كتابات | آراء

سلام العدوان الدّموي...والرّدّ اليمني

سلام العدوان الدّموي...والرّدّ اليمني

على مدى أسبوعين شكّلت غارات التّحالف العدواني الأمريكيّ السّعودي الإماراتيّ الإسرائيليّ بعد (عمليّة إعصار اليمن الأولى) منعطفاً خطيراً في المواجهة يحمل دلالاتٍ كبيرةً

لا سيّما في ظلّ الصّمت الدّولي المطبق بل وبتأييد ما يسمّى بالمجتمع الدّولي لتلك الجرائم التي لا يمكن تصنيفها إلّا بحروب إبادةٍ وجرائم حربٍ جاءت انتقاماً لتلقي دول التّحالف العدواني المزيد من الهزائم بعد تفاقم قوّة الجيش واللّجان الشّعبيّة ومراكمتها للانتصارات. عدوان استوجب الرّدّ السّريع من قبل الجيش وأنصار الله على مجازر العدوان في (عمليّة إعصار اليمن 2) حيث تمّ استهداف العمقين الإماراتيّ والسّعودي مرّةً أخرى ليجدّد العدوان ردّه باستهداف المدنيين بغارات بتحفيزٍ أميركي إسرائيلي بعد حملة التّضامن الدّولية مع الإمارات عقيب الاستهداف اليمني الأوّل لمطارات أبو ظبي ودبي والرّياض وقاعدة الظفرة. ردٌّ استدعى استنفار الدّيبلوماسيّة الدّوليّة وإصدار توصياتٍ من البنتاغون والمخابرات الأمريكيّة (cia)ومعهد واشنطن بالتّزامن مع زيارة رئيس الكيان الصّهيوني يتسحاق هرتسوغ تضامناً ودعماً لأبو ظبي، وما إعلان وزارة الدّفاع الأميركية أنّ القادة العسكريين يرون (اعتداء ميليشيا الحوثي) على الإمارات عملاً إرهابيّاً يهدّد المصالح الأميركيّة بشكلٍ مباشرٍ مشيرةً إلى أنّنا قدّمنا توصيات بإعادة تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابيّةً ذات تهديدٍ إقليميٍّ، مؤكّدةً أنّ الإستخبارات الأمريكيّة (cia) تؤيّد تقييم البنتاغون بتصنيف (الحوثيين منظمة إرهابيّة) وفقاً للمصدر. توصياتٌ برفع مستوى العدوان العسكريّ والدّيبلوماسي لتشويه وقلب الحقائق ومحاولة تسجيل انتصارٍ ديبلوماسيٍّ لصالح دول العدوان كلام أكّده المتخصّص في الشّؤون العسكريّة والأمنيّة للعراق وإيران واليمن ودول الخليج في معهد واشنطن "مايكل نايتس"حيث قال أنّه بإمكان واشنطن مساعدة دول التّحالف في اليمن للحفاظ على المكاسب التي حقّقتها في الآونة الأخيرة من خلال تصنيف حملتها على أنّها دفاعيّة، وردع أيّة هجماتٍ إضافيّةٍ للحوثيين في الخارج، والاستفادة من المأزق العسكريّ المقبل لإحياء محادثات (السّلام) مضيفاً أنّ هجوم 17 كانون الثاني/يناير يهدف إلى تعزيز الإدانة الدولية للحوثيين والتّضامن مع الإمارات، مضيفاً ان المؤشّرات المشجّعة  تشيرإلى أنّ الطريقة الأفضل لجلب الحوثيين إلى طاولة محادثات السّلام هي القضاء على أملهم بتحقيق انتصارٍ عسكريٍّ كاملٍ. استنفارٌ ديبلوماسيٌّ وتوصياتٌ تحمل في طيّاتها العديد من الرّسائل أهمّها:
1 – إقرارٌ أمريكيٌّ بقوّة الرّدّ اليمني الذي طال قاعدة الظفرة دفعت بالأمريكيّ للخروج هذه المرّة معترفاً بأنّه لا خطوطٌ حمراءُ في الرّدّ.
2-اعترافٌ أمريكيٌّ واضحٌ وصريحٌ بأنّ أنصار الله تحوّلت إلى قوّةٍ إقليميّةٍ ذات تأثيرٍ كبيرٍ في تغيير المعادلات ونقل المعركة إلى الدّاخلينِ السّعوديّ والإماراتيّ وهذا ما لا يريد أن يفهمه بن سلمان وبن زايد.
3– إفصاح نايتس الضّمنيٌّ بإنتصار قوّات صنعاء وتغيير قواعد الاشتباك وامتلاكهم زمام المبادرة، وأنّهم سيستكملون انتصارهم كاملاً كما انتصروا سابقاً. (القضاء على أمل اليمنيين وأنصار الله بتحقيق انتصارٍ عسكريٍّ كاملٍ)
4 –(الحفاظ على المكاسب التي حقّقها التّحالف العدوانيّ  شرقا) هل يعتبر نايتس انكفاء (العمالقة) وإعادة تموضعهم بعد هزائمهم في شبوة وتحوّلهم إلى أقزام في المواجهة مكسباً؟
5 - عمليّة عصف اليمن الأولى والثانية لم تأتِ نتيجة خشية أنصار الله من انتكساتٍ عسكريّةٍ بل جاءت كردّ مشروع في الدّفاع عن النّفس وردٍّ على استمرار العدوان في اليمن.
لم تكن كلّ تلك النّتائج تحليلاً أو تنجيماً أو توقعاتٍ بل كانت نتائج مقاومةٍ شرسةٍ واجهها العدوان بكلّ قوّته على مدى سبع سنوات، انتصارات تُرجِمت على الأرض بتحرير المزيد من المحافظات اليمنيّة على أيدي الجيش وأنصار الله وإلحاق الهزيمة بأمريكا  العاجزة مع حلفائها على حسم المعركة، فلا تصنيف البنتاغون بتصنيف أنصار الله على قائمة الإرهاب سيمنع اليمنيين من تحرير أرضهم ولا تأييد المخابرات الأمريكيّة للتّصنيف سيمنعهم من الرّدّ في العمقينِ السّعوديّ والإماراتيّ أو استهداف الأمريكي والإسرائيلي إذا فرضت المعركة. ولا زيارة  رئيس الكيان الصّهيوني يتسحاق هرتسوغ للإمارات ستحميها من أي ردٍّ يمنيٍّ حتّى أمريكا حليفهم الأوّل والأكبر ستعجز عن حمايتهم رغم الدّعم المطلق لهم وما تحذير وزارة الخارجيّة الأمريكيّة لرعاياها بتنجنّب السّفر الى الإمارات سوى مقدمةٍ للانسحاب الأمريكيّ الذي أقلقه استهداف الظفرة فكان التّحذير للرّعايا مجرّد رسالةٍ تقول فيها واشنطن لحكّام دبي والرّياض لن نقاتل عنكم ولن نخوض حروبكم بالوكالة وندفع الثّمن من الدّم الأمريكي مهما كان .فهل يتقن حكام الإمارات والسّعودية قراءتها أم سيبقون صمّاً بكماً عمياً لا يفقهون.
وإذا كان كذلك فليأخذوا العبرة من صدام حسين ومعمر القذافي  وحسني مبارك لعلّهم يعودون عن غيِّهم ويدركون حقيقةً تقول إنّ امريكا لا تفهم إلّا لغة القوّة.
* كاتب وإعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا