كتابات | آراء

العرب على مفترق الطرق..!!

العرب على مفترق الطرق..!!

المتأمل في المشهد السياسي العربي الراهن، وإفرازاته منذ ثورات الربيع العربي عام 2011م وحتى الآن، يجد أنه مليء بالدماء والقتل والنزوح..

بل دمار لكل مقدرات وطاقات وثروات الشعوب، والدول.. أوضاع مأساوية كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
أزمات خانقة.. وحروب دامية اصابت كافة شرائح الأمة العربية من نساء، وشيوخ، وأطفال.. أكثر من (200,000) الف ما بين قتيل وجريح ومعاق.. وحوالي خمسة ملايين ما بين لاجئ ونازح في دول الجوار أو خارجها.. مأساة غاية في الكارثية..
• من المسؤول عن هذه المأساة..؟!
- وأين دور العلماء وأصحاب العقول النيرة، وأهل الحكمة والبصيرة..؟!
بل أين دور رموز العالم العربي والإسلامي، بما يجب عليهم عربياً، وإسلامياً، وأخلاقياً، وإنسانياً تجاه تلك الفواجع والأزمات التي حلت بإخوانهم في تلك الدول..؟!
فما نشاهده اليوم من حروب دامية واضطرابات سياسية وفتن شعواء في معظم دول المنطقة لا يبشر بخير من أجل بناء مستقبل عربي زاهر ومجتمع عربي موحد متماسك قوي.. فما نراه على أرض الواقع عكس ذلك بل أن هناك دولاً عربية فتحت كل الابواب على مصراعيها للمشاريع التآمرية مع الكيان الاسرائيلي والسيناريوهات الاستعمارية الطامعة في ثروات تلك الدول من نفط وغاز طبيعي وغيرها..
متى يا ترى يدرك العرب وتلك الأنظمة الحاكمة أن مصيرهم واحد؟! وهدفهم واحد امنياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأن الفجوات الطبقية، أو الخلافات المذهبية ينبغي بل يجب أن تزول وتتلاشي لمصلحة الأمة العربية والإسلامية جمعاء حاضراً ومستقبلاً..
كلنا ندرك أن شعوب ودول المنطقة عاشت أوضاعاً سياسية واقتصادية واجتماعية غاية في الكارثية بسبب الأنظمة الفاسدة الموالية للقوى الخارجية مما أدى إلى تصاعد الأحداث، وتفاقم الأزمات، وتدويل القضايا العربية على أكثر من جهة اقليمية ودولية الأمر الذي أدى إلى تعقيد المشكلة.. وتأزيم الأزمة، وحولها إلى فواجع وكوارث إنسانية ما زالت آثارها شاخصةً حتى يومنا هذا..
أين الضمير الإنساني والأممي والدولي تجاه ما يحدث في اليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا..؟!
أما المشهد السياسي العربي المأساوي أطرافه ومحركوه لا يخفى على أحد.. ومرجعياتهم إقليمياً ودولياً باتت واضحة للجميع، ولا تخفى على أحد..
المؤسف المعيب أن تلك السيناريوهات المأساوية ما زالت مساراتها المؤدلجة تلوح في الأفق..
يا تُرى: هل من طريق إلى السلام والتصالح بعد حدوث ما حدث أم أن الأسوأ هو القادم..؟!
صفوة القول: إذا تمعنا في نشوء تلك الأزمات والفتن والصراعات نرى أن منشأها طائفي او مذهبي أو جهوي أو عرقي..
تتعدد قياداتها وتتباين مصالحها بل تتقاتل فيما بينها على النفوذ والسيادة والسلطة والثروة ومن تلك الجماعات: القاعدة وداعش وجبهة النصرة السلفية واسماء ما أنزل الله بها من سلطان ومعظمها مرتبطة إقليمياً ودولياً..
ما يبدو جلياً أن هناك أيادي إقليمية ودولية وماسونية عالمية تحرك تلك الجماعات المتطرفة لتشويه صورة الإسلام عالمياً..
ومن هنا يصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه للتدخل الاقليمي والدولي وفرض سياسة الأمر الواقع والتدخل في الشأن السيادي لتلك الدول، كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن..
فلا خيار ولا سلام إلا بالحوار السياسي المتزن الموضوعي الذي يتوقف على رغبة وإرادة وصدق نوايا كل الأطراف المشاركة أو المتورطة في الأزمة دون ذلك تظل الدماء النازفة هي عنوان المرحلة القادمة..!!
كلمات مضيئة:
المؤسف المشين أن معظم المكونات السياسية والحزبية والفكرية لم تستطع حتى الآن توحيد رؤيتها أو توجهها في تنظيم جبهوي واحد..
وهذا مما أعاق طريق السلام والحل الموضوعي في كثير من دول المنطقة..
أما المسار الدموي هو طريق الندامة، والدمار والخراب.. ومن المؤكد أنه سيطول لسنوات عديدة وفي ظل التوازنات والصراعات المتفاقمة فإن محصلته الحتمية ستحول تلك الدول إلى دويلات فاشلة وشعوب متنافرة بل أرض خصبة للجماعات الإرهابية المتطرفة..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا