كتابات | آراء

أهداف العدوان المشبوهة

أهداف العدوان المشبوهة

 تعمدت دول التحالف في حربها العبثية على اليمن تعظيم الخسائر البشرية و الاقتصادية، فإلى جانب تعمدها لإطالة مدى الحرب و تغذية الصراع الداخلي و خلق المزيد من الانقسامات

وتعقيداتها بين أبناء الوطن الواحد عبر المال و الضغط و سلطة الاحتلال و الوصاية التي للأسف الشديد وقعت فيها أطراف وقوى سياسية وهو ما أسهم ويسهم في مزيد من الخسائر البشرية والمزيد من إراقة الدماء ..  إلى جانب ذلك تعمد التحالف إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار و الخسائر الاقتصادية المادية وغير المادية. حيث ادخل الاقتصاد في دائرة الحرب و الاستهداف منذ الأيام الأولى للعدوان. فأعلن التحالف الحصار على اليمن عبر أدواته وهو ما أدى ويؤدي إلى تراجع اقتصادي سنوي كبير بمليارات الدولارات .. كما تعرضت العملة الوطنية وقدرتها الشرائية للاستهداف المدروس والمتعمد و الذي بدأ بقرار نقل البنك المركزي و ما تبعه من إصدارات نقدية ضخمة للغاية و استخدامها في المضاربة بأسواق صرف العملات بهدف جني أرصدة نقدية أجنبية ليس مقابل إنتاج وتصدير وإنما مقابل القوة الشرائية للريال الوطني في أقذر عملية سطو وسرقة دولية على الدخل الوطني لدولة وشعب في التاريخ الحديث.
لم يكتفِ العدوان بالأدوات الاقتصادية التخريبية كالحصار و تخريب العملة وسرقة قدرتها الشرائية  لإلحاق الخسائر الاقتصادية بالشعب اليمني وإنما تجاوز ذلك إلى استخدام الآلة العسكرية التدميرية فقصف و مازال يقصف أهدافا اقتصادية مدنية شملت البنى التحتية من طرقات و موانئ و مطارات وجسور و محطات كهربائية و مخازن وقود و شبكة اتصالات و مواقع أثرية و معاهد و مدارس و جامعات و مستشفيات و مصانع ومزارع و مباني وإنشاءات عديدة و مختلفة وحتى المباني السكنية و المصالح الحكومية و المنشآت الرياضية تم استهدافها وجميعها على نطاق واسع.
ولا تقل الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن التدمير المباشر بالقصف عن تلك التي ترتبت على الحصار و التلاعب بالعملة. هذه الأهداف الاقتصادية المدنية التي تقصف على مدار سنوات الحرب أمام مرأى و مسمع العالم و المجتمع الدولي الصامت و المتواطئ للأسف إنما يبرهن على أنها حرب غاشمة يرتكب فيها التحالف جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم و ستظل نقطة سوداء في تاريخ الدول المعادية و المجتمع الدولي الداعم لها و الساكت عنها..  و تؤكد هذه الاستهدافات مقدار العبثية في هذه الحرب على بلادنا وغياب المشروعية فيها و حقيقة الأهداف المشبوهة التي تقف ورائها و التي تختلف تماما عن شعاراتها الزائفة.

* عميد كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا