كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (66)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (66)

في وقت مبكر من مارس عام 1992م كانت هناك تحركات للقوات التابعة لأقارب الرئيس  والتي كانت تهدف ربما إلى وضع الحزب الاشتراكي اليمني في موقف صعب وإضعافه

ولكن هذه الخطة فشلت تماما  ثم تدريجياً خلال عام 1993م بدأت تتضح الأمور حيث  احتضنت الفرقة الأولى مدرع بقيادة  علي محسن الأحمر  وهو من قرية الرئيس سنحان وحدات متفرقة على نطاق واسع من ضمنها اللواء الخامس من حرف سفيان و اللواء الأول والكتائب المدرعة  واحد شمالي والآخر جنوبي  في  عمران لواء ومدرعات في ردفان وتم إجراء عمليات إعادة ترتيب غير معلن عنها للقوات ,تضخم لواء العمالقة  الشمالي في أبين بشكل أكبر بكثير من حجمه الطبيعي  بينما استوعب الحرس الجمهوري  حوالي 20000 -30000رجل معظمهم حول صنعاء وتجمعت الكثير من مدفعية الفرق وتشكلت كتلتان كبيرتان من القوات الشمالية  واحدة حول صنعاء والأخرى في أبين وكان دورها الرئيسي هو فصل المناطق النائية في عدن عن حضرموت ,تم تشكيل لجنة حوار تحت ضغط مدني وإلى حد كبير كان الحزب الاشتراكي قد قدم ثمانية عشر نقطة للوفاء بها  وقدم المؤتمر الشعبي العام تسع عشرة نقطة  وأصدرت لجنة الحوار في النهاية قائمة بالعديد من النقاط مع ما يبدو أنه دستور جديد تقريباً تضمنت المتطلبات العملية اندماجاً حقيقياً للقوات المسلحة  والسيطرة على الجماعات الإسلامية  وعودة الاستقلال المالي والإداري إلى ما كان يُعرف سابقًا بالتعاونيات المحلية ,اجتمع الرئيس ونائب الرئيس في عُمان  ثم أخيراً في الأردن حيث تصافح كلا من عبد الله صالح  وسالم البيض أمام الكاميرات بينما كان واضحاً أن الرئيس كان يضمر نوايا سيئة .
 في وقت اجتماع الأردن فبراير1994م كانت هناك مشكلة في أبين كما تم تفكيك اللواء الجنوبي في حرف سفيان شمال صنعاء وقُتل ما يقرب عشرين إلى ثلاثين شخصاً في العملية الأخيرة  لكن هذا لم يكن مجرد حدث عسكرياً  يبدو أن عبد الله الشليل  وهو من كبار الموالين لـ علي ناصر مُنذ ما قبل عام 1986م قد دعم سالم البيض الذي أطاح بعلي ناصر في عام 1986 م لقد أخطأ كلا من ناصر وشليل الآن في الحكم على ميزان القوى المحتمل وقد أثبتت التصنيفات التي كانت سائدة في ذلك الوقت  على سبيل المثال  كتلة علي الناصر  كما يفعلون في كثير من الأحيان  أنها تضلل في حرف سفيان وأبين على حد سواء مبالغ كبيرة من الأموال المتداولة أدت إلى تخلي العديد من الوسطاء عن دورهم واختلاف الكثير من الولاءات السابقة ,في 3مارس 1994م نشر سنان أبو لحوم ومجاهد أبو شوارب خطاباً مفتوحاً جاء فيه  كنا نأمل أن يسود العقل  وأن توضع حقوق 14مليون مواطن مرة أخرى على المنفعة الشخصية من الحكام  بذلنا باستمرار كل جهد ممكن للتوصل إلى اتفاق مع أولئك الذين يقودون البلاد نحو الخراب والدمار  ولكن للأسف  وبمرارة لم نجد غير الأكاذيب لقد واجهنا تعنت من الذين لا يهتمون بشيء سوى المنفعة الفردية.
بدأ القتال في 27أبريل 1994م في عمران وقامت قوات الرئيس في أماكن أخرى ببطء بإسقاط قوات الحزب الاشتراكي اليمني  التي أثبتت ضعفها على الأرض في العديد من المناطق لم يكن البعض على استعداد للقتال في المقام الأول  وتم شراء البعض الآخر في حالات قليلة  كان للإسلاميون دور في المعركة  وتحدث قائد جنوبي في شبوة عنهم قائلاً يتقدمون مثل النمل وكأنهم في مواجهة نيران كثيفة  وكانت أعدادهم تقريبا 5000 مقاتل ,تم تنفيذ الجزء الأكبر من القتال من قبل المجندين الشماليين  ومعظمهم من جنوب صنعاء  وكانوا هم الذين عانوا من خسائر فادحة حيث تم قتل عدد كبير منهم من قبل سلاح الجو الجنوبي
ادعى العديد من الإسلاميين أن قتال الاشتراكيين هو جهاد أو حرب مقدسة وربما كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الإرياني  الذي كان حتى قبل اتفاق الوحدة لعام 1990م محورياً في مفاوضات المؤتمر الشعبي العام  هاجم الحزب الاشتراكي بعبارات لا هوادة فيها ورفض كل فرص الوساطة وهو المعروف عنه كونه دبلوماسي تكنوقراطي وصبور ظهر بمظهر رجل الحزب الحاكم , القبائل  التي يبدو أن علي سالم قد وضع ثقله عليها وكان يراهن عليها رفضت إلى حد كبير التورط في الحرب وفي مناطق مثل اليافع  تركوا الجيش ببساطة .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا