كتابات | آراء

الإسلام كرم العقل والفكر

الإسلام كرم العقل والفكر

لا يوجد دين غير الإسلام كرم العقل والفكر وأشاد بأولي الألباب والنهى ، ودعا إلى النظر والتفكر وحرض على التعقل والتدبر وقرأ الناس في كتابه الكريم:" أفلا تعقلون" 

" لعلكم تعقلون" " ولعلكم تتفكرون" "لآيات لقوم يعقلون" " لآيات لقوم يتفكرون" ومن  أروع ما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : " قل أنما أعظكم بواحدة ، أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ومعناه : أنه لا يطلب منهم إلا خصلة واحدة وهي أن يتوجهوا بعقولهم وقلوبهم إلى الله الذي يؤمنون به وبخالقيته للكون وتدبيره لأمره ، مخلصين في طلب الهداية إلى الحقيقة بعيدا عن تأثير العقل الجمعي ، وعن الخوف من الناس أو المجاملة لهم ، كل فرد مع صديقه ممن يثق به ويطمئن إليه أو يفكر وحده وهو معنى قوله تعالى : مثنى وفرادى ثم يتفكرون في أمر النبوة وسيهديهم فكرهم الحر إلى الحق وقد اعتبر علماء الإسلام أن العقل( ووظيفته التأمل والتفكر والتدبر) مناط التكليف ومحور الثواب والعقاب كما قرروا أن العقل أساس النقل إذ لو لم يثبت وجود الله بالعقل ويثبت صدق النبوة بالعقل ، ما ثبت الوحي فالعقل هو الذي يثبت  النبوة ويثبت صدق النبي عن طريق المعجزة الدالة على صدقه دلالة عقلية ثم بعد ذلك يعزل العقل نفسه ليتلقى من الوحي الذي هو سلطة أعلى منه ومن هنا قرر المحققون من علماء الإسلام أن إيمان المقلد المطلق غير مقبول ، لأنه لم يؤسس على برهان ، ولم يقم على حجة بينة بل على تقليد محض:" أنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون".
والقرآن يطالب كل ذي دعوى  بإقامة البرهان على دعواه وإلا طرحت ورفضت.
ولهذا قال في محاورة المشركين : "قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين" وقال في محاجة أهل الكتاب : " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم ، قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين" فالعقائد لا بد أن تؤسس على البراهين اليقينية لا على الظنون والأوهام فليس في الإسلام ما عُرف في بعض الأديان الأخرى من اعتبار الأديان شيئا خارج منطقة العقل ودائرة التفكير حتى شاع عندهم مثل هذا القول :
" أعتقد وأنت أعمى" أو " أغمض عينيك ثم اتبعني"

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا