كلك نظر:وجز الوجيز لأكثر من موضوع سياسي

العدوان على اليمن وعجز العالم في إيقافه
كثيرة هي الأصوات المحلية والعربية والعالمية التي أدانت وما تزال تدين العدوان الظالم والحصار الجائر ضد اليمن ،

هذه الحرب الملعونة التي حصدت وماتزال تحصد أرواح الكثير من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين إضافة إلى أن الحرب قد تسببت في وجود أكبر مآساة إنسانية على مستوى العالم حسب إحدى تقارير الأمم المتحدة ، لكن للأسف لم يفلح المجتمع الدولي في وقف العدوان المستمر منُذ أكثر من سبعة أعوام على الأقل لإتاحة فرصة للحوار واجراء التفاهمات الثنائية .
صحيح إن عدة حوارات قد جرت خلال السنوات الماضية لكنها للأسف الشديد محكومة بأجندة جاهزة ولم تشهد وقف فعلى للعدوان ثم الدخول الفعلي في معمعة الحل السياسي بين الاطراف المتحاربة إضافة إلى ان الجانب اليمني المتواجد خارج الوطن كان يحاول فرض أجندة ضيقة الأفق كما أن دول التحالف ومندوب الأمم المتحدة كانوا يحاولون فرض أهداف تفتقر إلى الحكمة محل الأهداف الاساسية المتمثلة في وقف الحرب والحصار ثم الدخول في حوار للتسوية السياسية الشاملة وإحلال سلام مشرف يفترض أن يعمل الجميع سوياً على تحقيقه لكن حتى الآن فأن الرؤية السياسية السليمة ماتزال غائبة .. وعام بعد عام تزداد معاناة ملايين اليميين فإلى متى يستمر هذا الحال ؟؟
الحيادية والخيانة
لأي شخص الحق في ان يكون محايدا فيما يخص وجهات النظر الفكرية والسياسية التي يتبناها هذا الحزب أو ذاك لكن عندما يكون محايدا في مسألة العدوان الخارجي ضد بلاده فإن ذلك لا يسمى حياد بل خيانة .
الديماغوجية
التعريف السياسي لكلمة الديماغوجية هوعدم وضوح الرؤية السياسية وتناقض الرأي السياسي بين وقت وآخر وأن يقول الشخص رأي سياسي غير ما يبطن وهذا السلوك يمارسه الكثير من الناس ، ففي وقت الدوام بين الزملاء له وجهة نظر معينة وفي المقيل له وجهة نظر تختلف عن سابقتها وفي المقهى له راي يختلف عن الأثنين .
بلطجية أمريكا في دول العالم
بعد الحرب العالمية الثانية التي نشبت بتاريخ 1-9-1939م الى عام 1945م شهدت فترة ماتبقى من الاربعينات إلى أواسط الثمانينات من القرن الماضي شهدت توازن دولي أيام مايسمى بالحرب الباردة بين الدول الاشتراكية والدول الرأسمالية ، لكن للأسف بسبب البروسترويكا  المستعجلة التي تبناها قليل البقاء والرجاء يوري جووباتشوف الأمين للحزب الشيوعي السوفيتي وايضا بسبب مساعدة الدول العربية الرجعية لأمريكا بحجة الخطر الشيوعي لهذين السببين وأسباب ثانوية آخرى تساقط حلف وارسسو الاشتراكي خلال الفترة من آواخر الثمانينات إلى آوائل التسعينات من القرن الماضي نعم تساقطوا كأوراق الخريف بشكل غير متوقع ومن آوائل التسعينات إلى الان وبالذات الدول التي لا تسيرفي  خط الولايات المتحدة الأمريكية ستخلص جيشها منها لأتفه الأسباب وتلعب على الأوراق المختلفة وتضغط على الدول الغير صديقة لها بحجج حقوق الإنسان أو انتهاكات حرية الصحافة والتعبير الخ ولا يستبعد ان تستخدم أمريكا مستقبلا ضد الدول المارقة حسب تعبيرها أي الدول الغير طائعة لأمريكا لا يستبعد أن تستخدم ضدها ورقة حقوق الحيوان والجرذان والحنشان والوحر والضفادع والصراصير الخ..
وهنا أورد مثالا قديم لأزمة العلاقة بين أمريكا ومصر 2007م أيام جورج بوش الأبن ومحمد حسني مبارك بعد أن اصدر البيت الابيض بيانا عبر من خلاله عن قلقه حول انتهاكات حرية الصحافة في مصر والتلويح بقطع المساعدات ورداً على ذلك كتب الأستاذ كرم جبر رئيس مجلس مجلة ( روز اليوسف ) العدد 4138 29-9-2007م كتب مقالا مكونا من ثلاث صفحات في المجلة بعنوان لا ضغوط ولا ذرائع  فند فيه الادعاء الأمريكي وقال ان أمريكا تضغط على مصر من أجل شيء آخر غير حرية الصحافة وبين في سياق المقال بما معناه سببين الأول رفض مصر إحلال السلام الذي يدعو إليه بوش على غرار الكلفته السندويشتية دون تحضير وأشار إلى أن مبارك قال بالحرف الواحد أن مؤتمر السلام الذي تدعو إليه أمريكا ستكون له نتائج عكسية إذا لم يتم التحضير له جيداً ، المؤتمر كان حول القضية الفلسطينية .
ومن العبارات القوية التي كتبها كرم جبر ( مصر لن ترسل جيشها للعراق ليموت نيابة عن الأمريكيين ولن تكون ورقة التوت التي يستر بها بوش عورة السلام كما قال أن أمريكا تريد من مصر إتباع سياسة وافق وأقبض ووصف الكاتب أمريكا أنها تستخدم أسلوب أقرب إلى كيد النساء وهي سياسة لا تليق بين الدول والشعوب
وأقوى الأسطر كانت التي وصف كرم جبرفيها بيان القلق الأمريكي الخمسة الأسطرالأولى في المقال وهذا نصها ( أمريكا لا تعرف القلق إلا على مصالحها ولو كان قلبها رهيف ومن لحم ودم لظلت تبكي طوال العمر على جريمتها في حق الشعب العراقي الذي عاد للوراء نصف قرن وعلى انتهاكاتها في كل شبر تطأه قدماها ، أمريكا تصمت صمت القبور عن جرائم وانتهاكات أصدقائها وحلفائها وتزينها وتجملها )
في ختام الأسطرأعلاه أقول البلطجية الأمريكية حول العالم سببه غياب التوازن الدولي وهذا الغياب إن شاء الله لن يطول وسيحضر الرادع قريباً ليفرمل العنجهية الأمريكية .