كتابات | آراء

اسمع يا بايدن

اسمع يا بايدن

تشهد المنطقة مرحلةً جديدةً ونوعيّةً من مراحل المواجهة مع العدوّ الاسرائيليّ  والامريكي قد تشكّل مقدّمةً للمواجهة الشّاملة مع الكيان في ظلّ التّصعيد الأمريكي وإصراره على نشر الفوضى

ورفع مستوى العقوبات على سوريا ولبنان للوصول إلى فرض حصار أشبه ما يكون بالحصار على اليمن. الذي حذر على لسان قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي في ذكرا الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي حيث قال في هذا المقام أوجه التحذير والنصح معاً لتحالف العدوان: صبرنا سينفد إن لم تبادروا بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، لا نقبل بحرمان شعبنا من ثروته الوطنية في الاستحقاقات المتعلقة بالمرتبات والخدمات العامة، هي ثروةٌ لشعبنا من حقه أن يحصل على هذه الثروة، يمكن أن ينفد الوقت، ويمكن أن نعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق من أجل شعبنا العزيز
المعادلاتٌ التي يريد فرضها  الامريكي على المنطقة بالتّزامن مع تمديد الهدنة في اليمن وممارسة المزيد من عمليّة المراوغة لإبقاء الوضع على ما هو عليه في محاولةٍ لكسب الوقت لتمرير مشروعهم في المنطقة للوصول إلى تسويةٍ شاملةٍ تتخطّى عمليّة (السّلام) مع الكيان الصّهيوني لتصل إلى مرحلة السّيطرة والتحكّم في تلك الدّول التي بعضها لم يخرج عن الطوع الأمريكي لا بل كان من أوّل الدّول التي وقعت اتفاقيّات سلام مع كيان العدوّ كمصر والأردن. سياسات تؤكّد من جديد مدى عمليّة البلطجة الأمريكيّة وتقاسم الأدوار بينها وبين كيان العدوّ المؤقّت في استهداف تلك الدّول. لكن ذلك لم يمنع قوى محور المقاومة في المنطقة من التّصدّي لمشاريع المرحلة الجديدة وهو ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله في خطابه الأخير في ذكرى الشّهداء القادة في المقاومة الإسلاميّة في لبنان
حيث وجّه رسائلَ واضحةً للأمريكي قبل الاسرائيليّ وفقاً للآتي:
1 - وضع معادلاتٍ جديدة برزت من خلالها قدرات حزب الله وجديّته في مواجهة المشروع الأمريكي الاسرائيليّ.
2- تحذير الأميركيين من تسويفهم في عملية منع لبنان من استخراج نفطه وتهديد العدوّ بمنعه من استخراج النّفط.
3 - تحذير الأمريكي من زرع الفوضى لأنّه سيؤدّي إلى خسارتهم لكلّ شيءٍ في المنطقة.
تهديدات السّيد نصر الله التي أدرك العدوّ خطورتها وجديّتها في ظلّ تصاعد وتيرة العمليّات العسكريّة في عمق الكيان الصّهيوني المؤقّت في مناطق الضّفة والقدس وبالتّزامن مع استهداف الحرس الثّوري الإيراني  ناقلة النّفط (كابمو سكوير) التّابعة لشركة السّفن "زودياك" التي يملكها الملياردير الصّهيوني إيال عوفر، في الخليج، والتي كانت تبحر رافعة علم ليبيريا" الاسرائيليّة حيث استهدفها الحرس الثّوري بطائرةٍ مسيّرةٍ من نوع شاهد 136 وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام العدوّ الاسرائيليّ
حيث ذكر موقع (يديعوت أحرونوت) إنّ سفينة "كابمو سكوير" هي السّفينة الثّالثة لـ شركة زودياك" التي تستهدف من قبل حرس الثورة الاسلامية على الأقل خلال السّنتين الماضيتين في حين ذكر موقع bbc بالفارسيّة إنّ "مسؤولاً عسكريّاً أميركيّاً ومصدراً عسكريّاً رفيع المستوى في المنطقة أفاد بأنّ عدّة سفن وطائرات مسيّرة إيرانيّة استخدمت في الهجوم على السّفينة. كل ذلك يجري بالتّزامن مع رفع جهوزيّة القوّات الأمريكيّة في حقل العمر وقاعدة التّنف في سوريا في محاولة امريكية لقطع الطريق على قوّات الحشد الشّعبي العراقيّة التي كانت أوّل الكاسرين للحصار الأمريكيّ على سوريا بعد دخول أسطول من الآليات وفرق الإنقاذ والفرق الطّبية والمساعدات الغذائيّة لضحايا الزلزال. وفي ظلّ شنّ العدوّ الصّهيونيّ فجر أمس الأحد غاراتٍ بالطّيران الحربيّ استهدفت بعض النّقاط في مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنيّة مأهولة بالمدنيين،  ممّا أدّى إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم عسكريّ وإصابة 15 مدنياً بجروحٍ بينهم حالاتٌ حرجة وتدمير عدد من منازل المدنيّين وأضرار ماديّة في عددٍ من الأحياء في دمشق ومحيطها.
ومع التّصعيد الأمريكي بتفعيل سلاح العقوبات والحصار على دول محور المقاومة مترافقاً مع تصعيدٍ صهيونيّ ثمّة مؤشّرات تعيد خيار التّصعيد للواجهة وفقاً لثوابت وقواعد رسختها قوى المقاومة تقول فيها اسمع يا بايدن إنّ ما عجز عن تحقيقه وإنجازه الأمريكي والاسرائيليّ في الحرب لن يحقّقه بفرض العقوبات والحصار وإنّ ما يلوح به من تهديد بنشر الفوضى سيؤدّي إلى إخراجه من المنطقة مهزوماً منكسراً لا سيّما في لبنان حيث التاريخ يشهد أنّ من هزم أمريكا عام 1982 لن يعجز عن دحرها في عام 2023 وأنّ قبضات الرّجال التي حقّقت انتصارات عامي 2000 و 2006 هي نفس القبضات التي ستذلّ الجيش الذي قيل بأنّه لا يقهر وستهشم صورته.
#كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا