كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 84 _

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 84 _

وفي مواجهات معركة جيزان الأخيرة, التي سطر فيها أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية, واحدة من أروع وأعظم الملاحم الوطنية التي سيخلدها التاريخ,

ويعدها من سيأتي بعدنا اسطورة من الأساطير, بدت مملكة آل سعود وجيشها المتقهقر المزود بأحدث ماتوصلت إليه التقنية والصناعات العسكرية الغربية من أسلحة فتاكة, أوهى من " بيت العنكبوت ", وأضعف وأوهن مما يمكن تصوره أو حتى تخيلهُ مجرد خيال !.
حيث عكست وبكل وضوح  مشاهد الفيديو الحية والتقارير التلفزيونية الإخبارية المصورة التي تم تداولها وتناقلها بكثافة على مدى الأيام القليلة الماضية, لما شهدته منطقة جيزان اليمنية المحتلة من قبل آل سعود منذ نهاية الحرب بين البلدين في ثلاثينيات القرن الماضي, من مواجهات مهيلة بين قوتين غير متكافئتين في الإمكانيات والعدة والعتاد, عكست تلك المشاهد والصور مدى الإنهيار والتخبط وخوار قوى المملكة رغم تفوقها العسكري المهول ورجحت كفة ميزان القوى لصالحها, ومحدودية وقلة امكانيات من يواجههم جيشها المندحر  في الميدان من مقاتلي الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذي لايتعدى تسليحهم المستخدم في المعارك التي يخوضونها قائمة الأسلحة التقليدية المعروفة من بوازيك ورشاشات متوسطة وبنادق كلاشينكوف .
فيما يتسلح خصومهم بأحدث ماأنتجته مصانع الغرب العسكرية المتطورة من أسلحة ذكية وغير ذكية تشمل الطائرات الحربية الحديثة والصواريخ  والقنابل العنقودية والدبابات والعربات الأحدث في العالم, ومع ذلك يولون الدبر يوم الزحف والكريهة وحين يحمى الوطيس, ويجرون أذيال الخيبة فارين ويخلفون ورائهم أسلحتهم وعتادهم غنيمة سهلة لأبطال اليمن وأسوده, مؤكدين بذلك أنهم لم يخلقوا للكر والفر والطعن والنزال والثبات في الميادين وساحات الوغى, وإنما خُلقوا ووجدوا لأشياء أخرى لاتعني للرجال الحقيقيون شيئا يُذكر .
 وهكذا هم جيش آل سعود الذي يصفهم العامة هنا في اليمن تهكما وسخرية بإسم "جيش الكبسة " وهذا هو دأبهم وديدنهم .
 وسيظلون على ذلك النحو والصورة المخزية والمزرية التي عرفتهم بها جيزان مؤخرا  وكل المواطن السابقة واللاحقة, وكأنهم أساسا وجدوا كمقاتلين بلا هدف ولا عقيدة قتالية قوية, وألتحقوا بجيش آل سعود لكي يندحروا ويولون الأدبار كالفئران مذعورين أمام مقاتلين بسطاء من اليمن لايتميزون عنهم بشيء خارق للعادة سوى بالجسارة والبطولة والشجاعة وشدة البأس والإقدام ورسوخ الإيمان بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها وهو مالا يمتلكه جنود وضباط جيش آل سعود بالمطلق, ولا تبدوا تلك المفردات الغريبة عنهم وعليهم في قاموس حياتهم !.
لقد كشفت نتائج معركة جيزان الأخيرة مدى التخبط والإنهيار والإنكسار والإنهزام والسقوط المريع للمملكة وجيشها المندحر, وبينت مشاهد معركة جيزان الموثقة بالصوت والصورة مآل المستكبرين وخوار قواهم ومضيهم إلى المجهول الذين يخشونه .
وكم هي مخزية تلك المشاهد والصور التي أظهرت جنود وضباط سعوديين يفرون من المعركة مولين الأدبار, وبعضهم يلقي بنفسه من على قمة الجبل, كم هي مخزية نعم لمملكة الشر الوهابية في نجد والحجاز, بل إن ماحدث في جيزان يعد فضيحة مدوية للسعودية أمام العالم بأسره., لاسيما وأن ماحدث سيرسخ في الأذهان جبن أولئك الذين علوا في الأرض مستكبرين .
وما شهدته جيزان مؤخرا ليس الأول وليس الأخير أيضا, ففي مواطن سابقة حدث وبدا من مقاتلي جيش المهلكة ماتكرر اليوم في جيزان وسيستمروا على هذا المنوال منذ تورطهم في حربهم العدوانية التي يشنونها على اليمن منذ أكثر من ستة أعوام, ولا زالوا علينا باغيين وإن أدعوا خلاف ذلك .
ولعل ماوثقته لنا وللعالم أيضا عدسات كاميرات التلفزيون عن مواجهات جيزان الأخيرة بين جيش آل سعود والجيش اليمني ولجانه الشعبية, والتي أظهرت إقدام جنود وضباط سعوديين على الفرار وتولية الدبر تاركين أسلحتهم وعدتهم وعتادهم العسكري وراء ظهورهم في مواقعهم التي فروا منها, وقيام البعض منهم بإلقاء أنفسهم من على قمم الجبال مذعورين خوفا من مواجهة المقاتلين اليمنيين ووقوعهم في الأسر, أعتقد إن لم أكن أجزم هنا أن في كل ذلك أي في جملة ماحدث بجيزان أخيرا الكفاية الكافية, وما يغنينا عن الشرح المطول والتوضيح والتبيان لحقيقة هذا الذي حدث ولا يكاد أن يٍصدق لولا أن رأيناه بأعيننا كما رآه العالم الذي يراقب مايجري معنا .
وما حدث في جيزان حقيقة دامغة ليس بمقدور المملكة وأجهزة نفاقها وإعلامها الدعائي إنكارها والتغطية عليها بأية صورة من الصور, بيد أن هذا الذي حدث يؤكد أن السعودية دفعت وستدفع المزيد من الأثمان الباهضة من مكانتها وسمعتها العربية والإسلامية والدولية كدولة تدعي أنها الأولى في العالم وراعية مصالح الحرمين الشريفين, وهي التي أقدمت باغية مستكبرة على شن حربها العدوانية على اليمن في 26 مارس2015م, ولا تزال مستمرة فيها على خلفية حججها الواهية .
إن سمعة المملكة ومكانتها اليوم على المحك, وما حدث بجيزان يمثل اضافة وتكريس لذهاب تلك السمعة والمكانة لمملكة أنشئت استنادا على فكرها الظلامي ومعتقدات مذهبها الوهابي المتطرف الذي أسس لحركات التطرف التكفيرية التي يشكو من ارهابها العالم أمثال القاعدة وداعش وأخواتها المعروفة بأسمائها ونزعتها التكفيرية والإرهابية على مستوى المنطقة والعالم .
...... يتبع .......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا