كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين ?!.. « 62»

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين ?!.. « 62»

وبالنظر إلى ماشهده اليمن من أحداث عاصفة وحروب وصراعات واضطرابات وقلاقل, أثرت عليه سلبا وإيجابا خلال المائة سنة الأخيرة من تاريخه الحديث والمعاصر,

ولا تزال تلقي بظلالها القاتمة على من يعيشون في هذا البلد وتفرض ما تفرضه عليهم, وتضاعف من معاناتهم وسوء أحوالهم وتردي أوضاعهم, فإننا سنجد أنفسنا وجها لوجه ونقف أمام صورة شائهة, وحقيقة مرة تؤكد, وجود اختلالات واشكالات وتعقيدات وترسبات كثيرة تعتبر هنا مسؤولة مسؤولية مباشرة عن استمرار هذا الإضطراب والقلاقل وتعذر ديمومة الأمن والاستقرار لفترة, إلى جانب حقيقة أن اليمنيين يستمرون منذ أمد بعيد التنازع فيما بينهم حتى على أتفه وأصغر الأمور ويفضلون تصفية الحسابات فيما بينهم عن طريق الحروب والصراعات الدموية المسلحة, ولديهم اشكالية أو معضلة أزلية متجذرة تتمثل في عدم قبولهم ببعض وفقا لمبدأ- التعايش المشترك والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات, بالإضافة إلى أنهم لم يعتادوا أن يخضعوا لدولة نظام وقانون إلا فيما ندر والنادر لا حكم له, وتجد الفوضى وسيادة وسلطة الأمر الواقع المفروضة عليهم بالقوة الغاشمة هي من حكمتهم في معظم فترات التاريخ ولا تزال تفرض سلطتها عليهم حتى اليوم!.
وفي فترات خاطفة من التاريخ تكاد تكون بسيطة ومحدودة تهيأت الظروف ليحكم اليمن واليمنيين دول وحكومات وطنية توفرت فيها كل شروط المثالية والنزاهة والعدل والمميزات والصفات الحميدة, إلا أن مثل هذه الدول الراشدة والعادلة سرعان ما سقطت بعد فترات وجيزة من قيامها, لتعود الفوضى والإضطراب مجددا ليحكم البلاد والعباد وتتجدد مع ذلك الحروب والصراعات الدموية بين المتنافسين على الحكم والسلطة ويظل حلم أبناء هذا الوطن المنكوب بمشروع وطني لبناء دولة فعلية أو على الأقل استعادة البعض منها في أضيق الحدود وأغلب الفترات التاريخية, ويبقى حلم الدولة الحقيقية هو حلم اليمنيين المشروع الذي يراودهم على الدوام وطموحهم العظيم الذي يتطلعون إليه بإستمرار!.
ولو توقفنا قليلا بشيء من التأمل والملاحظة العابرة واللماحة عند ما حدث في اليمن خلال السبعين سنة الأخيرة تحديداً, لوجدنا أن البلاد قد شهدت أحداث عصفت بها وتركت آثارها على كل شيء هنا وما زالت تتحكم بالكثير من الأشياء والأمور ولها الغلبة وأمرها الظاهر في المشهد السياسي اليمني.
والملحوظ أن الصراع على الحكم والسلطة هنا ظل هو السمة الغالبة والطاغية على كل العهود والعقود الزمنية السبعة الأخيرة, وكان لها نتائجها وتداعياتها ومحصلاتها وأسبابها وكل ما ترتب عليها من آثار رافقت اليمنيين ورافقوها وبدت وكأنها واقعا يعيشونه بكل تفاصيله.
ولم يحظ اليمنيون خلال تلك الفترة المذكورة بفرصة عظيمة تسنح لهم لإقامة وإنشاء دولة حقيقية رائدة ومثالية تلبي طموحاتهم ومطالبهم الوطنية والسياسية وحتى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتخدم الهدف الأسمى لرفعة شأن هذا الوطن والشعب.
وما زال كل الحكام هنا يمنون الشعب بأماني لاتتحقق ويبشرونه بإخراجه إلى بر الأمان وكل حاكم منهم يأتي ويكذب على هذا الشعب ويتشدق بحقوقه وحريته وكرامته وعيشه الرغيد والعمل على تطويره وخدمة ورعاية مصالحه والنزول عند كل رغباته, وما إن يجلس على كرسيه ويتذوق حلاوة السلطة ومغانمها حتى ينسى هذا الشعب المخدوع ويخلف كل وعوده السابقة ويتسبب في مضاعفة معاناته ومماهاة مآسيه ولا يجد المحكومين هنا منه إلا كل ماهالهم ويسوء.
وكل ما جاء حاكم هنا لعن من سبقه وفعل بالشعب أفاعيله باستثناء بعض الحكام الشرفاء الوطنيين الذين لم تتح لهم الفرصة لخدمة شعبهم.
بيد أن الدولة الحقيقية دولة المؤسسات والنظام والقانون كانت وما زالت وستظل حلم اليمنيين وطموحهم العظيم الذي حيل بينهم وبين تحقيقه حتى اللحظة والغاية المثلى التي لو أدركوها لتغير حالهم ومآلهم ووضعهم إلى الأحسن والأفضل بدون شك ولكان اليمن السعيد سعيد حقا لا تعاسة فيه لشعب متعوس وخائب الرجاء  كهذا الشعب الصابر الأبي!..
..... يتبع ......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا