18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية..!!

اللغة العربية هي لغة إعجاز القرآن وبلاغته.. مهما غالوا علماء اللغة في دراستها.. وتفريعها.. وتقعيدها لقواعدها من نحو وصف وبلاغة إلا أنها تظل لغة مهابة وساحرة.. وحسناء تدل على أرفع وأفصح مفرداتها.. فاللغة العربية هي الكفيل بإيضاح حقائق التنزيل.. وإفصاح دقائق التأويل.. وإظهار دلائل البيان والتبيان..

تلك هي سمات اللغة العربية التي لا ينضب معينها من اشتقاقات ومرادفات، وتضادات تنهض بأداء المفردات والمعاني.. مهما كانت حداثتها.. أو صعوبتها.. ومن أهم السمات التي تنفرد بها لغتنا العربية الساحرة "نحونا" العربي.. وهي سمة تضفى عليه مهابة.. وعبقرية ساحرة.. تلك الكثرة الكاثرة من المفردات والاشتقاقات والمرادفات من المسائل التي تعج بها كتب النحو والصرف.. ومن كثرة قواعده.. فجاءت الشواهد النحوية خير شاهد ومعوان على حفظ تلك القواعد والنصوص النحوية..
والشواهد في النحو جمع شاهد.. وهو الدليل.. ويكون قولاً مأثوراً محكم الصياغة.. ويمثل قاعدة نحوية مطلقة.. وعلى رأس هذه الشواهد تأتي الآيات القرآنية الكريمة.. والأحاديث النبوية الشريفة.. والنصوص الشعرية القديمة..
وهناك أحكام نحوية خاصة بالعدد وتمييزه، باتت هذه الشواهد وسيلة ناجعة.. وناجزة.. يحفل بها الذكر الحكيم بآياته البينات.. فيما يتعلق بأقسام العدد.. المضاف.. والمركب.. والعقد.. والمعطوف..
كما جاء في قوله تبارك وتعالى: (وقال الملك إني أرى سبع بقراتٍ سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) يوسف- "43"..
كما أن مخالفة العدد للمعدود تذكيراً وتأنيثاً.. يشترط لتحققها شرطان: أن يكون المعدود مذكوراً في الكلام، وأن يكون متأخراً عن لفظ العدد، فإن كان المعدود متقدماً أو غير مذكور في الكلام، جاز في لفظ العدد التذكير والتأنيث نحو:
كتبت صفحاً ثلاثاً أو ثلاثة..
وحكم اليمن بعد الثورة خمسة أو أربع..
إذن من الصعوبة بمكان- إن لم يكن من المستحيل- الرجوع الى العصور السحيقة التي سبقت ظهور الإسلام، لننقب في مصادر وجذور اللغة.. باحثين عن بدايات الشعر العربي القديم وشواهده..
يقول الجاحظ: "الشعر الجاهلي قد نشأ قبل ظهور الإسلام بقرن ونصف القرن أو على الأكثر"..
ولعل الدكتور طه حسين: رغم دفاعه الشديد عن الوحدة الفنية في الشعر الجاهلي.. والانتصار له.. إلا أنه أراد أن يرد للشعر الجاهلي اعتباره.. بعدما شكك فيه.. ورمى رواته بالانتحال والبدع والاختراع.. مهما قيل في الشعر الجاهلي من انتحال واختراع.. يظل ديوان العرب شاء من شاء.. وأبى من أبى.. مهما تراخى أبناؤها في حقها.. إلا أنها تظل ترفل في خيلائها.. عاليها ثياب سندس حضر.. واستبرق إنها لغة القرآن.. ولغة أهل الجنة.