كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 108 -

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 108 -

وبرغم الضربات الموجعة التي تستهدف العمق السعودي من قبل قوات صنعاء بواسطة الصواريخ والمسيرات اليمنية التي أصبحت تشكل مصدر رعب وقلق للرياض

وتجعلها تبدو أضعف ما تكون, بشهادات خبراء عسكريين غربيين وتقارير استخبارية تؤرخ لحالة اختلال ميزان القوى في السنوات الأخيرة لصالح صنعاء وقواتها, إلا أن المملكة مع ذلك تُصر على الإنكار وعدم الاعتراف بمرارة الهزيمة المنكرة في حربها على اليمن, وتورطها اللا مسبوق في المستنقع اليمني حتى صارت تبحث لها اليوم بعد سبع سنوات منذ بدء العدوان على اليمن عن مخرج آمن لها يحفظ لها بعض ماء الوجه والكرامة والسمعة التي خسرت منها الشيء الكثير الذي لا يعوض أبداً.
وبحسب مُحللين سياسيين, فإن الرياض في علاقتها مع حلفائها الأمريكان, تعيش حالياً حالة إنكار بسبب ما تمارسه معها واشنطن من ابتزاز مالي ومعنوي على المكشوف من خلال ما تخلقه الإدارة الأمريكية من فرص ذهبية لتوقيع المزيد من عقود التسليح الضخمة بمليارات الدولارات.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل الإستراتيجي اللبناني شارل أبي نادر في مقال له بعنوان: "متى تخرج السعودية من مستنقع الإنكار القاتل", نشره في وقت سابق من الشهر المنصرم: "يتكلمون اليوم عن صفقة ضخمة لعشرات البطاريات من منظومة الدفاع الجوي الأمريكية (ثاد) الأغلى عالمياً, تُضاف إلى صفقة مماثلة سبقتها من الصواريخ جو- جو (إيه أي أم 120 سي) وطوافات القتال القانصة, والمُؤسف أن ذلك يترافق مع حملة مُغطاة بغشاء من الخداع بعنوان مُعارضة "وهمية" من الكونغرس الأمريكي لهذه الصفقات, والتي تعود لتسلك بسهولة في النهاية في وقتها المطلوب ولتدخل هذه المنظومات في دائرة الفشل في منع وصول الصواريخ والمُسيرات اليمنية إلى العمق السعودي, حيث المنشآت الحيوية والمطارات الحساسة".
وأضاف أبي نادر: "اللافت في الموضوع لناحية الإنكار السعودي أن مروحة الاستهداف الأخيرة في عملية توازن الردع الثامنة, تُؤكد بما لا يقبل الشك أبداً عدم الاعتراف السعودي بأنه أصبح للقوة الجوية المُسيرة اليمنية قدرة واضحة على التحكم في العمق السعودي بشكل كامل, فبين الرياض وجدة وأبها ومحيطها مثلث بضلع يتجاوز 800 كلم بين الوسط الشرقي والبحر الأحمر والجنوب والجنوب السعودي, ظهر بالأمس كأنه مسرح مفتوح للمسيرات اليمنية من دون إمكانية لردعها أو عرقلتها, أو منعها من تحقيق أهدافها, فبدا الأمر كأنه حين يُقرر اليمنيون تنفيذ عملية استهداف صاروخي أو مُسير داخل المملكة, لا قدرة ولا فعالية لأي منظومة دفاع جوي على منعهم وكأنه لا وجود لهذه الأسلحة بتاتاً".
وحول الإنكار السعودي اللا مُبرر لما حدث ويحدث, ولكل ما يتعلق بالحرب والعدوان على اليمن, يوضح الكاتب والمحلل اللبناني شارل أبي نادر قائلاً :" هذا الإنكار السعودي لم ينحصر فقط في الموضوع الميداني, أو في الموضوع المتعلق بفشل قدرتها الدفاعية ضد المسيرات والصواريخ اليمنية, ولم ينحصر بالابتزاز الأمريكي للرياض, بل وصل إلى إنكار الوضع السياسي المرتبط بالعلاقة غير المتوازنة أو المتوترة مع حلفائها في التحالف مع الأمارات أولاً, والمرتبط ثانياً بعلاقتها مع المرتهنين لها من أبناء اليمن, ومسؤولية السابقين, وما حصل ويحصل من تنازع وتقاتل في المناطق الجنوبية, أو الجنوبية الشرقية اليمنية بين وحدات أو مجموعات هادي والإصلاح والانتقالي الجنوبي والمتشددين, والذين لطالما شكلوا فريقاً أو طرفاً أساسياً كانت تحركه الرياض أمنياً وعسكرياً, يضعها في دائرة فقدان السيطرة على إدارة هذا التحالف, وليأتي الانسحاب الغامض لوحدات التحالف من الحديدة ومحيطها لمسافة تجاوزت 90 كلم على الشريط الساحلي الغربي من دون أن يكون للرياض أي علم أو قرار, أو إلمام بحيثيات هذا الانسحاب وأهدافه, ليزيد من دائرة التأكيد حول إنكارها لفقدانها هذه السيطرة".
ويتساءل الكاتب اللبناني أبي نادر: "متى تبقى السعودية مستمرة في حالة الإنكار هذه؟ وهل يمكنها الاستمرار في سياسة العدوان الظالم على اليمن في الوقت الذي ترفض فيه كل فرص التسويات والحلول السياسية السلمية العادلة؟, وهل السعودية قادرة على المتابعة في سياسة عدم التقدير الصحيح لما آلت إليه أوضاعها المالية والسياسية والمعنوية جراء هذا العدوان؟ وهل يمكنها بعد مرور الوقت أكثر فأكثر في هذا الاستنزاف الذي يصيبها أن تضمن خروجها الآمن, فيما لو استطاعت على وضعها من دون تبعات داخلية على هيكلية الحكم لديها؟".
والسؤال الأهم والأكثر حرجاً للرياض وحلفائها يبقى مُثاراً ومطروحاً بقوة يقول: إلى أين تمضي المملكة المترنحة, المستنزفة, المهزومة, بنفسها من خلال استمرارها في الحرب والعدوان على اليمن؟ وماذا بعد هذا العدوان والحرب؟.
...... يتبع.......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا