دلالات الحشود المليونية للمولد النبوي في اليمن

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، الخميس الفائت، حشودا مليونية من أبناء الشعب اليمني احتفاء بالمولد النبوي الشريف، على نحو غير مسبوق في العالمين العربي والإسلامي.

لقد كان طوفانا بشريا هادرا يزمجر في مسامع العالم بأن اليمنيين هم أنصار الله وأنصار دينه وأنصار نبيه وأوليائه وأنصار الحق والحقيقة وأنصار المظلومين في كل مكان.
كما أن هذا الحضور الشعبي اليمني الأكبر في المنطقة يأتي تلبية لدعوة القيادة الثورية والسياسية ليؤكد للجميع حجم العلاقة الوثيقة بين القيادة والشعب، حيث تحولت الساحات اليمنية المخصصة للاحتفائية إلى خلايا نحل بشرية تعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل، وتعاضدت جهود السياسي مع الإعلامي مع الثقافي مع التربوي والطالب مع المواطن والفلاح مع رجل المال ورجل الأمن.. وتشارك الجميع في صناعة تلك اللوحة المحمدية المعبرة عن أصالة ونقاء ونبل الإنسان اليمني الذي تجاوز كل المعوقات وتخطى كافة العراقيل وتناسى مختلف الهموم الحياتية وتحدى طائرات وصواريخ العدوان، وحث الخطى نحو جبهة ساحات المولد النبوي التي لا تقل شأنا عن جبهات القتال، إذ أنها أوصلت رسالة بليغة للعدوان الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والأمريكي مفادها أن اليمني لن يقبل بغير النصر.. ولن يتنازل عن مبادئه وثوابته وعزته وكرامته.
ومثلما أحيا اليمنيون ذكرى المولد النبوي، فقد أحيت الفعالية ذكرى اليمنيين والتذكير بأدوارهم الريادية في مناصرة نبي الإسلام منذ بزوغ فجر الدعوة المباركة.. وهاهم اليوم الأنصار يجددون ولاءهم ومحبتهم لسيد الأولين والآخرين، وبصوت محمدي مسموع في شتى أصقاع المعمورة.
ومن المعلوم أن هذه الحشود اليمانية لم تكن من أجل حزب أو جماعة أو مذهب أو منطقة، وإنما هي من أجل الدين والوطن، ولهذا تواجدت كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي والفئوي.
ولم يقتصر الحضور على اليمنيين فقط، بل شاركت وفود شعبية ممثلة عن عشرين دولة عربية وإسلامية، وهذا يؤكد مدى المكانة التي تتربع عليها اليمن في الوقت الراهن وعلى المدى المنظور باعتبارها قطب رحى المقاومة  الصاعدة في وجه الطغيان العالمي والاستكبار الدولي.
ختاما: من يناصر الله ويناصر دينه ويناصر رسوله وأوليائه فهو وحده المؤهل لاستحقاق النصر المؤزر والتمكين المبين.