كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (64)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (64)

كانت الهتافات في الجنوب تطالب بعودة علي ناصر إلى الجنوب ,كان علي ناصر رئيس الحزب حتى عام 1986م وقد ترك اليمن الشمالي كأحد شروط الوحدة

ولم تكن فرصة عودته ممكنة أبداً وكانت دعوة العدنيين إلى عودة علي ناصر فرصة استخدمها علي عبدالله صالح لتخويف أنصار علي سالم البيض داخل الحزب الاشتراكي اليمني  وتركزت التكهنات على الروابط الخارجية لشخصيات بارزة في وقت مبكر جداً قيل من قبل المقربين من تفاصيل السياسة أن السعوديين سوف يدعمون علي سالم البيض إذا سنحت الفرصة لعودته إلى اليمن زعم كلا الحزبين الرئيسيين أنهما يؤيدان دولة قائمة على النظام والقانون  التي لم تتحقق على مستوى   الشارع وأصبحت دولة المسؤولين وذوي النفوذ في السلطة دولة أكثر اهتمامًا بالسيارات الفاخرة والأموال والعقارات  انتقلت عناصر كبيرة من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني إلى صنعاء حيث بدا أن الكثيرين يعيشون على نحو من البذخ مثل نظرائهم في المؤتمر الشعبي العام  وفي ديسمبر ١٩٩٢م عندما تراجع الريال من ثلاثين إلى اثنين وأربعين مقابل الدولار الأمريكي  اندلعت أعمال شغب ليس أقلها في تعز حيث قامت الحشود في كثير من الأحيان بإحراق سيارات باهظة الثمن للمسؤولين في الدولة وبعض الأعيان مثل هذه الأحداث تم التنبؤ بها في صنعاء قبل ذلك ببضعة أشهر عندما تحطمت سيارة على الطريق الدائري في وقت متأخر من الليل يقودها أحد أبناء إخوة الرئيس وأصدقاءه وعندما جاء الناس للمساعدة  وجدوا مجموعة من الشبان والشابات في حالة سكر واضح فأصاب الناس الغضب من هذا المنظر غير المألوف في صنعاء  وتم إشعال النار في السيارة من قبل أصحاب المنازل الغاضبين, كان الشعور بأن هناك شيئًا ما على خطأ في النظام السياسي منتشر على نطاق واسع  يغذيه تراجع الريال بحلول أواخر عام ١٩٩٢م ظهرت أوراق نقدية جديدة حيث كان يخشى الكثيرون من عدم وجود دعم حقيقي لهذه العملة الورقية الجديدة  وهدد رئيس الوزراء في ذلك الوقت  حيدر أبوبكرالعطاس وهو جنوبي من حضرموت بالاستقالة  لأن الحزبين الرئيسيين على خلاف دائم وبسبب هذا الخلاف بين الحزبين الرئيسيين لم تكن هناك إمكانية اتخاذ قرارات حقيقية وصحيحة وبدا أن الدولة تتفكك ولم تكن الديمقراطية هي النموذج الوحيد الذي تم التذرع به و دعت عدة مجموعات إلى الوحدة والنظام وأعلن الرئيس نفسه بشكل غامض أمام جمهور من الجيش أن القوات المسلحة هي حزب جميع الأحزاب كان أول الاجتماعات القبلية الكبيرة هو مؤتمر التضامن الذي عقد في أكتوبر ١٩٩٠م والذي تم التعتيم على  أخباره لأنه اتخذ اتجاه غير موالي للعراق في غزو الكويت ثم بعدها بفترة  عقد مؤتمر التلاحم والذي نتج عنه المشاكل التي كان يعاني منها الشمال اليمني ومحاولة احتوائها بعدها عقد مؤتمر سبأ الذي سمي على اسم الدولة اليمنية العظيمة قبل الإسلام  وهي صورة عن الوحدة الوطنية السابقة وجمع بين قبائل بكيل ومذحج بشكل أساسي لم يعارض هذا المؤتمر الرئيس صالح فحسب الذي اعتبر أنه كان أداة للحزب الاشتراكي اليمني  ولكن أيضا عارض شخصيات قبلية وعقد الاجتماع على أي حال  وندد الرئيس في زامل بتركيز السلطة في أيدي صنعاء  " مائة مسؤول واتهمهم بالعمالة حيث استنكروا أن تكون السلطة محصورة في صنعاء وأن أغلب المناصب المهمة تعطى لمنطقة معينة من أقارب الرئيس حيث وجد أن من منطقة واحدة وعائلة واحدة فقط كان هنالك مائة مسؤول في الدولة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا