كتابات | آراء

اتفاق الرياض.. المولود الكسيح..!!

اتفاق الرياض.. المولود الكسيح..!!

الشرعية هذا المفهوم المبهم.. ماهو موجود على ارض الواقع عكس ذلك انما سلطات خارج نطاق القانون والدستور.. تمارس القوة والقمع عبر علاقات وآليات خارج مؤسسات الدولة الحقيقية.. فلا شرعية لها..

شرعية الفار هادي.. شرعية منتهية غير دستورية.. وجود السلطة اسمياً دون وجود الدولة فعلياً فكيف يأتي الوفاء بالعهود والعقود ممن لا يملك ولا يمتلك حقاً دستورياً او قانونياً.. ما بني باطل فمصيره الزوال والفناء "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"..
هناك مؤشرات خطيرة وكارثية بين الشريكين.. "حكومة هادي المنتهية والمجلس الإنتقالي" بقيادة قوى الشر والضلال من آل سعود.. وهنا تكمن الخطورة.. هذا الموقف المتأرجح قد يأخذ منحى درامياً يكاد يعصف بالشراكة.. وقلب حكومة الفار هادي.. وبالتالي سيطرة الإنتقالي على جنوب الوطن بإشراف ودعم سعودي إماراتي بريطاني وهذا ما يؤدي الى طوفان من الكتل الجليدية التي تخفي كثيراً من الاحتقانات السياسية والترسبات التاريخية التي تراكمت عبر مراحل تاريخية من الصراع السياسي والفكري والأيديولوجي بين الشركاء القدامى والفرقاء الجدد..
لذلك اكثر ما يهدد تنفيذ اتفاق الرياض هو عدم الثقة وغياب المصداقية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين ولو فرضنا جدلاً ان الحل العسكري قد تم تطبيقه وتم خروج المعسكرات بكامل عددها وعدتها..
ما مصير هذه القوى العسكرية.. ولمن تتبع..؟!..
الموقف جد خطير طالما هناك وجود عسكري مدعوم اماراتياً وسعودياً وبتوجهات بريطانية وهناك احتلال إماراتي في سقطرى وسعودي في المهرة.. وداعشي في شبوة .. ومليشيات قوى خارجة عن النظام والقانون, وهناك مؤشرات تصعيد والدفع بالأمور نحو الانفصال.. وهناك قوى من فرقاء الخارج والداخل غير موافقين عما يجري بين الفرقاء الداخليين من اتهامات متبادلة وعدم ثقة ما يؤدي الى انشقاقات داخلية وانقسامات بين طغمة الداخل والخارج..
مازال هناك الكثير من نقاط الاختلاف في المسائل الجوهرية بين الطرفين ومازال التوتر قائماً في مسألة ترسيم الحدود والقوانين, فاحتلال سقطرى من قبل آل زايد والتدخل العسكري السعودي في شأن محافظات جنوب الوطن.. ما مصيره..؟!
كذلك هناك مشكلات متراكمة ومتداخلة ومعقدة بالجانب الجنوبي ربما تؤثر سلباً في تعامل النخبة السياسية الشمالية مع الجنوب ومستقبله, مثلاً: الجماعات المناؤئة من الزمرة والطغمة التي تطالب بالانفصال وترسيم الحدود وتغذيها جهات عربية واقليمية ودولية.. وهناك حركات شعبية ونخب سياسية تستنكر هيمنة فصيل على آخر او جماعة على جماعة مناوئة وهناك كذلك تيارات في داخل الحركة الشعبية الذين يرون بضرورة الإنكفاء جنوباً وفصل الجنوب عن الشمال.. وهناك تيار يرى بضرورة وحدة اليمن على أسس جديدة تستوعب الجميع..
لهذا وذاك اتفاق الرياض مخاضه عسير.. وميلاده اعسر وان خرج سيولد مشوهاً وكسيحاً واعمى بالرغم ان اتفاق الرياض هو عبارة عن تهدئة او هدنة مؤقتة لايقاف التوتر والصراعات العسكرية الدائرة بين شرعية هادي الفار وقوات المجلس الانتقالي إلا انها بطابعها السياسي والاقتصادي والعسكري تظل قاصرة وغير قادرة على تحقيق الإندماج الكامل بين شعب الشمال وشعب الجنوب..
خلاصة الرؤية المستقبلية للإتفاق:
التعويل على اتفاق الرياض لم ولن يكون حلاً جذرياً.. بل يعكس رؤية قاصرة.. ومدمرة على تجزئة محافظات جنوب الوطن وتقسيمها الى كانتونات وهذا ما يسعى اليه النظامان في الرياض وابوظبي.. وهناك فرق كبير وبون شاسع بين الواقع العسكري على الأرض واطروحات السياسيين..
إن الأمر يحتاج الى جهد كبير ووقت طويل ودور فاعل من المفكرين والنخب السياسية والقوى الوطنية والمكونات الحزبية والعلماء والحكماء والعقلاء والوجهاء والأعيان في صياغة برنامج وطني للاندماج الإجتماعي الشامل والتكامل الوطني لترسيخ الهوية اليمنية المتجذرة في جوهر البعد الإجتماعي والهوية الثقافية وتعديل الصورة الذهنية النمطية التي تركها الإستعمار القديم والحديث في جنوب الوطن..
فيا ترى هل استوعب هؤلاء وأولئك الدرس جيداً أم على قلوبٍ أقفالها..؟!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا