كتابات | آراء

خواطر سرية: كود النظافة

خواطر سرية: كود النظافة

وأنا استمع كغيري إلى محاضرة قائد الثورة سيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي بعد عصر الجمعة 9/4/2021م وصدور التوجيهات الواضحة في المحاضرة الخاصة والهامة بتنظيف المدن من الأوساخ والقمامة.

لفت انتباهي في المحاضرة كلمة في المدن أكثر من الأرياف، ولأني لا أكتب مقالاً إلا إذا طرأت لديَّ خاطرة أو خواطر- وطبعاً- لازم تكون سرية.
ولأن ما قاله السيد قائد المسيرة القرآنية لدى من لديهم الفهم السليم تُعد خواطر مهمة، وتبادرت إلى ذهني خواطر سرية من خلال السؤال: لماذا لا يكون القائد- حفظه الله- يتكلم بلغة الرموز في هذه المرحلة الجهادية من حياة شعبنا العظيم؟ وما المانع من أن يخاطب القائد الصف الأول في الدولة: عليكم أن تنظفوا كل ما تحت أيديكم من الفساد الإداري والمالي وحتى السياسي.. ويلزم كل مسؤول أن يبدأ بنفسه وأن يمسك مكتبه وينظفه بقوة ودون خوف على منصبه أو مكانته ولا يداري أو يداهن صغيراً أو كبيراً مهماً كان.
توالت الخواطر إلى ذهني إلى حد أنني تمنيت أن تفهم حكومة الإنقاذ وأجهزتها أنه آن وقت التطبيق، فقد أشار السيد القائد إلى أننا كان يفترض أن نعمل ذلك منذ سنتين.. وخلال ذلك بدرت إلى ذهني خاطرة أخرى مفادها أن تأخير تنظيف إدارات الدولة ومناصبها في جميع جوانبها المالية والإدارية وبشكل جماعي وعلني وبين جميع مستويات الدولة أمر في غاية الخطورة، فالقائد كان يذكرنا بأن الثورة قد لفظت أوساخاً من الخونة العملاء وبائعي الأوطان والمتاجرين بدماء الشعب من خلال ما قدمه الشهداء من بذل وعطاء وجهد توجت بانتصارات عظيمة، وهي التضحيات التي تقول لنا بالفصيح والواضح: لا تضيعوا ما بذلنا أرواحنا من أجله ويجب عليكم تنظيف جميع الأوساخ.. فالتاريخ لن يرحمكم.
توالت خواطري وكنت اشعر أنني أرسلها إلى جميع من حولي، كما كنت أشعر أن هناك من يستقبلها ممن لديهم مستوى من الفهم الإيماني المتبعين للحق والمنكرين للباطل، سيل الخواطر التي تواردت إلى ذهني تجاذبني وقلت في نفسي لماذا لا يكون القائد- حفظه الله- يريد ألا ندخل على رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار إلا وقد نظفنا أنفسنا من الحقد وأيدينا من الحرام واتجهنا جميعاً للوقوف ضد كل فاسد مهما كان مركزه، ومناصرة كل مظلوم مهما كانت قضيته.
وأنا أسبح بخيالي عالياً وأتخيل أولئك الوزراء والمسؤولين الذين يمتلكون بطانات تقودهم بتخبط في جميع الاتجاهات، وأتخيل ذلك المسؤول- اليوم التالي- وهو لا يعتمد على بطانته التي تجهز له كل شيء دون أن يستوضح منهم شيئاً، فإذا به يفاجئهم بشخصية جديدة، يشرف بدقة على كل شيئاً، ويمكن الصادقين فقط من مساعدته.. وكذلك تخيلت أولئك المسؤولين والوزراء وغيرهم الذين فهموا خطاب السيد القائد فهماً عميقاً فإذا بهم قد اقتربوا من الانكفاء في مراكزهم، وتحت إداراتهم ونبذوا ضعفاء النفوس والمطبلين وتخيلت إنشاء أجهزة متخصصة تعمل على الإفراج عن أي مسجون مظلوم مهما كان من يقف ضده، ويعمل على استمرار سجنه، فنجد ذلك المسؤول قوي الإيمان يجمع كل من تحت إدارته سواءً كان في القضاء أو النيابة ويقرر الإفراج عن كل مظلوم مستنداً إلى قوة إيمانه وصدقه مع الله.. ونجد في نفس الوقت مسؤولين قد تغيروا فلا يأبهون بكراسيهم أو يخافون عليها فيزدادوا قوة من قوة قيادتهم العظيمة، وكم تخيلت أولئك المسؤولين الذين قرروا اليوم التالي محاسبة المختلسين ومكافأة الملتزمين، وكم تخيلت تلك الأجهزة المتخصصة التي قررت محاسبة قيادات المرتزقة واستيعاب العدد الكبير ممن يحسبون أنفسهم محايدين والعمل على تثقيفهم وإشعارهم بأهمية المشاركة في النصر وبناء الوطن.
عندما حلقت مع خواطري وأنا أفك شفرات خطاب السيد القائد مررت بأولئك الذين لم يفهموا ويدركوا معنى أن يستنشق الشعب ويتذوق طعم الثورة ويجني ثمارها فإذا بهم قد تغيروا واتخذوا قرارات بتغيير كل سجان أو جلاد تم منحه صك وعقد صلاحية في ذلك المكان وكذلك رأيت عقال الحارات ممن بلغوا أحد الأجلين ولم يعد لديهم حتى القدرة على القبض على ختم العاقل، واتخذ المسؤول عنهم قراراً بتغييرهم ورفد المديريات بعقال لديهم القدرة والنشاط على خدمة المجتمع.
وقبل أن تنتهي كلمة قائد الثورة حلقت باتجاه مؤسسة "الشهداء" ورأيتهم يعملون ليلاً ونهاراً لتحسين ومتابعة ومعرفة حاجات أسر الشهداء وتلبيتها من خلال استثمارات خاصة توجه عائداتها لتحسين دخل المؤسسة، إضافة إلى متابعة أولئك الذين يسيئون إلى أسر الشهداء مهما كانت مناصبهم أو مراكزهم ومحاسبتهم.
وعلى الرغم من أنني قد سرحت كثيراً بخيالي الواسع إلى حد أنني لم أعد أحب أن أخرج منه، إلا أنني اتجهت بخيالي إلى أماكن مهمة جداً، وقبل أن استعرض مشاهد ومواقف جديدة في تلك الأماكن، قطع حبل تخيلاتي صراخ الحاضرين مع نهاية كلمة قائد الثورة بالصرخة في وجه المستكبرين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا