كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(18)

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(18)

أمتلك الإمام يحيى عدة قصور لم تكن كلها بهذه الفخامة في الواقع كانت اغلبها بيوت عادية وأراضي واسعة طبعا هنالك فرق بين ممتلكاته الخاصة و ممتلكات الدولة

وكانت ممتلكاته الخاصة مدرجة في دفتر ملاحظات يحتفظ به في الديوان الخاص به وكانت ثروة أبنائه مدرجة ايضا في سجل خاص وكذلك ثروات من هم خارج دوائرالأسرة على سبيل المثال كان يمتلك عبّاس بن يحيى على أرض في الأبنا ويحيى بن يحيى في بني حشيش والحسن في الباطنة بين شهارة وحوث ثروة القاسم كانت من وزارة الصحة واستهلك عبدالله خزينة الحديدة في الرحلات الخارجية الخاصة به وبقية امراء العائلة الحاكمة كانت الأربعينيات سنوات جفاف وكان الناس يعانون في اليمن من سوء الاحوال وقلة الغذاء حيث شهد عام 1943 وباء الجدري مما زاد الأمر سوءا وجعل معاناة الناس مضاعفة وكان هنالك تقرير في عام 1945 يتحدث عن ماكان يفعله أحمد في تعز حيث كان ببساطة يتلاعب باليمن السفلي ومن المفترض أنه حين كان الناس يتضورون جوعاً من حوله فقد دعم تصدير الحبوب مقابل النقود وانتشر الشعور بأن ا لإمامة لم تعد تعمل من اجل الناس بل من اجل مصالح شخصية وعلى الرغم من أنه ربما كان هناك عدد أقل من الرهائن قبل عشر سنوات ربما يكون العدد قد انخفض إلى النصف بالفعل فإن عدد كبير من الرجال سواء كانوا مزارعين أو أعيان ، يقضون الآن وقتًا في السجن بشكل روتيني في عام 1946 قام السيد زيد بن علي الديلمي قاضي استئناف صنعاء  برفع مذكرة إلى ا لامام يحيى يطالب فيها ان يكون إخراج الزكاة طواعية وعدم اخذها بالقوة وإلغاء الضرائب غير القانونية والعفو عن المنفيين السياسيين وحظر المسؤولين الحكوميين ليس أقلهم أمراء البيت الملكي من استغلال الناس عن طريق التجارة  في البداية تمت صياغة مطالبة بعبارات عامة من الدين الاسلامي ولم تكن محددة بمذهب معين وفيما بعد ذلك فقد تمت صياغة معارضته اللاحقة بعبارات خاصة بـالمدرسة الزيدية ووفقا لإحدى الروايات توقف الديلمي عن حضور صلاة الجمعة وكانت صلاة الجماعة وفقا للنظرية الزيدية صالحة وتقام فقط في ظل الإمام الحقيقي العادل المؤمن وهو ما لم يعد منطبقا على الإمام يحيى حسب رأيه ضمنيا ومع ذلك لم يكن ا لإمام يحيى ملكا كما ملوك المنطقة في وقتها كان إماما ومسؤولا عن رعاية شؤون الدولة غير متكلف ولا طماعا او مسرفا
 كانت هنالك وثائق تكشف كيف كان التعاون بين سلطان لحج العبدلي وبين يافع للتخلص من الحكم الزيدي والاستقلال عن اليمن حيث ان سلطان لحج لم يكن موافقا على اليمن الموحد ولم يكن يريد ان يكون تحت سلطة الإمام وذلك بدعم من البريطانيين من اجل تقسيم اليمن الى ممالك ودويلات متعددة وكان الدعم الأكبر يأتي من وراء الحدود من قبل آل سعود في التحريض والتمويل للقضاء على الإمام والحكم الزيدي في اليمن
في حضرموت كان هنالك دعم لجماعة الإرشاد للانقلاب على الحكم الزيدي وكان هنالك شيوخ من مصر وهذا كان أول تدخل من وراء البحار في شؤون اليمن الداخلية وكانت تحدث مناظرات كثيرة بين الشيوخ المصريين وشيوخ الزيدية كان احد هولاء المتحمسين لشيوخ مصر هو صلاح البكري وكان يعمل مدرسا في مصر واستقدم شيوخ مصريين الى حضرموت من اجل تهييج الناس ضد الحكم الزيدي ولكنه في نهاية المطاف ترك حضرموت واستقر في جزيرة جاوة بعد الفوضى التي حدثت في حضرموت وانتهاء دوره شكل الامام يحيى لجنة التاريخ عام 1937 كما شجع العمل الجغرافي لقد لعب دورا رائعا في نشر النصوص اليدوية اليمنية في الخارج تمت طباعة العديد من الكلاسيكيات الزيدية وكان التعليم يتم في المنازل مع التعليم الرسمي حيث تولى بعض المدارس من الأتراك وغيرها من المدارس التي اسسها كما أسس مدرسة الأيتام التي كان يتميز طلابها بارتداء سترات صفراء وكان يتخرج منها الكتبة  والمحاسبين على سبيل المثال في حين أن المدرسة العلمية التي تميز طلابها بملابس الرجال المتعلمين عمائم وأردية طويلة أنتجت موظفين مجهزين بالمعرفة القضائية كما انشأ اول مدرسة عسكرية ومدرسة لتدريب المعلمين ذكر محمد نعمان إن تصوير البعض للامام على أنه حاكم تقليدي مضلل في هذا الصدد كما هو الحال فيما يتعلق ببنائه جيًشا نظامًيا كان حاكما تقدميا ومتنورا ويريد الخير لليمن ويجد المرء أفكاًرا عن التقدم بالاضافة إلى أفكار عن العدالة اكثر تقليديه وملتزمة بتعاليم الدين الاسلامي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا