كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (64)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (64)

في التلفزيون الشمالي  ظهر مسلسل شهير شخصية تدعى دحباش  وهو عبارة عن شخص غير متحضر يتميز بلكنة شمالية وكانت هذه الشخصية التلفزيونية بكل ماتحتويه من تصرفات تنم عن عدم تحضر وتصرفات ساذجة احيانا

لذا استغل الجنوبيون وخاصة العدنيون اسم دحباش لوصف الشماليين به  حيث كانوا يصفون الشماليين بأنهم دحابشه وبحسب ما ورد كان الرئيس مستاء من ذلك ومن هذه التصرفات للجنوبيين تم بذل بعض الجهد لإيجاد حل  مناسب لهذا الموضوع  ولكن لم يخطر ببال أي احد شيء مفيد غالبًا ما استخدم المثقفون الشافعيون صورة الحداثة والنظام  المستندة إلى حد كبير الى ثقافة الغرب ضد الزيديين باعتبارهم معارضين للافكار الغربيه ، في هذه المرحلة كان أسلوب الجنوب يتعارض مع أسلوب الشمال في امور كثيرة خصوصا من قبل الحداثيين الذين يسعون الى استنساخ أفكار غربية متقدمه حيث كان منظورهم إلى الشمال بانه مفتقد للحداثة و للحضارة وهذا يعادل على نطاق واسع القبلية وفي المقابل فإن قبائل الشمال والشرق اشتكت من أن عالمهم قد تم غزوه من قبل مايسموه القوات الحضرية ، حدثت أعمال اللصوصية من نوع لم نشهده من قبل سُرقت سيارات وشاحنات وفي بعض الأحيان قُتل أصحابها دون الكشف عن هويتهم  وعندما تعقب أفراد القبائل المكان الذي ذهبت إليه المركبات  وجدوا في كثير من الأحيان أنها تذهب الى افراد في الشرطة أو الجيش وقد شهد الشمال محاولات اغتيال من النوع الذي كان شائعًا في الجنوب سابقا و تم إلقاء اللوم على الخلافات الحزبية من قبل البعض  والتدخل الأجنبي من قبل البعض الآخر  لكن معظم الخلافات تم حلها بالعرف القبلي  سرعان ما اشتكى الاشتراكيون من أن شعبهم يتعرض للقتل  كما هو الحال بالفعل ألقى كل من الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام باللوم في ذلك على الخلافات الداخلية في الحزب الاشتراكي اليمني وألقى الاشتراكيون باللوم على الإسلاميين في الجنوب وبصورة اكبر على جهاز أمن الرئيس في الشمال.
 حسن الحريبي من الحزب الاشتراكي اليمني قتل في صنعاء نفسها في سبتمبر 1991 م ويعتقد ان الهدف كان احد قادة الحزب الاشتراكي حتى ان شرطي مرور صنعاء الذي اوقف القاتل قد تم اغتياله ويعتقد ان القاتل هو شخص قريب من الجيش والمؤتمر الشعبي العام .
 فيما يبدو أنه كان حلقة من نفاد الصبر  والوحشية بين الأطراف المتنازعة في تشرين الأول / أكتوبر 1991   م كانت هناك مظاهرات كبيرة  ليس فقط بسبب كراهية البلطجة ولكن بسبب المشاكل الاقتصادية فقد سئم الناس من التفاوت المتزايد بين الطبقات الاقتصادية في البلاد  خاصة وأن الفقراء يشعرون أن الأغنياء لم يكسبوا بجهدهم لكنهم سرقوا الأموال عن طريق الفساد والمحسوبية واختفت التحويلات تقريبًا مع حرب الخليج  وانخفض الريال مقابل الدولار الأمريكي  وكان التأثير ملحوظًا بشكل خاص في الجنوب حيث تم سحب الدعم للسلع الأساسية وهكذا ارتفعت الاسعار بصورة كبيرة حيث ارتفع سعرالحليب المجفف الى سبع او ثمان اضعاف سعره الاصلي  في غضون عامين ، في أوائل عام 1992  م زار الرئيس عدن واستقبلته حشود معادية رمت عليه مايسمى الشيباشيب القديمة وهي الصنادل المطاطية الرخيصة التي يسميها البعض النعال   وهم يهتفون  ارجع الى بلادك كان رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى عام 1986 م قد غادر اليمن الشمالي كأحد شروط التوحيد للحزب الاشتراكي اليمني  ولم تكن فرصة عودته كبيرة على الإطلاق.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا