كتابات | آراء

ذكرى الاستقلال بين الطموح والتحدي..!!

ذكرى الاستقلال بين الطموح والتحدي..!!

يا ترى بعد نصف قرن أو يزيد من خروج الأوباش البريطانيين من جنوب الوطن الحبيب في 30 من نوفمبر عام 1967م.. هل سيعيد التاريخ أحداثه مرة أخرى تحت خيوط غزاة جدد.. في ظل سيناريوهات متشابكة.. ورؤى متداخلة.. وأطماع متباينة لغزاة جدد.. وبغطاء أعراب جدد..

فالتركة ثقيلة.. والاستحقاقات متراكمة.. والفجوات عميقة؟!..
لذلك على الغزاة الجدد أن يدركوا أن اليمن ليس قندهار.. ولم ولن تكون أبداً إلا جحيماً مستعراً.. وأرضاً مزلزلة لكل طامعٍ ومحتلٍ وغازٍ ومعتدٍ.. من هذا المنطلق فعلى قوى العدوان الغاشم أياً كان أن يدرك أن اليمن أرض عصية.. وأهلها أولو قوةٍ وبأسٍ شديد.. وعلى هذا الأساس كلما طال الصراع ازداد استنزاف العدو.. وقلت خياراته.. ولاحت بشائر النصر اليماني..
لذا من الصعوبة بمكان قراءة المشهد السياسي العربي في ظل انقسامات كيدية.. واحترابات بينية.. ورؤى متنافرة.. قد تسوء يوماً بعد يوم بين شركاء اليوم.. فرقاء الأمس..
هناك استحقاقات مؤجلة تجاه قضايا دول المنطقة لم تر النور بعد.. وهناك سيناريوهات لم يتم ادراجها ضمن طبيعة المرحلة القادمة.. وهناك وسطاء ولاعبون إقليميون وعالميون يديرون تلك السيناريوهات داخل غرف مظلمة.. سعياً وراء أخذ حصتهم من الكعكة اليمنية.. ونسوا أو تناسوا أن المثل القائل: "ما بات عند جارك.. أصبح في دارك".. وهذا ما جعل دول المنطقة بين المنزلتين:
إما أن تكون كبش فداء.. أو تدفع الدية عن يدٍ وهم صاغرون.. وإن اختلفت الموازين.. وتعددت الرؤى.. لكن في الأخير سيدفعون لليمن ثمناً باهظاً ومضاعفاً..
إن ذكرى عيد الاستقلال فيها الدروس والعبر ونحن نحتفي بذكراها الثالثة والخمسين.. وما أشبه الليلة بالبارحة..
ليدرك الجميع: أن الحرب على اليمن قد تطول.. وقد تأخذ مساراً أكثر سخونةً.. طالما هناك أطماع إقليمية ودولية.. إضافة الى الانقسامات الداخلية.. وشرعية منبطحة ورخوة.. وكيانات متناحرة سعياً وراء الثروة والسلطة..
نحن اليوم نحتفي بهذه الذكرى الغالية عيد الاستقلال المجيد وفاءً وعرفاناً وتقديراً لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم انتصاراً لطموحات وآمال الشعب في نيل الحرية والكرامة والشرف والاستقلال..
اليوم بعد مرور نصف قرن أو يزيد يحاول بعران الخليج وأذنابهم أن يتطهروا بمياه خليج عدن وبحر العرب بعد أن دنسوا عرضهم وشرفهم وكرامتهم- إن كان لديهم عرض وشرف وكرامة- بتطبيعهم مع اليهود الذي حكى عنهم القرآن الكريم في قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير) سورة البقرة: 120..
ومهما كاد الكائدون.. ومكر الماكرون.. فإن ذكرى الـ30 من نوفمبر المجيد عام 1967م ستظل محفورةً في صفحات تاريخ اليمن قديماً وحديثاً.. وسوف تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل بفخر واعتزاز وشموخ وإباء وشمم.. حيث سطر ويسطر فيه اليمنيون أعظم انتصاراً.. وأروع بطولةً..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا