كتابات | آراء

الحرب البحرية قادمة.. وصراع العمالقة..!!

الحرب البحرية قادمة.. وصراع العمالقة..!!

كلما زادت الطموحات والأطماع والحضور العسكري في منطقة جنوب البحر الأحمر وباب المندب اشتعل فتيل التنافس وتوهجت بؤر الصراع بين العمالقة ..

خصوصاً مع سيناريوهات الأحداث التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي التي عكست بطريقة غير مباشرة آثارها على دول الجوار..فالبحر الأحمر يمثل شرياناً حيوياً ، وأهمية استراتيجية اقتصادية عالمية كمصدر للموارد الأولية / ومجال استثماري حيوي وواسع ، إضافة إلى أهميته التجارية العالمية كسوق استهلاكي كبير وضخم سواء للمواد النفطية أو غيرها .. كونه الممر الملاحي الرئيسي الذي يربط أوروبا ودول المنطقة ودول القرن الأفريقي وما يمنحها الحضور أو التأثير الحيوي إقليمياً ودولياً..
وفي ظل هذا السياق لا يمكن استبعاد العلاقات والارتباطات الحميمة بشكل عام بين الدول المطلة على البحر الأحمر التي تمثل حزاماً أمنياً وطبيعياً مقابلاً لدول الخليج ، ما يجعل لأي دور جيوسياسي أو وجود عسكري خليجي أو غيره في جنوب البحر الأحمر..
من نافلة القول الإشارة إلى التنافس الإقليمي والدولي والسيناريوهات والأبعاد الجيوسياسية ، والجيوستراتيجية المرتبطة بتنامي الأحداث والتطورات في المنطقة منها على سبيل المثال لا الحصر:
• تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر والاتجار بالبشر وظاهرة القرصنة البحرية، وهجرة النازحين من دول القرن الأفريقي وغيرها من الظواهر الماورائية.. وبما أن اليمن بمثابة حاضن جيوستراتيجي لباب المندب وجنوب البحر الأحمر فهو يمثل موقعاً مهماً وحيوياً ومحورياً في المنطقة .. ولتأمين تلك المصالح والأهداف حرصت القوى الكبرى إقامة علاقات وروابط مع القوى المؤثرة في مداخل البحر الأحمر ومحيطه القريب.. وسلفاً ندرك أن البحر الأحمر هو الممر الرئيس للقوات الأمريكية المتجهة إلى دول الخليج والمحيط الهندي وبالتالي يُعد أي وجود عسكري مناوئ في مدخل جنوب البحر الأحمر يشكل خطورة بالغة لها.. بالرغم من طغيان الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر إلا أن هناك الوجود الصيني الذي يسعى لإنشاء قواعد عسكرية حفاظاً على مصالحه البحرية في حالة وجود أي تهديد إقليمي أو دولي.. فالدبلوماسية الصينية ماضية في تنفيذ أجندتها بإنشاء عدد من الموانئ والقواعد البحرية على امتداد شواطئ المحيط الهندي.. شاء من شاء .. وأبى من أبى.. كل المعطيات تشير إلى أن الحرب البحرية قادمة في جنوب البحر الأحمر، ومرشحة لعمليات تنافسية على كافة الصعد دولياً وأممياً.. وبالتأكيد فإن الصين لم تصمت .. وليست الدولة الوحيدة التي تظهر مثل هذا الطموح .. فقد أبدت دول كبرى وغيرها كأمريكا،وروسيا فرنسا، وبريطانيا، ودول إقليمية كذلك ـ تلميحاً أو تصريحاً- ولكن الحضور الإقليمي في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي قد بدأ يتنامى بشكلٍ قوي ونافذ .. وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وفي هذا السياق تأتي توجهات واشنطن وتل أبيب وتحركاتها الأخيرة تجاه المنطقة والقرن الأفريقي وما يحدث اليوم في إثيوبيا والسودان وفي اليمن كلها سيناريوهات متداخلة ومتشابكة ومرتبطة لأجندة وأطماع وأهداف إقليمية ودولية وأممية..
صفوة القول: ستشهد دول المنطقة في قادم الأيام مسرحيات متباينة وسيناريوهات عديدة .. وتحولات جذرية في كافة دول المنطقة، والقرن الإفريقي قد تقلب الطاولة على الجميع..
• وتبدو في الأفق البعيد ملامح جديدة، وخيوط مغايرة .. وأطراف جدد.. قد تبدو معزولة أو شبه معزولة عالمياً ولكن تفرض نفسها بالأمر الواقع بقوة نفوذها الميداني والعسكري.. والإيمان بعدالة قضيتها.. وهذا هو بيت القصيد..

كلمات مضيئة
الصينيون لهم مصالح وأهداف في المنطقة لم يصمتوا طويلاً، بل قادمون.. وكلنا ندرك توسيع دوائر الحركة العالمية العسكرية، والاقتصادية والثورة التكنولوجيا الهادفة في مناطق شتى من العالم خاصة ً الشرق الأوسط ، وإفريقيا.. وهناك مخاوف وهواجس أمنية عديدة قد تحل بالمنطقة، وقد تسبب كوارث إنسانية ساحقة إن لم نتفاداها بالجلوس على طاولة المفاوضات، والحوار العقلاني المسؤول، وإلا سينقلب السحر على الساحر وحينها لا ينفع الندم.. فالحرب البحرية قادمة .. وستكون حرب قواعد عسكرية، طاحنة بين الدول الكبرى والصين وحلفائها.. والعمالقة لم يتركوا الساحة خالية لمنافسين تقليديين شاخوا في عتوهم وطغيانهم، واستبدادهم..
والكل سيدخل باسم التحرر والعمل على مواجهة التحديات الدولية المشتركة، فالإرهاب والتطرف، والقرصنة، والظلم، والجبروت وثورة الجياع والفقر وغيرها.. وللأسف تحت لافتات عربية وإقليمية ودولية وأممية لم تقم عدلاً ولم تنصف مظلوماً..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا