كتابات | آراء

حديث الإثنين: بايدن واجتماع جدة لإنقاذ بن سلمان

حديث الإثنين: بايدن واجتماع جدة لإنقاذ بن سلمان

الخلافات والتباينات القوية في أوساط الأسرة الحاكمة السعودية والمعارضة جدا لخلافة بن سلمان لوالده كملك للسعودية

هي من دفعت بن سلمان لتنظيم اجتماع في جدة منتصف شهر يوليو الجاري دعا إليه حكام دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن بهدف مساعدته للخروج من ورطته وإقناع الأسرة المالكة بالموافقة عليه كملك مستقبلي وانتقال الحكم إلى الأحفاد بدل تداوله في أولاد الملك عبدالعزيز وسحب ترشيح هيئة البيعة للأمير احمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية الأسبق الموضوع تحت الإقامة الجبرية ليكون خليفة لسلمان حفاظا على وحدة الأسرة المالكة من التفكك.. بالإضافة إلى وضع حد للعدوان الظالم على اليمن لاسيما بعد أن حلت لعنة دماء اليمنيين الأبرياء التي سفكت دون وجه حق على أيدي دول تحالف العدوان الظالم على اليمن بقيادة السعودية وأمريكا وإسرائيل في قصور بني سعود وتسببت في إحداث شرخ عميق ليس بين أقطاب الحكم فحسب وإنما امتدت لتشمل منظومة الأسرة البعيدة عن مصدر القرار, حيث كل طرف يحمل ما وصلت إليه الأوضاع في السعودية الطرف الآخر وهو خلاف قوي يحدث لأول مرة في تاريخ الأسرة يعتبر أشد من ذلك الخلاف الذي حدث عقب انقلاب الأمير فيصل على أخيه الملك سعود عام 1994م من القرن الماضي وتم احتواؤه فيما بعد.. ربما قد يفضي إلى انشقاق في أوساط الأسرة الحاكمة ويضعفها من الداخل بل وقد يتسبب في تفكيك مملكة قرن الشيطان أو يؤدي إلى إسقاط النظام السعودي بالكامل وهذا ما جعل المهفوف محمد بن سلمان يستنجد بالرئيس الأمريكي جو بايدن ويدعوه لزيارة السعودية منتصف الشهر الجاري لإنقاذه من السقوط رغم خلافه معه في مقابل مليارات الدولارات يدفعها بن سلمان للإدارة الأمريكية في شكل استثمارات ظاهريا كما فعل مع الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وتفيد المعلومات من داخل الأسرة المالكة السعودية بأن الخلافات بين أعضائها لم يعد يقتصر على من تسبب في العدوان على اليمن وتحميله مسؤولية النتائج المترتبة عليه والتي هزت صورة مملكة قرن الشيطان وفضحتها أمام العالم وأفقدتها نفوذها وأموالها جراء رهانات بن سلمان الخاسرة، وإنما هناك ملفات كانت مخفية تحت الطاولة وتم التغاضي عنها في الماضي حفاظا على وحدة الأسرة الحاكمة قد تقفز قريبا إلى فوق الطاولة ويكون الحديث حولها صريحا ومحرجا وقد أشرنا إليها في مقالات سابقة وتعرضنا لبعض تفاصيلها ومن تلك الملفات الخطيرة التخلص من وليي العهد السابقين سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز اللذين رفضا تنفيذ المخطط الأمريكي والإسرائيلي للعدوان على اليمن وكان التخلص منهما قد مهد الطريق للملك الحالي المجرم سلمان بن عبدالعزيز ليحل محلهما بعد أن وافق على تنفيذ الأجندة الأمريكية في اليمن في مقابل مساعدته على تولي عرش مملكة قرن الشيطان وجعل الحكم في أولاده بدلا عن إخوانه وهو ما يعني انقلابا على التقليد الذي سنه مؤسس مملكة قرن الشيطان الطاغية عبد العزيز تجنبا للخلافات وضمانا لاستمرار حكم نجد والحجاز في الأسرة السعودية مستفيدا من تجارب الدول الملكية حيث كان منصب ولي العهد فيها يورث للأولاد ويتسبب في الإطاحة بالنظام واستبداله بنظام جمهوري كما حدث في أغلب الدول العربية ومن ضمنها اليمن .
وهذا المخطط كان قد تم اكتشافه في الأيام الأخيرة من حكم الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بين الإدارة الأمريكية والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وهو الأمر الذي جعل الملك الراحل عبد الله يستحدث منصبا جديدا يتمثل في ولي ولي العهد فأصدر مرسوما ملكيا بتعيين فيه الأمير مقرن بن عبد العزيز تمهيدا لإزاحة سلمان ولي العهد، لكن اشتداد المرض على الملك عبدالله جعله يؤجل التوقيع على المرسوم الملكي بإزاحة سلمان حتى يخرج من المستشفى وقد أفشل هذا المخطط الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية آنذاك حيث قام بإبلاغ عمه الأمير سلمان بذلك فقام على الفور باقتحام المستشفى ليجد الملك عبد الله ميتا بينما كان سكرتيره الخاص خالد التويجري مع ابنه الأمير متعب بن عبد الله يبحثان عن حيلة لإصدار المرسوم الملكي قبل الإعلان عن وفاة الملك عبدالله، لكن سلمان كان أسرع منهما فقد اعتكف داخل المستشفى وأصدر مراسيم ملكية قضت بإبعاد الطاقم الذي كان يحيط بالملك عبدالله وأعلن نفسه ملكا لمملكة قرن الشيطان وقرب منه الأمير محمد بن نايف مكافأة له ليصبح بعد فترة قصيرة وليا للعهد بدل عمه مقرن وتصعيد محمد بن سلمان وليا لولي العهد، ثم تولوا الثلاثة الملك ونائباه تنفيذ الأجندة الأمريكية في اليمن بدءا بشن العدوان بهدف احتلال اليمن وتجريده تماما من سيادته وجعله جزءا لا يتجزأ من مملكة قرن الشيطان إلا إن الله  أراد أن لا يتحقق هذا الهدف الخبيث فرد كيدهم في نحرهم وجعل سهامهم ترتد إلى صدورهم فقد اختلفوا فيما بينهم وتم إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد وإخفائه وفرض عليه الإقامة الجبرية مع عمه احمد بن عبدالعزيز المرشح ملكا لخلافة سلمان ليحل محله محمد بن سلمان الذي أصبح يمارس صلاحيات ملك وجعل والده سلمان ملكا صوريا حفاظا على التوازن داخل الأسرة المالكة إلى أن تتسنى له الفرصة المناسبة للتخلص منه وينصب نفسه ملكا وإن كانت فرصته ما تزال في مهب الريح وربما قد لا يكتب لها النجاح  .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا