كتابات | آراء

بوح اليراع: باعتراف قادة الاحتلال دولة الكيان مهددة بالزوال

بوح اليراع: باعتراف قادة الاحتلال دولة الكيان مهددة بالزوال

من المعلوم أن الكيان الصهيوني نال ما ناله من التمكين في أرض فلسطين برعاية مباشرة من البريطانيين الذين بقوا يسهمون مع طلائع الصهاينة المحتلين -لأكثر من عقدين من السنين-

في استقبال وتوطين أفواج المستوطنين الصهاينة الوافدين، إذ لم ترفع بريطانيا يدها عن أرض الأرض المباركة التي يحوي ثراها الطاهر مسرى سيد الأنبياء وخاتم المرسلين وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،  إلَّا حين أعلنت عصابة بني صهيون -رسميًّا- عن إقامة دولتها -في الـ٢١ من أيار/مايو عام ١٩٤٨- على أشلاء ودماء الآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين ذهبوا -بتواطؤ غربي صليبي مشين- ضحية عملية التوطين.

الجرائم الشنعاء إبَّان طور الإنشاء
وبالرغم من تمكن الغرب الصهيوصليبي -من منطلق سيطرته على الإعلام- من التعتيم شبه التام على نتائج عقدين من الذبح والإجرام والمجازر الجماعية التي كانت ترتكب -عادة- تحت جنح الظلام، فإن الوحشية المبالغ فيها وصولًا إلى إبادة قرى بأكملها تسببت في انتشار بعض تلك الجرائم الشنعاء للملأ بكل جلاء، ومن أبرز المجازر التي ارتكبت -فقط- في عام ١٩٤٨ والتي ما تزال -لبشاعة ما حدث فيها ولوحشية أساليب مقترفيها- محفورة في ذاكرة السنين (مذبحة «الطنطورة» ومذبحة «أبو شوشة أو الرملة» ومذبحة «دير ياسين») التي نفذت في غضون شهرين، وأودت بحياة مئات القرويين الفلسطينيين.

تفاوض كاذب لإحراز مكاسب
بسبب ما ارتكبه الكيان الصهيوني الغاصب من مجازر يندى لها الجبين في حقِّ عرب فلسطين، فقد قوبل بواقعٍ عربي أو عروبي غاضب آذنه الحرب، فخاضت معه عدة جيوش عربية مجتمعة -بهدف التحرير- حربين كانت أخراهما حرب حزيران ١٩٦٧ التي ما يزال خزي هزيمتنا فيها وصمة عار في كل جبين.
فانفردت -منذ ذلك الحين- منظمة التحرير المقتصرة عضويتها على عدد محدود من القادة الفتحاويين بما أسمته حق تقرير المصير، فاستدرجت من قبل «محمد أنور السادات» رائد المطبعين إلى الدخول مع الصهاينة اللئام في مفاوضات سلام بل استسلام، فدشنت تلك المرحلة ذات النثرات المخجلة بتوقيع «اتفاقية أوسلو» التي أعلن -في ضوئها- عن قيام السلطة الفلسطينية التي كانت -وما زالت- مجرد جهة أمنية تسهم في تأمين المرافق الصهيونية.
وكل ما تلاها من اتفاقيات لم تتجاوز مضامينها مضامين «أوسلو» التي حصد قادة الكيان -بموجبها- من التنازلات أكثر بكثير ممَّا أملوا بل فوق ما تخيلوا،  ومع ذلك فقد تنكروا لتلك الاتفاقيات جملة وتفصيلا، ولن يجني منها الذين هرولوا لإبرامها لا كثيرًا ولا قليلا.

التطرف والاختيال المؤذنان بالزوال
بعد أن حققت سلطات الكيان الصهيوني كافة مآربها وبعد أن لبى لها سياسو «أوسلو» كافة مطالبها على حساب الحقِّ التأريخي للشعب العربي الفلسطيني، عادت وأطلقت العنان للتطرف وللمتطرفين بغية تهويد مقدسات الإسلام واقتلاع الفلسطينيين بشكل تام، حتى بدأت تلك التصرفات الصهيونية الإبليسية تأتي بردود فعل ميدانية فلسطينية عكسية ظهرت بوادرها التمهيدية بارتفاع أعداد العمليات الاستشهادية التي تعد مؤشرًا على إمكانية انفجار حرب ارتدادية جهادية باتت تترآى للعقلاء من قادة كيان صهيون رأي العين، وقد تداولت ما صدر عنهم -في هذا الشأن الهام- الكثير من وسائل الإعلام، منها استهلال الكاتب الفلسطيني «أيمن أبو ناهية» مقاله التساؤلي المعنون [زوال الكيان.. حقيقة أم تضليل؟] الذي نشره في موقع «فلسطين أونلاين» بتأريخ ٢٣ مايو من العام الحالي على النحو التالي: (كثر هذه الأيام حديث عدد من قادة الاحتلال على رأسهم وزيرا حرب الاحتلال «إيهود باراك» و«بيني غانتس» ورئيس حكومة الاحتلال [الأسبق] «نفتالي بينيت» عن مستقبل كيانهم وحتمية فنائه وزواله، وخشيتهم من عدم تجاوز عُمر الكيان العقد الثامن، وأن يكون مصيره كمصير ممالك يهودية سابقة أصابتها «لعنة الـ٨٠». وحذّر العديد من قادة الاحتلال السابقين والحاليين من تفكك الكيان وعدم استطاعته اجتياز هذه المرحلة بفعل عوامل داخلية وخارجية، وحتى أن بعضهم، أمثال «غانتس» توقع هذا حدوث السيناريو قريبًا.
الواضح أن هذه التوقعات التشاؤمية لقادة الاحتلال باقتراب النهاية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة خوفهم من عواقب وخيمة تنتظرهم، لما يقترفونه من قتل وبطش وتهجير وظلم لشعب بأكمله استولوا على أرضه بالقوة، وهم يعرفون أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق،  فلا يضيع حق وراءه مطالب، ولا تسقط الحقوق بالتقادم، فالمقاومة لم تتوقف منذ أن وطئت أقدام الصهاينة أرض فلسطين وأنشأوا كيانهم الصهيوني في عام ١٩٤٨، وهي تأخذ أشكالًا مختلفة ضد الاحتلال، لكن قوة المقاومة اليوم أدت إلى تنامي شعور الاحتلال بالخوف وتشاؤم القادة من المصير القادم، فقد أرعبهم ما شاهدوه في معركة «سيف القدس» العام الماضي).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا