كتابات | آراء

كلك نظر:منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م – 1990م - الحلقة (103)

كلك نظر:منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م – 1990م - الحلقة (103)

هذه المادة هي الأخيرة والتي تخص منطقة عمار وما جرى فيها من أحداث خلال العام 1978م الجزء الأول منها يتضمن تساؤلات وآراء بعض القراء في هذا الشأن، والجزء الثاني يتضمن الخلاصة.

قال عني أحد القراء أنني أقف إلى جانب بني الورد ضد الطرف الآخر وهذا رأيه، قلت له أني أقف مع الحق فالأخوة بني الورد يطالبون بحق واضح وضوح الشمس ولو كان الطرف الآخر له الحق كنت سأقف معه ..
قارئ آخر سألني عن الهدف من إثارة مواضيع مرّ عليها 42عاماً فأجبتُ كشف حقائق كانت مغيبة والهدف من ذلك إنصاف الضحايا وإغلاق ملفات كانت ومازالت مفتوحة إلى اليوم .
مجموع من الوجهاء والمشايخ في غزلة رخمة مديرية دمت الضالع وعزلة شريح مديرية النادرة إب اتصلوا بي وقالوا بما معناه أن هذا الموضوع أصبح جزءاً من التاريخ ومرت عليه فترة طويلة وأن نبشه سيثير كثير من الحساسيات حسب وجهة نظرهم بين أبناء عمار نحن في غنى عنها ورأي الإخوة المذكورين هو بمثابة تأجيل قول الحقائق التي طال انتظارها بينما الصحيح إن كشف الحقائق وبصدق وموضوعية يعتبر إنصاف للضحايا الذين وقعت بحقهم مظالم جمة , بل ومؤازرة إنسانية الإنسان ..

الخلاصة:
أود التوضيح أن الصراع المسلح في المناطق الوسطى من جراء توجيه السلطات السابقة الحملات العسكرية والقبلية إليها خلال الفترة من عام 1970 إلى 1982م هو أطول صراع مسلح في اليمن وكان طرفيه السلطة والمواليين لها في المنطقة من جانب ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وفيما بعد الجبهة الوطنية الديمقراطية من جانب آخر خلال تلك الفترة لم يكن يخلو ذلك الصراع والأحداث من وقوع ضحايا من المواطنين الأبرياء، لكن ما حصل في منطقة عمار من جرائم خلال العام 1978م والتي أوضحتها في الحلقة 65 إلى الحلقة 95 من هذا البحث فقد فاق في بشاعته التصور .. وذلك الصراع خلال 13عاماً ضل مسكوت عنه وعملت السلطات السابقة على تغييبه وقد نتج عنه وتشكلت منه تراكمات أحقاد مؤلمة حاولت السلطات التقليل من شأنها وتوصيف التخريب والمخربين على أبناء المناطق الوسى ولم تعمل السلطة على تقييمها واتخاذ المعالجات الصائبة لها وضلت تلك الأحداث مغيبة .
في كتاب اللواء علي محمد صلاح المعنون بـ"من مذكراتي" الجزء الثالث العمل في المناطق الوسطى أوضح كثير من الأمور من خلال عمله كقائد للمحور وقد صدر الكتاب عام 2017م وكتب تقديمه الأخ الزميل العقيد محمد عبدالعزيز الكاتب المعروف من ص 8 إلى ص 22 – أي 15 صفحة عنوان التقديم المسكوت عنه في صراع المناطق الوسطى وهنا أود اختزال تسعة أسطر مقاس إيه فور من أصل 15 صفحه مقاس متوسط, إن تاريخ ذلك الصراع الذي لم تجف دماؤه بعد باعتباره تاريخاً مسكوت عنه إن أحداث ذلك الصراع مغيبىة  إذ لم تلق تلك الأحداث من يقوم بمقاربتها أو تدوين حقائقها أن المناطق الوسطى قد شهدت أحداثاُ مرعبة وصراعا ً دامياً سالت فيه دماء كثيرة ومثلت تلك الأحداث المؤلمة جرحاً  نازفاً لم يتوقف حينها ولم يندمل بعد جرحها بقدر ما شهدت تناسي وترحيل لها, إن إيراد تفاصيلها يقصد الكاتب بتفاصيلها في كتاب اللواء علي صلاح ليس لإثارة الأحقاد ولا لتسوية ملعب جديد للصراع وإنما لأخذ العظة والعبرة وللاستزادة من تجارب شديدة القسوة والمرارة".
الأسطر أعلاه من الكتاب المذكور من تقديم الزميل محمد عبدالعزيز اكتفي بالتسعة الأسطر ومعروف أن 13 سنه حروب متقطعة في المنطقة الوسطى قد حصدت آلاف الأرواح وهدمت مئات المنازل وشردت عشرات الآلاف من الأسر, لكن كما أسلفت أن ما حصل في منطقة عمار من جرائم خلال العام 1978م التي أوضحتها من الحلقة رقم 65 من هذا البحث قد فاق التصور في بشاعته وأساليب تنفيذه فالضحايا لم يكونوا محاربين بل كانوا مواطنين أغلبيتهم نساء وأطفال ومسن نعم مواطنين أبرياء تم قتل بعضهم حرقاً أو ضرباً والبعض الآخر رمياً بالرصاص وستة أشخاص تم اعتقالهم عام 1978م ولا زالوا مخفيين قسرياً إلى اليوم ..
إن ما دونته من جرائم ارتكبت في عمار خلال العام 1978م كان الغرض منه كشف حقائق كانت مغيبة وإنصاف الضحايا وإغلاق ملفات شائكة طال انتظارها وهي مئات الضحايا من المدنيين من عام 1970م إلى عام 1977م ذكرتها في عشرات المقالات من هذا البحث وتحديداً من يناير عام 2019م إلى 12مايو من العام 2020م أو ما ذكرت من جرائم ارتكبت بحق مواطنين أبرياء من يوليو من العام 2020م إلى الآن ذكرتها في 26مادة من هذا البحث وتلك الجرائم ارتكبتها السلطة السابقة وأعوانها في منطقة عمار وذلك خلال عام 1978م وقد كانت الأمر والأقسى ومن أبرز الشهداء عام 1978م كانت قبول أحمد الورد وأولادها وفاطمة محمد الهمزة والطالب عبداللاه العيوي وعلى الجحشي وعلي الفرزعي وصالح الرياشي ومن أبرز المخفيين قسراً من عام 1978م إلى الآن: محسن مسعد الهمزة وعبده علي الزبيدي وأحمد صالح مجمل وشخصين من بني العصري والفاردي وهؤلاء لا زالوا مخفيين منذُ 42عاماُ أو من سأذكرهم لاحقاً في ستين مادة لاحقة وعددهم 206 أشخاص بعضهم شهداء وبعضهم مخفيين قسراً ثلث العدد من الشهداء هن من النساء وجميعهم مواطنين أبرياء ومن ضحايا السلطة السابقة وينتمون إلى مناطق مختلفة من محافظات ما كانت تعرف بالجمهورية العربية اليمنية وذلك خلال الفترة من عام 1979م إلى عام 199م .
ختاماً أجزم القول بأن الحلول المثلى والصحيحة لإغلاق ملفات الشهداء والمخفيين قسراً تتمثل في التحقيق الجاد والدقيق في قضاياهم ومن ثم تقديم الجناة إلى المحاكمة ومادون ذلك ستظل الحلول مبتورة وناقصة وستظل ملفات الشهداء والمخفيين مفتوحة وعبارة عن نار تحت الرماد وهذا مالا نتمناه .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا