كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(14)

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(14)

تم إنشاء مجلس سلام يرأسه إسميا السلاطين ولكن في الحقيقة هذا المجلس برعاية وتمويل السادة الأشراف ولم يكن تواجد السلاطين إلا شكليا من اجل حقن الدماء ووقف الاقتتال القبلي

وعودة الناس إلى مزارعهم بأمان  وكان لقبيلة الكاف الدور الأكبر في ضمان هذه الهدنة وقد تم معاقبة قبيلة بن يماني بسبب إغلاقها طريق الكاف وتم تغريمهم 10  جمال و 30  بندقية و   100 ماعز وضعفي مقدار ما سرقوه من الأهالي وعندما فشلوا في الدفع صدرت تحذيرات بحقهم وقصفت قراهم بالطائرات البريطانية وسرعان ما بدأت القبائل الأخرى في توقيع الهدنة العامة وفي غضون ثلاثة أشهر غطت اتفاقية مدتها ثلاث سنوات المنطقة بأكملها في بعض الحالات كان توقيع شيخ قبيلة واحد كافياً لإلزام عدة آلاف من المسلحين بالاتفاقية وأيضا كانت هناك حالة واحدة على الأقل حيث كان التوقيع ملزمًا بعشرات الأشخاص فقط  لضمان الالتزام بالمعاهدة .
كانت هناك أيضًا عدة مئات من المدن المستقلة من الرجال غير المسلحين  والقرى أو المدن المحمية  إجمالاً أنا شخصيا حسبت   حوالي 2000  حكومة منفصلة في حضرموت وكما يقول إنجرامز ، اثنتان فقط من تلك الحكومات تم الاعتراف بهما من قبل بريطانيا هما القعيطي والكثيري وادعى أن  السلام  كان حلاً عربيًا لمشكلة عربية وبدون تدخل بريطاني مباشر وكان على البريطانيين فقط تقديم المشورة بحذر لكن الفطرة السليمة أدت إلى استمرار إنجرامز في  دعم القعيطي وقد ارتفعت عائدات القعيطي التي تم إنفاقها على الخدمات الطبية من  4400 روبية هندية سنويًا إلى  74000 روبية ، وارتفع مبلغ التعليم من 6000  روبية إلى 154000  وتم تمديد الهدنة لمدة ثلاث سنوات في عام 1940  لتستمر عشر سنوات وأثبتت الحماية الغربية أنها أكثر صعوبة من المتوقع حيث كانت التضاريس أكثر شدة ، كانت بعض القبائل أكثر اتساعا وكان الحكام المعترف بهم من قبل بريطانيا أكثر عددا بكثير من المطلوب وكانت العلاقات المحلية بين الزعماء ورجال القبائل والمجموعات غير القبلية في بعض الأماكن غير مستقرة وتشوبها النزاعات والمشاكل وكانت الضالع مثال على ذلك .
ذكرت الخرائط البريطانية اسم الأميري أو الأمير  لكن الأمراء في الضالع لم يكونوا أكثر من عائلة واحدة كبيرة احتوت الأراضي الأميرية  على هضبة خصبة عملت واستغلت من قبل أفراد القبائل  وجزئيا من قبل المزارعين غير القبليين  وكان هذا إلى جانب الرسوم على التجارة التي كانت مصدر مهم للدولة .
كان أنجرامز يلقب الأمراء بلقب رؤساء الإقطاعيين للجبال القريبة وكان الأمراء يسيطرون على بعض القبائل ألمتشتته في المنطقة ولم يكن لهم  اي تأثير فعلي في المنطقة وكان تقرير عام 1909  قد حذر أن القبائل التابعة للأمير فقط تحمل الولاء الاسمي مثل قبائل ردفان على سبيل المثال والتي تشمل الكتبي وأن أمير الضالع لم يكن له أي تأثير على قبائل الكتبي .
تتصل جبال ردفان بيافع وجزء كبير من أراضي يافع وعرة للغاية وهناك القليل من الإقطاع وتمتلك  العائلات أجزءا صغيرة من المدرجات خاصة بها والتي تقوم بزراعتها بنفسها والإستفادة من محاصيلها ، ينقسم يافع إلى قسمين  يافع الأعلى و يافع السفلى  على نطاق واسع و كان لكل منهما سلطان  بصرف النظر عن كثرة المشايخ الموجوين في يافع وسميت عائلة السلطان بالدولة محليا وقد سميت عائلته بالدولة محليًا وكل منهم ادعى أن له الأسبقية والأفضلية على الرغم من أن العديد من الشيوخ أنفسهم لديهم معاهدات بشكل مستقل مع عدن ولم يطيع أي منهم السلاطين ، في حين أن  سلطان يافع السفلى كان اسمه مرتبطًا في المقام الأول مع طبل مقدس له القدرة على إنزال المطر .
لم يكن من الممكن وصف أهمية هؤلاء الأشخاص من حيث السيادة البريطانية حيث شرق يافع قبيلة العوضي  وهي مقسمة بين مناطق إنتاجية وأقل إنتاجية  وبجرف صخري يبلغ طوله    1000  متر يسمى الكور وفي الشرق منطقة العولقي ، في بعض هذه المناطق كما في حضرموت كانت عائلات السيد مؤثرة  حاول المبعوث البريطاني ان يروج للسلام بين القبائل لكن لم يكن لدى أحد الأموال للنجاح كما فعل آل الكاف في الشرق و الأعيان الذين وقع معهم البريطانيون المعاهدات ظلوا إلى حد كبير ملتزمين مع رجالهم والمتنافسين فيما بينهم وقد تم إعطائهم  بنادق لإعادة النظام في أراضيهم ولكنهم استخدموها في نزاعات شخصية والبعض منهم باعوها في مزادات السلاح او استخدموها كرشاوي ولم يفهموا معنى حكم ودولة ونظام لم يكن هنالك حكم صريح او دولة في اليمن غير التي كانت في الشمال حيث كان الإمام حاكماً صريحاً وكانت الرهائن والغرامات والإجراءات العقابية هي الرادع لكل المخالفين في مثل هذا النظام العام المثالي ، لم يتم تفويض السلطة بإسلوب بيروقراطي  بل برزت شخصيات فاعلة ومؤثرة جديدة على الساحة ولم يتم تثبيط المنافسة وتدخل الإمام بنفسه بالشكل الذي يراه مناسبًا كان أحد مفاتيح نجاحه في أعلى اليمن هو من بين هذه الخصومات وقد فضل الشيوخ الأقل أهمية على الشخصيات الرئيسية من عائلات مثل الأحمر والشايف وأبو راس  ، في اليمن السفلي  كانت سلطة الشيوخ أكثر محلية وأقل تهديدًا  لكن في كلا المجالين  أستولى الإمام على الهياكل القائمة وعلى السلطة التنفيذية بكل مفاصلها في عام  ,1928 وهذا هو العام الذي أصبحت فيه حاشد ككل تحت سيطرته وقد اصدر الإمام نظام الضمان بحيث يكون كل  ضامن  أو الكفيل مسؤولاً أمام زملائه من أجل سلام السوق  والآن أصبح الجميع مسؤولين أمام الإمام يحيى ونواة لسلطة قضائية بموجب الشريعة الإسلامية التي تم إدراجها وسط العرف القبلي ويستخدم نظام الكفالة في أمور عديدة سواء في التجارة أو في التوظيف كجندي في الجيش أو في أمور أخرى حكومية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا