كتابات | آراء

نظام آل زايد.. والإقلاع نحو الهاوية..!!

نظام آل زايد.. والإقلاع نحو الهاوية..!!

بادي ذي بدء نتحدث عن دويلة الإمارات المكتفية بنفسها عن العمائر وناطحات السحاب، الكنائس والمطاعم الفاخرة والمقاهي الرومانسية الملاهي والمسارح والمتاحف ودور الرقص والمراقص..

كل هذا محسوب وموضوع على أساس أنه جزء لا يتجزأ من تاريخ وثقافة وحضارة الأبراج الزجاجية الإماراتية.. من لا تاريخ له.. ولا حضارة له.. يظل يبحث عن تاريخ وحضارة الآخرين عله يتشبث ولو بقشة طافية على الماء.. وعلى آل زايد أن يفكروا ملياً قبل دخولهم القفص الحديدي بألا يخسروا ما بنوه منذ عقود خلت, فالحضارات لا تُبنى بسرقة ثقافات وحضارات وتاريخ الآخرين ولا تُبنى بالاعتماد على العمالة الوافدة، فالنفط ليس هو نهاية المطاف وإنما التقدم والرقي والازدهار الحقيقي في تحويل النفط الناضب إلى إنسان منتج وقادر على العطاء والإبداع والابتكار والتعايش مع الآخرين في أمن وأمان.. أما ان تحارب بها الآخرين وتغزو أراضيهم، وتستبيح ثرواتهم على حساب رقي وتقدم ونهوض الآخرين فهذا إنجاز أقرب إلى السراب منه إلى الحقيقة.. لذا على دويلة الإمارات أن تدرك أن الإنسان عدو نفسه.. كل شيء في هذه الحياة لا يدوم.. الإنسان سجن الإنسان عندما يكون متهوراً وأحمقاً وأرعناً والسجن هو الأكثر تراجيدية ومأساوية في حياة الكينونة البشرية.. وليدرك بعران الخليج أن عمائر ناطحات السحاب والأبراج الزجاجية، وآبار النفط، والمراكز التجارية المزدهرة إقليمياً ودولياً ستصبح أثراً بعد عين فقبل أن يسحب المستثمرون ورجال المال والأعمال أموالهم، وتصبح دويلة الإمارات كالدمن والأطلال الموحشة.. هناك تحديات وعقبات جسيمة ستواجهها دويلة الإمارات إن لم تكن في مستوى تلك التحديات الداخلية والخارجية.
الدخول في الحرب من أيسر الأشياء لكن الخروج منها من أعقد وأصعب الأشياء ليس هذا تهديداً أو ترهيباً  وإنما عين الحقيقة والعقل والمنطق.
لذا علينا أن ندرك أن الذين يعتقدون بأن الولايات المتحدة الأمريكية أو دويلة الكيان الإسرائيلي سوف تلبس القبعة الزرقاء وتُحيي الشعب الإماراتي هم واهمون..
على دول الخليج كافة ودويلة الإمارات خاصة أن تعي أن اليمن دولة عريقة متجذرة التاريخ والحضارة والتراث منذ ألف سنة قبل الميلاد ومرت بأزمات متعاقبة وتحديات متباينة وانتصرت.. فالحديث عن اليمن حديث ذو شجون وفنون فالوحدة اليمنية عزة وشموخ وقوة اليمنيين ومن يتلاعب أو يحاول اللعب بها كالذي يضع أصابعه في النار.. هناك أطراف يرتدون أثواب الرهبان وقلوبهم سوداء ليس من المجدي أن نتجاهلهم.. لأنهم يشكلون "معادلات معقدة" وارتهان لقوى خارجية.. في ظل مشهد قاتم ورمادي قد ينتهي بالمنطقة إلى بؤر متنافرة ومراكز قوى إقليمية ودولية على حساب ثروات وموارد المنطقة..كل المؤشرات والمعطيات تشير إلى أن سياسة دويلة الإمارات الهوجاء تتدحرج نحو الهاوية.. وهاهم الجماهير يفاجأون ببريقها ووهجها قد خبا.. لأن قادتها المنغمسين في المراقص والملاهي الليلية يفصلون ويرسمون سياستهم على اللذة الفانية.. وليس على مقاس اللذة الأبدية السرمدية وتناسوا أنهم كانوا في يوم ما سكان خيام ووبر ورعاة إبل لا يجدون ما يقتاتون به.. وأصبحوا بين عشية وضحاها سكان أبراج وناطحات سحاب.. يسافرون بالبيوت الطائرة ويتهافتون ويتسامرون بالخيوط النائية.
رحل الآباء والأجداد وبقي الحثالة في زمن المناكيد الذين لا يفكرون إلا في إشباع غرائزهم وشهواتهم البهيمية لأنهم كالحيوانات بل أضل سبيلاً.. للأسف الشديد قد دخلنا عصر الصمت في زمن العنف.. وعلى الذين يسافرون عكس الزمن أن يدركوا أن هم الوطن حاضر في القلب والوجدان على الدوام.. ولكن ما نراه اليوم من جيران السوء والغدر والخيانة لا يبشر بخير.. ولا رؤية جامعة.. أراهم كطيور البلابل يتجهون عكس الزمن، ويتناسون ماضيهم التليد.
وفي زخم الأحداث ومجرياتها قد ننساق وراء العنف والانتقام وزخارف الدنيا الفانية وننسى أو نتناسى أن العقل هو المقياس الحقيقي للارتقاء الثقافي والحضاري والأخلاقي والإنساني بين الأمم والشعوب.. هذا واقع الكثير من الأمم التي تعيش زمن العنف.. ترفض المساواة وتريد أن تكون"الأنا" هي سيدة الموقف..

وداعاً.. يا آخر الأوفياء..
رحل عنا في صمت الزميل الوفي النقي محمد عبدالله صالح الذي كانت ابتسامته لا تفارق محياه في غفوة زمن.. وزمن عنف.. هاتفته قبل أيام قلائل من رحيله وكانت نبرات صوته الشجية تُوحي لي بأنه يريد أن يقول شيئاً لكن عزة نفسه وشموخها تحول دون ذلك كان يعيش في صراع مرير مع المرض في صمت وجلد ومثابرة ولا حياة لمن تنادي هكذا الحياة في زمن العنف تمر ونحن في سُبات عميق لا نشعر بقيمة الأشياء إلا عند فقدها فإلى جنات الخلد أيها الوفي النقي أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون.. فطوبى للذين يقضون أيامهم وسُويعاتهم في مرضاة الله وطاعته وصدق المولى العلي القدير القائل: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (44)النور) صدق الله العظيم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا