محطات: صنعاء.. منبع القيم والعطاء

عندما تندلع الحروب وترتفع نيرانها ويكثر الهرج والمرج وتكثر التحديات بانيابها يظن كثيرون ان هذه الفوضى المدمرة هي تظهر معادن المدن واصالة اهلها..

وقد اصابتنا في اليمن مصائب الحرب العدوانية البغيضة وتكالب الاعداء علينا وصبوا علينا قذائفهم وصواريخ طائراتهم..
في عمل حاقد يستهدف الحجر والشجر والبشر فكيف كانت صنعاء وكيف استقبلت هذه الحرب العدوانية الجوانب الانسانية في زمن الحروب وفي فترات المواجهة مع عدوان ظالم باغ وغاشم هي الاساس الذي يميز طبائع الناس واخلاقياتهم وهي من تكشف معادنهم الاصيلة..
نحن في اليمن كما قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله "ارق قلوبا والين افئدة" قلوبنا مفعمة بالحب والود والانسانية وتصقلنا المشاكل وتعزز فينا روح التآلف..
فالحرب العدوانية والحصار الغاشم الظالم كشفت عن معادن اصيلة لدى الانسان اليمني ففي الأحياء السكنية تنتشر خزانات المياه وفي تسمية السبيل للفقراء والمحتاجين والاسر تتراحم فيما بينها..
والسلل الغذائية تتوارد من فاعلي الخير ومن المؤسسات والمرافق الرسمية والأهلية..
وهذا اكبر انتصار تحقق لليمنيين لأن العدو لم يتمكن من اختراق النفوس ومن التأثير السلبي على الناس.. فقد تضاعفت وسائل واساليب التراحم بين الأسر وبين الناس..
واصبحت صنعاء المدينة الوطنية الواسعة قادرة على احتواء معظم النازحين وان تكون حضنا دافئا للجميع رغم الحرب ورغم العدوان ورغم الحصار الخانق اصبحنا اكثر انسانية واكثر تراحما..
وهذا اكبر رد جماعي على عدوان غاشم وهذه الإنسانية والتراحم رسالة قوية استطاعت ان تعيد توازن المجتمع وان تضع معادلة يمنية عنوانها التآزر والتراحم والتعايش واستطاع اليمنيون كافة وفي صنعاء خاصة ان ينتصر على الازمات وان يكبر على الجراح والالام..
هذه هي صنعاء التي تحول الالم الى امل وتزرع بسمات التفاؤل والتعايش رجالك الأخيار المؤمنين حقا هزموا الاعداء نفسيا واجتماعيا.. وارتقوا فوق الجراح والتحديات وامام عظمة مدينة سام المدينة التي تزخر بالقيم الانسانية والأخلاقية يجب ان نقف احتراما وننهل من زخم معينها القيم العظيمة ونتمثلها في حياتنا ولك كل الإحترام يا مدينة كل اليمنيين.