كتابات | آراء

خواطر سرية: وابيضت وجوه المجاهدين

خواطر سرية: وابيضت وجوه المجاهدين

قد يتبادر إلى ذهن القارئ من خلال العنوان ان الخواطر السرية يقصد بها أن هناك وجوهاً سوف تكون بيضاء بعد دخول المجاهدين من الجيش واللجان مأرب، وأن هناك وجوهاً سوداء ستسود نتيجة ذلك..

لاشك أن الأطراف التي تشير إليها الخاطرة قد تعني هذا المعنى كون هناك الكثير من المشايخ والقيادات في مأرب أصبحت وجوهها ملتزمة أمام الله ورسوله بأن يكونوا سنداً قوياً وصادقاً للجيش واللجان بعد أن وصلوا إلى أطراف المدينة.. وان البعض منهم سيحاول بهذا الشكل أو غيره أن يبرمج موقفه بناءً على فطرته الإنسانية المجبولة على حب الحق وعدم الخنوع للباطل..والبعض الآخر سيعتبر ذلك فرصة ثمينة لينجو بما امتلكه وأدخره من أموال دفعها له التحالف.. والبعض الآخر سيجدها فرصة ليتجه الى الله ويتحرك في سبيله، وهكذا..
وفي المقابل هناك وجوه سوف تنكث بعهدها وميثاقها مع الله ورسوله وسيتمكن الشيطان بلا شك من السيطرة على عقولهم، وستكون وجوههم مسودة، لأن الله لم يرد لهم العزة والنجاة من غضبه، لأنه يعرف كنه قلوبهم "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه".. أي أن هذا البعض حتى لو دخل جهنم ورآها رأي العين ومكث فيها دهراً، ثم عاد إلى الدنيا لعاد للعصيان، وهذا نوع معين من البشر، أجارنا الله وإياكم من سخطه..
والمهم في هذه الخاطرة أن مدلولها السياسي سيرينا عجباً في محطات مارب ومواقفها وسماتها.. لماذا؟.
لأن بيان الله المكمل للآية قال تعالى: "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون".
ومن خلال التمعن في معنى الآية سنجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر أن الكفر جاء بعد الإيمان.. طبعاً الكفر النسبي، وليس الكفر الشركي أي من يؤمنون بما يشاؤون من منهج الله ويكفرون بما لا يناسبهم.. لماذا؟ لأن بداية الآية السابقة تنص على "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".
وهذا يعني ان من يفرق الأمة ويذهب مع أعدائها يخالف المنهج، اكفرتم بعد إيمانكم  فذوقوا العذاب في الدنيا من الخزي والمذلة.. لأن بيان الله ما قبل ذلك يقول: "ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".. "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم"..
واوضح بيان الله عدم انصياع المرتزقة للحق والذهاب الى تفريق الأمة وحصارها وتجويعها، وهو أمر في غاية الخطورة، والأخطر من ذلك ان عدد من قياديي الاخوان المسلمين هم من قرأوا وعرفوا ودرسوا بيان الله وتهجدوا وتصدقوا واعتمروا واتعبوا ملائكة الكتاب بأعمالهم التي ظنوا أنها منجاة لهم، وعندما وضعهم الله امام اختبار بسيط جداً لم يتمكنوا من الضغط على أنفسهم الأمارة بالسوء لحبهم للدنيا وكبرهم على الله ورسوله..
والشيطان جعلهم يعتقدون ان الجزء اليسير مما يلتزمون به من التدين هو الدين والطاعة غير مدركين أن تفريق الأمة وعدم النهي عن المنكر الحقيقي، المتمثل في حصار شعب بأكمله وموالاة أعداء الأمة والخنوع لهم، وتسهيلهم للأعداء النهب والعبث بمقدرات الأمة جرم يستوجب عذاب عظيم في الدنيا قبل الآخرة.. فالله غني عن عباداتكم وطاعاتكم التي تحبونها أنتم.. وتركتم ما يحبه الله ورسوله، فأستحقيتم بذلك عدم السعادة في الدنيا وخضتم مع الخائضين..
فهل من مدكر؟!..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا