كتابات | آراء

رسالة طفل يمني إلى مجلس أمن العدوان

رسالة طفل يمني إلى مجلس أمن العدوان

لم يُنتهك القانون الدولي حين أقدم العدو الإسرائيلي على استهداف سفن النفط وبعض السفن التجارية الإيرانية بين عامي 2019 و2020 عبر شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر،

حينها لم تُستباح الملاحة البحرية الدولية لأن ادارة البيت الأبيض كانت على علم بالهجمات الإسرائيلية التي نفذت أغلبها وحدة النخبة في القوات البحرية الإسرائيلية "فلوتيلا 13" وفقاً لتصريحات مسؤولين اميركيين لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية التي كانت اول من وثق عمليات الإعتداء على السفن الإيرانية . وكما في البحر كذلك في الجو والبر لم نسمع تنديدا واحدا من مجلس الأمن الدولي ولا الأمم المتحدة يندد بالإبادات الجماعية التي ارتكبت ولا زالت بحق الشعب اليمني تلك المجازر التي لم تطرق أرواح ضحاياها ابواب مجلس الأمن الأعمى الذي لا يرى إلاّ مصالح أمريكا وإسرائيل وأدواتها ذلك المجلس الأعورالذي يصفق للسفاحين ويبارك بصمته ما ينجزه مجرمو الحرب من قتل ودمار لم يتداعى للتنديد بالإرهاب الأمريكي السعودي الإسرائيلي بل أجمع على التنديد بمصادرة السفينة الإماراتية (روابي) في المياه اليمنية منتهكاً كل القوانين التي نصت عليها شريكته في الجريمة الأمم المتحدة التي لم تلتزم بالمبادئ المعلنة في ميثاقها الصادر بمدينة سان فرانسيسكو في 26/ حزيران/1945 الذي ينص على حق جميع الشعوب بتقرير مصيرها على أساس الحرية والعدل والمساواة والسلام في العالم إضافة الى القوانين والإتفاقيات الدولية التي ترعى مصالح الدول والشعوب ومنها قوانين النزاعات المسلحة ودليل سان ريمو الذي أصدره عدد من القانونيين الدوليين والخبراء البحريين في المعهد الدولي للقانون الإنساني واعتمد عام 1994 مرجعاً في القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار حيث نص على ممارسة حق الدفاع الشرعي الفردي أو الجماعي عن النفس، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وإلتزام كافة الأطراف في أي نزاع مسلح في البحار بقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني اعتبارًا من تاريخ استخدام القوة المسلحة.
قوانين وأنظمة صيغت تحت شعارات إنسانية لتنفّذ عبر التاريخ إستنسابيا بما يخدم مصالح امريكا والغرب والكيان الصهيوني ونظام آل سعود والمجتمع الدولي الذي تختصره امريكا وتجيِّير أدواته لخدمة مشروعها فإدارات البيت الابيض إنتهجت سياسات عدوانية وشيطانية لا يختلف عليها الديمقراطيون والجمهوريون اثبتت بأن بايدن كان أكثر شراسة من ترامب في عدوانه على اليمن وان إختلفا في الاسلوب وما التصريح الأخيرللمتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إلاّ تعبير واضح وجلّي عن تلك السياسات. برايس الذي قال (انه لا يمكن للحوثيين المشاركة في هجوم عسكري وتوقع الحصول على أي نفوذ من خلال ذلك. لن ينجح ذلك في التعامل مع الولايات المتحدة ولا شركاءنا السعوديين الواقع هو أن الهجمات الحوثية المستمرة في مأرب وفي غيرها تؤدي الى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في اليمن التي تُعتبر وفقاً لعدة إحصاءات اسوأ كارثة إنسانية في العالم والحقيقة هي عكس ما يتصوره الحوثيين وهجماتهم العسكرية المستمرة لن تحقق شيئاً سوى عزلهم وإضعاف نفوذهم) قد لا يُلام برايس على تصريحه نتيجة جهله بالواقع الذي فرضه الجيش اليمني واللجان الشعبية فهو لا يدرك بأن انصار الله (الحوثيين) الذين كانوا في محافظة صعدة شنت عليهم ستة حروب خرجوا منها منتصرين وأصبحوا في قلب العاصمة صنعاء. ولا يريد برايس أن يرى الحقيقة التي تقول إن انصار الله بعد سبع سنوات من العدوان والحصار الامريكي السعودي الصهيوني قد حرروا معظم المحافظات اليمنية بعمليات عسكرية وليس بعملية استجداء فعن اي نفوذ يتحدث وهو العاجز عن إنتشال حليفه السعودي من الوحل اليمني الذي لا زال يغرق فيه هو وحلفاؤه نتيجة الصمود الإسطوري لأنصار الله والجيش اليمني في مواجهة أعتى تحالف عدواني بترساناته العسكرية المتطورة التي تحولت بقبضات رجال اليمن الأشداء الى خردة. ولتغطية هزائم إدارته وحلفاءها حاول برايس تحميل المسؤولية لحكومة صنعاء بتفاقم الأزمة الإنسانية التي ما كانت لتوجد لولا عدوانهم وحصارهم الإجرامي. أراد برايس ان يَظهر بصورة الملائكي وهو الشيطان الناطق باسم تحالف العدوان لم يكن الهدف من كلامه إلاّ شّد عزم أصحاب ما سمّي بعاصفة الحزم التي سُحقت على أبواب صنعاء إمتهن الكذب والتضليل إرضاء لحلفائه المهزومين شر هزيمة بسواعد رجال اليمن الأشداء هدّد وتوعّد محذراً من استمرار الهجمات في مأرب وجبهات الشمال التي اذلت الامريكي قبل السعودي وسحقته. قدم خلاصة مفادها وفق كلامه (أن الحقيقة هي عكس ما يتصوره الحوثيون وهجماتهم العسكرية المستمرة لن تحقق شيئا سوى عزلهم وإضعاف نفوذهم) فلعلّه لم يقرأ جيدا تقارير الهزائم المتراكمة لعدوانه خلال سبع سنوات او لعلّه لم يقرأ تاريخ الهزائم الأمريكية في فيتنام ولبنان وأفغانستان لذا فعليه وعلى حلفائه ان يعيدوا كتابة الفصل
الآتي في سجل الهزائم الامريكية وان يصغوا لرسالة طفل يمني أُستُشهِد أهله بغارات عدوانهم رسالة يقول فيها: سجّل يا برايس أنت وإدارتك ومجلس أمن العدوان وأممه العوراء أن ما يتصّوره الحوثيون وكل اليمنيين هو يمن حر أبّي سُحقت على أرضه نخبة قواتكم وأن هجمات الحوثيين أذلتكم امام العالم وعزلتكم وأضعفت نفوذكم وزلزلت أركان آل سعود .اما سلامنا اليكم فلن يكون الا بارودا ونارا.
*كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا