كتابات | آراء

حديث الإثنين: الـ 30 من نوفمبر جمع بين الاستقلال والوحدة

حديث الإثنين: الـ 30 من نوفمبر جمع بين الاستقلال والوحدة

يصادف بعد غد الأربعاء الموافق الثلاثين من نوفمبر 2022م مرور خمسة وخمسين عاما على تحقيق الاستقلال الوطني وخروج المحتل البريطاني من جنوب الوطن اليمني الحبيب

كما يصادف هذا اليوم مرور ثلاثة وثلاثون عاما على توقيع اتفاقية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقد كانت قيادتا شطري اليمن آنذاك موفقتان حينما اختارتا يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1989م لاستكمال ما تحقق يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م ليجمع بين الاستقلال والوحدة فقد تم فيه توحيد أكثر من عشرين سلطنة ومحمية ومشيخة تحت علم دولة واحدة هي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والتي وضعت حجر الأساس لاستعادة الشعب اليمني لوحدته وهذا ما تم بفضل إرادة أبناء الشطرين يوم 22 مايو 1990م ولم تكن قيادتا الشطرين آنذاك إلا مترجمة ومنفذة للإرادة الشعبية باتخاذ قرار إعادة تحقيق الوحدة وهو ما يؤكد أن الشعب اليمني لم يكن رقما مفقودا وإنما كانت له كلمة الفصل.
إذا كانت الوحدة اليمنية قد تعرضت لمؤامرات على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت من عمرها بل من بعد إعادة تحقيقها مباشرة وكانت أخطر تلك المؤامرات ما حدث عام 1994م من حرب شاركت فيها مع الأسف الشديد قيادات ممن كان لها دور في صنع هذا المجد اليمني التاريخي والذي ما يزال إلى اليوم  يمثل الشمعة الوحيدة التي تضيء سماء الأمة العربية فإن ذلك راجع إلى ارتباط تلك القيادات بالخارج وطمعها في استمرارها متربعة على كرسي الحكم ولكنها في الأخير خسرت نفسها بعد أن رهنت قرار وطنها له ولم تجد منه دعما لبقائها كمكافأة على فعلها الشنيع وغير الوطني وإنما لفظها الخارج الذي تعاملت معه واعتمدت عليه قبل أن يلفظها أبناء شعبها.
من المفارقات العجيبة التي تستحق الوقوف عندها هي: إنما يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية من أحداث والسيطرة عليها من قبل المحتلين الجدد السعودية والإمارات أذناب بريطانيا وأمريكا وما استقدموا من مرتزقة إلى الجنوب اليمني لتشويه سمعة أبناء الجنوب يتم على مرأى ومسمع ممن تبقى من مناضلي ثورة 14 أكتوبر وصانعي فجر الاستقلال حيث لم يحركوا ساكنا إزاءه وبعضهم راض عما يحدث ومباركا له وهناك من هو مشارك للاحتلال فيما يقوم به من تدمير للجنوب لاسيما أولئك المتواجدين في فنادق الرياض وأبوظبي من الذين كانوا يرفعون شعارات محاربة الرجعية والامبريالية والاستعمار والعدو التاريخي لليمن لدرجة أنهم ضمنوا هذه الشعارات المناهج الدراسية للتربية والتعليم وكانوا يصنفون أنفسهم على أنهم تقدميون واشتراكيون وقوميون متجاهلين أو متناسين كل تلك الشعارات الرنانة التي كانوا يتشدقون بها لدغدغة عواطف الجماهير فانبطحوا أمام مغريات المال المدنس وباعوا وطنهم وكرامتهم الوطنية مقابل هذا الثمن البخس وفي نفس الوقت معتبرين أن شمال الوطن اليمني الذي كان له الفضل الكبير في دعمهم لإخراج المحتل البريطاني من جنوب الوطن هو المحتل الحقيقي والذي تجب محاربته والاستعانة عليه بالخارج، فقد وقفوا إلى جانب تحالف العدوان الذي يقصف اليمن على مدار الساعة ويقتل أبناء الشعب اليمني ويدمر بنيته التحتية ويحتل المحافظات الجنوبية والشرقية للعام الثامن على التوالي ولم يسمح لمن يطلقون عليها الشرعية المفقودة أن تعود لتقيم في أي منطقة من المناطق التي يزعمون أنها محررة ويقولون أن نسبتها وصلت إلى 85% من جغرافيا اليمن فماذا نسمي ذلك: هل هو احتلال وتفريط في السيادة الوطنية لليمن أم أنه تحرير حسب زعمهم؟!
 وعليه نقول لمن يعتبرون أنفسهم مناضلين وهم مقيمون في الرياض وأبوظبي واسطنبول والقاهرة ولا يسمح لهم بالمغادرة إلا بإذن من ولي أمرهم  وتم استقدام عائلاتهم إلى الرياض وأبوظبي لجعلهم رهائن: لقد جاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م لتصحح مسار التاريخ الوطني ومن أجل أن يلتئم الشعب اليمني في بيته الواحد وهي الحقيقة التي حلت على أذهان وعقول وتفكير الأعداء وخاصة جارة السوء السعودية وعملائها في الداخل بمثابة الصاعقة التي فضحت كل مؤامراتهم وخططهم الفاشلة والدنيئة ولم يتبق ليعبر عنها ويكشف بجلاء عن خلفياتها الحاقدة إلا ما قاموا به من عدوان بربري على اليمن أرادوا من خلاله أن يدمروا كل شيء ويعودوا باليمن إلى القرون الوسطى ولم تكن ثورة 21 سبتمبر الشعبية انقلابا كما يزعمون وقد أبى الله إلا أن يحقق للشعب اليمني غير ما يريده له الأعداء فنصر جيشه ولجانه الشعبية على أعتى قوة وأشر تحالف عدوان عرفه التاريخ الحديث تشارك فيه دول عظمى وتتبناه وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية التي أثبتت أنها عدو الشعب اليمني الأول، هاهو اليوم الشعب اليمني بعد ثمانية أعوام من العدوان ممثلا في أبناء جيشه ولجانه الشعبية يواجه التصعيد بالتصعيد ويضرب السعودية وابوظبي في عمقهما الاستراتيجي والعسكري ولم يتعرض للمدنيين ويتسبب في قتل الشيوخ والنساء والأطفال أو يدمر البنية التحتية كما فعل ويفعل تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأذيالها في السعودية والإمارات حيث لم يسلم من قصف طيرانه الحربي حتى الأجنة في بطون أمهاتهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا