كتابات | آراء

ومضات متناثرة: سيناريولوجية الهدنة!!

ومضات متناثرة: سيناريولوجية الهدنة!!

كل المؤشرات والتوقعات تشير أن لا هدنة ولا سلام ولا تفاوض في ظل وجود احتلال أجنبي للأراضي والجزر اليمنية, وتدخلات أممية جائرة, وانقسامات داخلية, وتهميش طرف دون الآخر.. ودعم جماعات دون أخرى لإرباك المشهد اليمني..

لا تزال لعنة التاريخ تلاحق العرب في حلهم وترحالهم, والغرب ينطلقون نحو البناء والتعمير ونهضة أوطانهم وشعوبهم, والعالم الإسلامي رازح تحت وهم الخلافة العثمانية خمسة قرون وما زالوا غرباء في أوطانهم.. وتمر الأيام والأعوام فإذا بالدول العربية والأنظمة الحاكمة في تلك الدول تبني سجوناً كبيرة, وأسواراً عالية من الظلم الاجتماعي والقمع الإنساني لشعوبهم لنكتشف في نهاية المطاف أننا حصدنا سراباً وعلقماً..
هناك السحب الداكنة السواد ما زالت تخيم في سماء المفاوضات بسبب الملف الإنساني والاقتصادي المعقد, بالرغم من الوساطات العمانية والروسية إلا أن بوصلة المفاوضات ما زالت منحرفة نحو مساقات ساخنة, وسيناريوهات متباينة, قد تؤدي إلى انفجار عسكري في أية لحظة..
الكل ما زال في قلق وتوجس, خاصة دول تحالف العدوان الذين يخلطون بين الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية, ويتهربون من دفع تكاليف الإعمار والبناء..
هناك تصفيات وحسابات إقليمية ودولية على حساب الأزمة, كل طرف يريد أن يأخذ حصته من الكعكة اليمنية باسم ايقاف الحرب ورفع الحصار الشامل عن اليمن, خاصة في ظل الأحداث والمستجدات الاقليمية والدولية التي يشهدها العالم.
فالحرب الروسية-الأوكرانية شكلت قلقاً وهماً وتوجساً لدى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فهي تحاول أن تمسك العصا من الوسط.. خوفاً من سقوط وضياع مصالحها في كثير من الدول.. فالصين تتربص بها الدوائر, والأزمة الروسية تلاحقها في عقر دارها.. والحنين يراودها إلى منابع النفط السعودي, لذلك تحاول الولايات الأميركية, أن تثبت وجودها عالمياً وأممياً, فهي تدرك سلفاً أن فشل الهدنة في اليمن سيؤدي إلى عواقب كارثية في المنطقة برمتها, بل قد تمتد آثارها إلى دول العالم قاطبة..
لذا لا بد من تلبية مطالب وشروط حكومة صنعاء لمنع أي توتر قد يؤدي إلى انفجار الوضع, وحينها تصبح الرياض وأبوظبي مرمى لصواريخ ومسيرات حكومة صنعاء..
وقد تصبح سماء المنطقة لا تطاق من شدة النيران والحرائق والدخان .. هم يدركون أن جيش حكومة صنعاء لديه من الإمكانات والقدرات العسكرية الفائقة الدقة والتصويب ولذلك على قوى تحالف العدوان أن يضع في حسبانه وحساباته كل الاحتمالات والفرضيات لأن المعركة القادمة ستكون مفصلية وفاصلة وقاصمة للظهر.. لا تذر ولا تبقي .. ستحول السعودية من أقصاها إلى أقصاها إلى أرض محروقة غير صالحة للسكن والعيش والحياة..
وقد تصبح الرياض أثراً بعد عين وكل الاحتمالات واردة .. والسيناريوهات مفتوحة.. لذا لا هدنة ولا سلام بدون إنهاء الوجود الاجنبي ورحيل كافة القوى الخارجية عن الاراضي والجزر اليمنية.. وإذا انسحب الفاعلون والمحتلون من الاراضي والجزر اليمنية سيكون لكل حادث حديث.. إذا لا بد من خروج كل محتل أياً كان من الاراضي والجزر اليمنية بدون شروط مسبقة وإيقاف العبث والتجريف بالأحياء البحرية والبيئة الطبيعية في سقطرى وكل الجزر اليمنية..

صفوة القول:
ليعلم القاصي والداني أن حكومة صنعاء وضعت الحروف على النقاط وشروطها واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ورؤيتها ثابتة, إيقاف العدوان ورفع القيود عن مطار صنعاء والحصار عن ميناء الحديدة وفتح الممرات ودفع مرتبات الموظفين من موارد النفط والغاز اليمني ورحيل المحتل أياً كان عن كافة الاراضي والجزر والسواحل اليمنية..
كل اتفاق لا يتأسس على قاعدة السيادة الكلية والثوابت الوطنية واحترام حقوق الإنسان وسيادة الارض يذهب أدراج الرياح..
وما يحدث الآن في جنوب الوطن من عبث وفوضى خلاقة وبأياد سعودية – إماراتية مدعومة من قوى دولية, وعلى رأسها الشيطان الاكبر وأذنابه لتحويل اليمن إلى ساحة صراعات إقليمية ودولية والتسابق نحو السيطرة على جنوب البحر الأحمر وباب المندب..
كل هذا يحدث باسم مجلس الأمن وتحت غطاء دولي وأممي, وعلى حساب الأزمة اليمنية, والحرب الجائرة على اليمن.. ولكن يظل اليمن عصياً طارداً ومقبرة لكل غاز ومعتد محتل!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا