كتابات | آراء

انتصارات بوشم المسيّرات

انتصارات بوشم المسيّرات

مع تصاعد عمليّات تطوير الصّناعات العسكريّة في محور المقاومة الممتدّ من فلسطين إلى اليمن لا سيّما على مستوى الصّواريخ الباليستيّة والطّائرات المسيّرة من فلسطين إلى اليمن في ظلّ تصاعد وتيرة الهجمات الصّاروخيّة والمسيّرات

بدءا من عام 2019م حيث كان اليمن في طليعة قوى محور المقاومة التي استطاعت قلب المعادلات ونقل المعركة إلى عمق دول العدوان السّعودي الإماراتي. بالتّزامن مع تطوّر قدرات المقاومة الفلسطينيّة التي كسرت المعادلات في معركتي سيف القدس ووحدة السّاحات التي وفرضت على العدوّ الاسرائيلي قواعد اشتباكٍ جديدةٍ هي نفسها القواعد التي فرضها حزب الله على مدى سنوات المواجهة مع العدوّ الإسرائيليّ بعد حرب تموز 2006م قواعد ومعادلات غيّرت مسارات المواجهة وحققت فرضت على دول العدوان في اليمن وفي فلسطين هدنة وفي لبنان خضوع العدوّ لشروط لبنان باعتراف كبار قادة العدوّ الصّهيوني في أكثر من مناسبة وحديثهم عن التّهديد الذي باتت تشكّله الطّائرات المسيّرة مقارنة بالمرحلة السّابقة ومن تلك الشّواهد التي شغلت أوساط العدوّ الإسرائيلي وحازت على اهتمامٍ كبيرٍ الهجوم الذي نفَّذته القوات اليمنيّة في أيلول سبتمبر 2019م الذي استهدف منشآت إنتاج النّفط التّابعة لشركة "أرامكو" من حيث بعد المسافة عن الهدف والدّقة في تحديد الهدف وأصابته بدقّةٍ عاليةٍ وعجز الرّادارات والدّفاعات الجويّة من تحديد مسار الصّواريخ والمسيّرات وفي هذا الإطار قيم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة "أمان" هذه ليصل إلى استنتاجٍ يقول فيه إنّ القدرات الملاحيّة للطّائرات المسيّرة وقدرتها على حمل عشرات الكيلوغرامات من المتفجّرات بالصّواريخ الدّقيقة سابقة متقدّمة في تاريخ الحرب أدّت إلى تنفيذ قوّات صنعاء عمليّة إعصار اليمن النوعيّة التي استهدفت بعدّة عمليات الرياض وأبو ظبي بأسلوبٍ أقلق تل أبيب التي عبّرت عن هذا القلق الأمني والعسكريّ حين أشارت غيلي كوهين مراسلة الشّؤون العسكريّة في قناة كان عن  تخوّفٍ أمنيٍّ لدى الكيان الصّهيوني بعد تلك العمليات أدّى إلى استخلاص نظريّةٍ تقول إنّ المسافة بين اليمن وأبو ظبي هي تقريباً المسافة نفسها بين اليمن وإسرائيل. لذلك، إذا كان لدى القوّات اليمنيّة القدرة على تنفيذ هجومٍ صاروخيٍّ، فيبدو أنّهم قادرون على القيام بهذا أيضاً ضدنا.
نظرية أكّدتها مجلة النّشرة المتخصّصة بشؤون جيش الاحتلال الإسرائيلي والأمن القومي (الإسرائيلي) "معرخوت" حيث أشارت إلى (أنّ الهجوم اليمني على "إسرائيل" أصبح مسألة وقت، وعلى إسرائيل الاستعداد دفاعيّاً وهجوميّاً"، لأنّ المسألة أصبحت: متى؟ وكيف؟).
كلّ تلك العمليات أدّت إلى انتصار معادلات صنعاء الجديدة وفرض هدنةٍ حقّقت جزءاً كبيراً من أهداف صنعاء التي لا زالت تمتلك زمام المبادرة والقرار في الحرب. وهي المعادلات نفسها التي انتصرت في معركتي سيف القدس ووحدة السّاحات التي استطاعت نقل المعركة إلى داخل تل أبيب منذ الساعة الأولى للمعركة وهي نفس المعادلات التي انتصر بها لبنان في معركة الحدود البحريّة والنفطيّة وباعتراف قادة العدو الاسرائيلي حيث قال رئيس حكومة العدو الأسبق و زعيم المعارضة الصّهيونيّة  بنيامين نتنياهو (في الأيّام الأخيرة نحن نرى فقداناً كاملاً للسيطرة في القدس وفي شمال الضّفة اليهود وعائلات تتعرّض للتنكيل في عاصمتنا القدس ويوجد لكلّ هذا سببٌ بسيطٌ فعندما نستسلم لنصر الله في لبنان نلتقى تظاهرات في القدس.).
اعتراف بالهزيمة أكّده القائد السّابق في جيش الاحتلال في الضّفة الغربية  تسفيكا فوغل  حين تحدّث عن (حصول  خطأ في تقدير التّعامل مع حزب الله سابقاً وقد قالوا إنّ صواريخه ستصدأ لكنّها لم تصدأ وفي اليوم الذي سيشعرون أنّهم جاهزون لشنّ حرب ضدّنا فهم سيفعلون ذلك وحزب الله سيريكم الكثير من القوّة. فلديه مئة وخمسين ألف صاروخ في لبنان وهي لن تصدأ خذوا ذلك في الحسبان)..
أمّا قائد فرقة الجليل في جيش العدوّ سابقاً آفي ايتام فقال (إنّ هذه أداوت مدمجة والأداة الدامجة هي أنّ نصر الله لا زال نصر الله وحزب الله لا يزال حزب الله والفلسطينيون يريدون أن يفعلوا الآن مثل حزب الله وهذا أمر بات ثابتاً)..
شهادات واعترافات قادة العدو تجمع على أنّه مع تراكم هزائمه يتصاعد نجم محور المقاومة وأنّ كل ما جرى في المنطقة من حروب عجز عن الحدّ من قدرات محور المقاومة أو منعه من تطوير قدراته وترسانته العسكريّة والأهم أنّه لا زال يضع فلسطين على رأس اولوياته كقضية مركزيّةٍ. كلام أكّده المستشرق صهيوني اودى كوهين بقوله:
(حزب الله يقول لن نعترف بكم ولن نعترف باسرائيل ولن نعترف بحدودكم لأنّ لدينا القضية الفلسطينية ونحن نريد تحرير فلسطين فكلّ عام يقول نصر الله أنّه يريد الصلاة في المسجد الأقصى وقد قال يائير لبيد لحزب الله تفضلوا خذوا وأنا أتنازل هذه ليست مفاوضات إنّما اتفاق استسلام تاريخي واستسلام أمام تهديدات نصر الله وتهديدات طائراته المسيّرة واستسلام ونصر الله يفهم أنّنا انكفأنا).
كلّ ذلك يعني أنّ الكيان الصّهيوني لديه القناعة بأنّه إلى زوال وأنّ وجوده أصبح مسألة وقت وأنّ ما تمّ إنجازه حتى الساعة خطوة انتصار على طريق الانتصار الأكبر بتحرير فلسطين كلّ فلسطين.
# كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا