كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!..( 56 )

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!..( 56 )

اليمنيون أثبتوا أنهم الرجال الذين أحبهم الله ويحبونه
ظل جماعة من القرشيين ممن بقوا يرددون: "أنترك ماوجدنا عليه آباؤنا وأجدادنا ونتبع محمد", ويؤكدون بمثل هذا القول, والموقف تمسكهم بوثنيتهم وتقديسهم لآلهتهم المعبودة التي أتخذونها لهم, وهي عبارة عن أصنام مصنوعة من الحجارة والفخار وغيرها, ومن أشهر أصنام قريش في الجاهلية  (اللات والعزى ومناة, وهبل), وكانت منصوبة في مكة في بيت الله الحرام.

وظلت قريش التي بغضت رسول الله وما جاء به من نور وهدى , ورغبت عن اتباعه  تترصد لرسول الإسلام الذي بعث من أشرف وأعرق بيوتاتها نسبا  المراصد, وتحبك له المؤامرات, تلو المؤامرات ويتعهده مشركو قريش الوثنيين, بدوائر السوء التي أداروها بالتعاون والتنسيق مع أعدائه من حلفائهم اليهود, الذين كانوا يستوطنون.في منطقة الجزيرة العربية بيثرب استهدافا له ولدينه .
وقد حاول القرشيين بالتعاون مع اليهود غير مرة .النيل من الرسول الكريم محمد والقضاء عليه , ودبروا عدة عمليات لإغتياله وقتله , وكانوا في كل مرة يفشلون وتخيب مساعيهم بفضل حراسة وحماية الله لنبيه الذي أيده بنصره وتأييده وتمكينه وظهور أمره رغم أنف الكافرين جميعا .
وأمام مكر وكيد قريش ونزعتها العدوانية التي كانت مدفوعة ومشبعة بجرعات كبيرة من  الحقد والحسد والضلالة والجهل وعصبية المشركين كان الله لقريش ومن حالفها من أعراب ويهود بالمرصاد وخيب مساعيهم الخبيثة وأتم النور الذي جاء به الصادق الأمين والنبي الخاتم محمد البشير النذير , والرحمة المسداة للبشرية جمعاء من الرحمن الرحيم.
وكان لهذا النبي المصطفى الغلبة و التمكين ولمن اتبعه النصر المبين والسيادة على الدنيا ومن عليها أعزة مؤمنين موحدين لله رب العالمين !.
وقد سبق من الأنصار اليمنين , أوسهم وخزرجهم , وهم.بني قيلة احدى القبائل اليمنية التي هاجرت من اليمن ونزلت يثرب قديما , سبق منهم البيعة لرسول الله الذي ألتقى بوفود منهم قبل هجرته من مكة إليهم مطاردا ومستهدفا بأذى قريش وأرباب شركها , وقبل طلوعه عليهم من موضع ثنيات الوداع كالبدر المنير ومجيئه إليهم صلوات ربي وسلامه عليه بالأمر المطاع وتشريفه لهم مهاجرا إلى مدينتهم التي هشت وبشت وأظهرت حبورا وسرورا في يوم مقدمه المظفر إليها لن ينساه التاريخ .
وبحسب ماذكرته مصادر التاريخ المختلفة فقد كان للأنصار اليمنيين بعد هجرة الرسول إلى مدينتهم يثرب ونزوله بين ظهرانيهم واتخاذها حاضرة وعاصمة لدولة الإسلام الجديدة , شأن وأي شأن كان له من العظمة مالا يمكن نكرانها في نصرته وكان لهم السبق والفضل والدور المؤثر في نشره وتبليغه للعالمين.
 وعلى أكتاف هؤلاء الأنصار وبجهودهم المخلصة شرع الرسول الكريم فور استقراره بيثرب بعد هجرته من مكة في بناء الدولة الإسلامية وقيام حضارة إنسانية كونية سادت الدنيا والعالم لقرون طويلة .
ولا أغالي إن قلت أنه لولا جهود اليمنيين وصدق نصرتهم ومؤازرتهم للرسول الكريم والدين القويم الذي ارتضاه الله لهم وللبشرية  عامة لظلت الجزيرة العربية وما حولها مستسلمة خاضعة لإرادات الشرك والجهالة والوثنية والعهود الظلامية ومن يمثلها ردحا طويلا من الزمن .
 وبدخول اليمنيين الإسلام كان دخول العرب فيه أفواجا وقد نزل بذلك قرآنا يتلى وسورة فصلت آياتها , اسمها سورة النصر , تؤكد ذلك وتؤيده بقوله تعالى : " إذا جاء نصر الله والفتح , ورأيت الناس  يدخلون في دين الله أفواجا , فسبح بحمد ربك واستغفره , إنه كان توابا".
وفي فضل اليمنيين وسبقهم إلى الحسنى وردت فيهم وبشأنهم آيات قرآنية كثيرة وأحاديث شريفة تحسن ذكرهم والثناء عليهم وتنوه بما قاموا به في خدمة هذا الدين والعمل على نشر دعوته ومناصرة نبيه.
وحسبهم فخرا وصف الرسول الكريم لهم بقوله : الإيمان يمان والحكمة يمانية " , وقوله في الثناء عليهم أيضا بعد توافد وفودهم إليه مسلمين مؤمنين : أتاكم أهل اليمن وهم أرق قلوبا وألين أفئدة " , وإشارته الصريحة ضمن حديث شريف مروي عنه بالقول : نفس الرحمن من اليمن " وأشار بأصبعه إليها تأكيدا لما سيأتي لاحقا من ادوار خالدة وعظيمة لعبها ابناء اليمن في نصرة نبيه ونشر دينه لاحقا وسابقا.
ولم يفت النبي كذلك ضمن إشاداته الكثيرة باليمنيين بما مفاده وهو  يحذر قريش وبقية العرب إنكم إذا أصريتم على بغيكم وكفركم وعنادكم , سيأتي الله برجال يحبهم ويحبونه وهؤلاء الرجال كانوا هم أهل اليمن .
ولأن الدين الإسلامي هو الدين الحنيف القويم الذي ارتضاه أهل اليمن لأنفسهم.ودخلوا فيه طواعية وبدون إكراه وكانوا له السند والعضد ونعم.الناصر والعضد والعون في أحلك الظروف وفي الشدائد فقد وجدوا فيه ضالتهم .
وقد أعز الله الإسلام باليمنيين وأعزهم بدخولهم فيه وشرفهم بإختيارهم مناصرين لنبيه والمتكفلين بحمايته وشد أزره وإظهار الأمر الإلهي الذي جاء به.
 وبالنظر والتأمل في خصوصية العلاقات التي ربطت اليمنيين بالإسلام  فلا بدع ولا غرابة أن تجد اليمنيين مع ذلك يظلون هم والإسلام كصنوان ولا يترددون أبدا في تأكيد تمسكهم بمنهاجه وهديه ومبادئه السامية وإظهار محبتهم
 لرسول الله في كل الأحوال والمناسبات ومنها مولد هذا النبي الخاتم الذي يحتفلون كل عام تحل فيه ذكراه العطرة .
 واليمنيون كانوا ولا زالوا هم السباقون إلى ماتفضلوا به من مناصرة للنور والهدى الذي جاء به الرسول الكريم وعمت بركته وخيره العالمين جميعا.
 وكان أبتاء اليمن ولا يزالون.يمثلون استثناء وتميز بتفردهم بصدق وعدهم وعهدهم لنبيه ورسوله .
وهكذا هم أبناء اليمن أثبتوا بالفعل  أنهم هم ( الرجال الذين أحبهم الله ويحبونه ) , وأنهم أهلا لهذا الشرف والتكريم الرباني والنبوي لهم بوصفهم بمثل ذلك الوصف والثناء الحسن الذي لم ينله أحد من العالمين .
ومما صح عن رسولنا الكريم قوله : " إن الله أستقبل بي الشام وولى ظهري اليمن " , وقوله صلوات الله وسلامه عليه :" ماأمامك.رزقا وما خلفك مددا".
وقال أيضا فيما روي عنه من حديث :" يوشك أن يأتوكم.أعوانا , وأنصارا "  في إشارة صريحة منه إلى أهل اليمن .
وقال رسولنا الكريم في رواية أخرى :" يأتي الله بأهل اليمن أعوانا وأنصارا " , وقال أيضا :" وأمدني الله بحمير " ..
وكل هذه الأحاديث وغيرها تؤكد وتبين تنفيس الله باليمنيين عن الأمة الإسلامية وتهيأتهم لنصرة دينه ونبيه الكريم , واضطلاعهم بدور كبير وعظيم في نشر الإسلام وفتح البلدان مشرقا ومغربا وتثبيت أركان دولته , بل إن أهل اليمن يعتبرون العمود والركن الأساسي الذي قامت عليه دولة الإسلام وحضارته , وهي حقيقة جلية ودامغة لامراء فيها ولا جدال ولا يمكن التشكيك بها بأي حال من الأحوال !.
..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا