كتابات | آراء

ومضات متناثرة: تحديث مناهجنا وأثرها التربوي على الأجيال..!!

ومضات متناثرة: تحديث مناهجنا وأثرها التربوي على الأجيال..!!

تحديث المناهج تظل المشكلة الحاضرة الغائبة في معظم البلدان العربية، وهذا بسبب السياسات الدكتاتورية، والفلسفات الفكرية والمذهبية المتزمتة، النابعة من شعور اللاشعور..

بأن مناهجنا غير مواكبة لروح العصر الحديث.. وبحاجةٍ الى تغيير جذري، وتحديث في مضمونها، وفي تغييب الدراسات العلمية المتخصصة، وجهات الاختصاص، ومراكز البحوث التربوية، ودون الرجوع الى إحصاء شامل من واقع البيانات والدراسات الميدانية.. تظل المشكلة قائمة..
ومن هذا المنطلق تجاهل الكثير من خبراء التربية الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها دول المنطقة، وعدم وجود إحصاءات دقيقة وبيانات مدروسة توضح استقصاء الحاجات والإمكانات اللازمة وصولاً لوضع مناهج حديثة تواكب ركب الحضارة والثقافة العربية والعالمية.. لاشك أن مقياس تقدم الشعوب والأمم في عصرنا الحاضر هو مقدار ما تمنح الدول والأمم شبابها من فرص تعليمية راقية ومواكبة لروح العصر الحديث.. ذلك لأن الثروة الحقيقية للدول والشعوب والأمم إنما تكمن في ثروتها البشرية المتنورة بنور العلم والثقافة والحضارة.. وعلى قدر ما تمنح الدول أو الأنظمة الحاكمة النظم التعليمية من حريةٍ ورقي وتقدم ودراسة فاحصة بقصد الارتقاء بشعوبها يكون الارتقاء والازدهار العلمي والثقافي والحضاري..
علينا أن ندرك أن الثروة الحقيقية لا تكمن في جوف الأرض، إنما تكمن في عقول الشباب وقدراتهم وطاقاتهم الإبداعية، ومهاراتهم المتميزة.. فالتعليم يعتبر العمود الفقري في علم النفس التربوي والتعليمي، لأنه يؤدي الى تغيير في السلوك الذي يكتسب صفة الثبوت والاستمرار، وأي تعلم لا يؤدي الى تغيير في السلوك تعليم فاشل غير مجدٍ.. وغير مفيد..
لذا لابد من توفير مناخ مناسب والاستعانة بمراكز البحوث المتخصصة في جامعاتنا ومعاهدنا العليا والجهات ذات العلاقة، مع توفير الإمكانات المادية اللازمة حتى ننهض بالعملية التعليمية الى الأمام، دون ذلك نظل نرقع مناهجنا بموضوعات جوفاء، وأشياء لا تُغني ولا تُسمن من جوع.. ويصبح تحديث مناهجنا حلماً بعيد المنال..
علينا أن نعلم أن رفع مستوى التعليم أو تحديث المناهج لم ولن يتم بصورة علمية أو بإجراء بحثي سليم إلا إذا أوجدنا مراكز بحوث فاعلة، أو تفعيل دور الجامعات والمراكز المتخصصة بإشراكها في تحديث المناهج حفاظاً على هويتنا الإيمانية والتاريخية والحضارية والعقيدية..
 لهذا وذاك لابد أن نراعي الجانب التربوي عند تحديث المناهج، وأهم هذه الأسس هي:
أولاً: لابد من إيجاد الفرد المتسائل، الذي يملك المهارات اللازمة للاتصال والتواصل بمحيطه الوطني والقومي والإقليمي والدولي.. وهذا لن يتم إلا في ظل تنمية الذات وغذاء النفس والعقل بالعلوم والمعارف الراقية..
ثانياً: هناك جانب مهم هو تنمية العلاقات الاجتماعية على أوسع نطاق للفرد، وغرس قيم ومبادئ سامية مع احترام شعور الآخرين في إطار المنظومة الإنسانية المتكاملة..
ثالثاً: لابد من إدراك مفهوم الكفاية الاقتصادية، بجعله مستهلكاً اقتصادياً ذكياً، في ترشيد وتدبير شؤون حياته، والارتقاء في مجال عمله بصورة فاعلة، ومثمرة..
رابعاً: المسؤولية الوطنية، وهي تشمل الهوية الإيمانية النابعة من عقيدتنا الإسلامية، والإيمان المطلق بالعدالة الاجتماعية، واحترام حقوق وحريات الآخرين..
ولعل من أهم الحوافز التي ينبغي أن نحرص على تحقيقها من خلال تحديث مناهجنا التعليمية، غرس حب التعلم الذاتي، والقدرة على المبادرة في مواجهة حل الصعوبات والمشكلات، وهذا لن يكون إلا بإيجاد جيل متسلح بالقيم والمبادئ النابعة من عقيدتنا الإسلامية، وحضارتنا وثقافتنا الأصيلة.. بدون ذلك يبقى التعليم سراباً بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا ما جاءه لم يجده شيئاً..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا