والسعودية تحديدا وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعليه فما يقال ويشاع حول وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان والحصار على اليمن  عبر التفاوض لن يتحقق أبداً إلا عن طريق سواعد الرجال الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية وليس من خلال المشاورات والهدن المزعومة التي يتخذ منها تحالف العدوان ومرتزقته راحة لالتقاط الأنفاس ثم يعاودون عدوانهم البربري على اليمن وشعبه العظيم بوتيرة أشد وهو ما يؤكد استمرارهم في نفث سمومهم وحقدهم على اليمن وشعبه ولن يتوقفوا أبداً من ذات أنفسهم لأن هدفهم الأساس هو تدمير كل شيء وجعل اليمن خرابا ودولة فاشلة كما يقومون بحملة تهويل وتخويف للناس من القادم المجهول فيما لو تم  رفض الشروط السعودية المرفوضة سلفا وإن كانت هذه الحملة المفتعلة في مجملها هدفها أن ترسم للواقع اليمني الجديد وللمستقبل الذي يخططون له صورة قاتمة سوداء ومتشائمة من خلال الإيحاء بأن الوضع في اليمن في حالة غليان وعلى حافة الانفجار إذا ما استمر اليمنيون الأحرار في الدفاع عن بلدهم ومواجهة تحالف العدوان حتى تتم هزيمته ، مستغلين تأخر صرف المرتبات للتأثير على الجبهة الداخلية في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن بسبب العدوان البربري عليه وتعاون العملاء والمرتزقة معه مع أنهم من يتحملون المسؤولية الكبرى في هذا الجانب كون الموارد بأيديهم وهم من يعبث بثروات اليمن ويبددها والهدف كما هو معروف يتمثل في  صرف الأنظار عن الدور الكبير الذي سيقوم به اليمن  في المنطقة بعد انتصاره والدفاع عن سيادته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية لاعتبارات الحجم السكاني والموقع الجغرافي والثروة الواعدة التي يمتلكها الشعب اليمني والممنوع عليه استخراجها بالإضافة إلى البعد الحضاري والتاريخي والمكانة التي يحتلها اليمن على الصعيدين العربي والإسلامي وهي عوامل في مجملها تخلق الاهتمام الدولي باليمن وتجعل هذا البلد الناهض محط أنظار الكثير من الدول ممن ترغب في إيجاد مصالح مشتركة وتبادل المنافع معه كيمن جديد يمتلك سيادة قراره السياسي خصوصا بعد أن استطاع الحفاظ على وحدته وتعزيزها بثورة 21 سبتمبر الشعبية التي تعد معجزة حقيقية في جنوب الجزيرة العربية تستحق الإعجاب والاهتمام بها بدلاً من شن الحرب والعدوان عليها وهي الحقيقة التي حلت على أذهان وعقول وتفكير أعداء اليمن في الداخل والخارج بمثابة الصاعقة التي أتت لتجتث كل مؤامراتهم الخبيثة وخططهم الفاشلة والدنيئة، وستظل صنعاء عنوان للمواجهة والصمود وعنوان للسلام المشرف القائم على الحق والعدل.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا