كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(13)

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(13)

في عام 1927 م تولت وزارة الطيران البريطانية مسؤولية الدفاع عن عدن و هذا سرعان ما تضمن ليس فقط ترهيب الإمام يحيى ولكن فرض السيطرة الجوية على القبائل في المناطق النائية

  وكان نطاق الطائرات محدودًا  لذا كانت مدارج الهبوط مطلوبة  فوق البلاد واستخدامهم يتطلب أشخاصًا على الأرض حيث نادرا ما ذهب البريطانيون للتفاوض  دائما تملق وتهديد تجاه الآخرين لتحل محل القوات الهندية البريطانية قوات جيش عدن وقد ارتفعت في عام 1934 م وتم تعيين أول ضابط سياسي على رأس قوات صغيرة من حرس القبائل ، ثم تم رفع قوة أخرى قوامها  200 رجل  هم الحرس الحكومي الذي تأسس عام1937 م لمرافقة السياسيين  ومن ثم تم تعيين مستشار للمحمية الغربية  والذي يتضمن تسع قبائل  بالإضافة إلى جيرانهم  وآخر إلى المحمية الشرقية  مناطق القعيطة والكثيري في حضرموت بالإضافة إلى المهرة بين عامي 1934  و 1941  حيث ارتفع عدد الضباط السياسيين من اثنين إلى اثني عشر وارتبطت سياسة التقدم  ببيرنارد رايلي الذي خدم كمقيم في عدن بالوكالة في عشرينيات القرن الماضي ثم كمقيم في الثلاثينيات وهو من تفاوض مع الإمام يحيى على معاهدة  1934 كونه كان حاكم عدن في الفترة من 1940-1937  ولعب من لندن دورًا في شؤون اليمن خلال الخمسينيات ولم يكن ابتعاد الإمام عن الساحة  كافياً في نظره.
بدا النظام الجيد والإدارة السليمة التزامًا بقدر ما بدا للإمام يحيى أن  إنشاء الشريعة الحقيقية هو الهدف  وبهذه المصطلحات  أصبح رؤساء المعاهدة وصمة عار في جبين الحكومة وهي تسمية لنوع الحكم الخاطئ السائد ، لم تكن هناك محاولة من جانب هؤلاء الرؤساء لتحسين ظروف أتباعهم ورعاياهم  إنهم جميعًا تقريبًا يسعون وراء الذات وطماعون ومريبون ولا يهتمون إلا بإثراء أنفسهم  وهو ما يفعلونه بالضرائب والقمع وقد نشأت صورة لشخصيات  إقطاعية  ينبغي على البريطانيين إصلاحها بإسم التقدم ومن المفارقات أن الصورة نفسها بعد عقود أثبتت أنها مقنعة للقوميين العرب الذين طردوا البريطانيين على الرغم من أن الإقطاع كان وصفًا سيئًا وهذا أقل ما يقال عن الاقتصاد السياسي في المنطقة..في عام 1934  أرسل بيرنارد رايلي شخصا يدعى هارولد إنغرامس وهو المدير الاستعماري البريطاني الذي خدم في زنجبار  موريشيوس، محمية عدن  لاستكشاف حضرموت وكانت له مناقشات واقتراحات مع إبن سعود حول جعل حضرموت محمية تابعة لإبن سعود في أواخر عام   1936 وقد بدأ في بناء شبكة من الاتصالات مع سلاطين القعيطة والكثيري ضمن حدود نطاقهم وكانت سلطة هؤلاء السلاطين فضفاضة وغير محددة خصوصا داخل العائلات المقدسة السادة بشكل رئيسي وكذلك المشايخ ولم تكن لهم سلطات حول منطقة الحوطة حيث كان العنف ممنوعا وتكون محمية برجال القبائل وإلى ما وراء تلك الحدود يمكن أن يتدخل سيد أو مشايخ  بدعوة إلى التوصل إلى هدنة او حل نزاع ولكن لاهم ولا الدولة كانت لهم سلطة دائمة ولذلك العديد من المناطق أصيبت بالشلل بسبب العداوات و السرقة وقطاع الطرق التي كانت شائعة تلك في الأيام  وفي بعض الأماكن لم يكن الناس يجرؤوا على مغادرة المنزل لسنوات وإن اضطروا للوصول إلى حقولهم فمن خلال الخنادق هذا اذا كانت الحقول ابعد من مدى البنادق وفي نفس الوقت كانت هناك قصور رائعة لبعض المنتفعين ممولة من الثروة في جزر الهند الشرقية..
 
يتبع.....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا