المحافظات المحتلة.. تطورات وتداعيات الأحداث: أهالي سقطرى يطالبون برحيل قوات الاحتلال السعودي

تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان في المحافظات المحتلة حالة من الانفلات الأمني الكبير، تصاعدت فيه جرائم القتل والتصفيات والتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء بينهم أطفال ونساء ورواد العمل الإنساني والاغاثي

ضمن حرب التصفيات فيما بين الفصائل المسلحة الموالية للعدوان وتنامي الصراع المحتدم بين اطراف مرتزقة العدوان قاد مؤخراً الى تصعيد متبادل يقود الى تحويل المحافظات المحتلة الى ساحات صراع جديدة فيما يخدم اجندة القوى الاستعمارية بعد عدن وسقطرى وشبوة وتقاسمت السعودية والامارات السيطرة على حضرموت لكن الاخيرة فشلت من خلال مرتزقتها المجلس الانتقالي الذي حشد أنصاره الذين لا يتجاوزون المئات في تأكيد لعدم وجود حاضنة له في حضرموت ليتجه صوب جارتها الغيظة في محافظة المهرة في محاولة لتعويض الفشل الذي حققه في المكلا..
تأتي هذه الفوضى الأمنية التي تشهدها المحافظات الجنوبية المحتلّة؛ جراء غياب أبسط المعايير المطلوبة لتواجد سلطات الدولة، وفي ظل حضور واسع للمليشيات المتناحرة متعددة الولاءات، بالإضافة إلى عناصر تنظيمَي القاعدة وداعش، إحدى أدوات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن.
ويعكس الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظات الجنوبية المحتلّة واقع الصراع المحتدم بين الأدوات الموالية لقوى الغزو والاحتلال، والذي أصبح كابوساً مزعجاً بالنسبة للمواطنين في تلك المناطق، وأدى إلى انتشار حالة الرعب والخوف في أوساطهم، حَيثُ يرجع مراقبون أسبابَ ومخاطرَ ذلك إلى وجود خلافات سياسية وعسكرية داخل الكيانات والفصائل التابعة لدول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ومع توتر المشهد الأمني بات أبناء المحافظات الجنوبية يعيشون وضعاً صعباً وتسبب ذلك في نزوح الآلاف منهم، خُصُوصاً مع تردي الوضع المعيشي، وانعدام الخدمات في هذه المحافظات؛ ما ولَّدَ حالةً من عدم الرضا من خلال الخروج في احتجاجات شعبيّة، كما تسبب مشهد الانفلات أَيْـضاً بمغادرة بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية.
الأوساط السياسية تتهم الاحتلال السعوديّ الإماراتي بالضلوع خلف هذه الممارسات؛ وذلك؛ مِن أجلِ خلق حالة من الفوضى الأمنية وَاللااستقرار؛ الأمر الذي يساعدُه على بسطِ المزيد من نفوذه وأطماعه في هذه المحافظات، وَأَيْـضاً خدمة لأجندات الدول الكبرى، وبالتالي الانفلات والفوضى الأمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية هي الصورة الأبرز التي جلبها تحالف العدوان منذ سيطرته على هذه المحافظات؛ وهي أَيْـضاً بعض من أهداف يسعى من خلالها إلى تعزيز وجوده في هذه المحافظات خدمة لمشروعه.. فإلى حصيلة أهم الأحداث:-

متابعة ورصد : حسان السعيدي
تعز:
< شهدت مدينة تعز مظاهرة شعبية للمطالبة بتوفير الخدمات واقالة المحافظ الموالي للعدوان نبيل شمسان، وقالت مصادر محلية في الأجزاء الواقعة تحت سيطرة العدوان، من مدينة تعز، أن المتظاهرين رفعوا لافتات طالبت بتوفير خدمة الكهرباء وإنقاذ المواطنين من استغلال المحطات التجارية، وأضافت المصادر أن آلاف المتظاهرين، رددوا هتافات طالبت بإقالة المحافظ الموالي للعدوان نبيل شمسان، مضيفين في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المحافظ يتقاضى رواتبه ومكافآته بآلاف الدولارات، بينما يعاني المواطنون من ظروف معيشية صعبة بلغت حد المجاعة على حد تعبير الناشطين، ودعا الناشطون إلى الحد من عمليات الفساد ونهب المال العام من قبل قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي في تعز، مشيرين إلى أن التحركات الشعبية ستتواصل في تعز حتى يتم الاستجابة لمطالب المواطنين.

عدن
< تعرض مسؤول محلي لإطلاق نار من قبل مسلحين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات بمدينة عدن الخاضعة لسيطرة فصائل التحالف، وأفادت مصادر محلية مطلعة أن حراسة هيئة النقل البري التابعة للعدوان في عدن اطلقت النار على مدير إدارة الاستثمار بالهيئة صابر صُبيرة في محاولة منها منعه من دخول المبنى، وأكدت أن نيران الحراسة اعطبت إطارات سيارة صُبيرة دون معرفة سبب إطلاق النار عليه، مرجحة أن قرار منعه من دخول المبنى جاء بتوجيه من رئيس الهيئة الموالي للانتقالي.
< أصدر محافظ عدن احمد لملس قراراً بتعين أحد الشخصيات المتهمة بنهب المال العام والفساد مديرا لفرع شركة النفط في عدن، وقالت المصادر ان قرار تعيين يسلم بن شملان مديراً لشركة النفط في عدن يأتي في سياق علاقات شخصية مع يسلم بن شملان، وأوضحت المصادر أن يسلم بن شملان متهم باختلاس مبلغ 900 مليون ريال خلال توليه منصب القائم بأعمال مدير شركة النفط في شبوة، واخفاء الوثائق والمستندات الرسمية المتعلقة بالعمليات المالية لكهرباء شبوة، إضافة إلى اتهامات تتعلق بنهب أموال صندوق التكافل الخاص بعمال وموظفي شركة النفط في شبوة خلال الفترة من العام 2011ـ 2017م.
< أفادت مصادر سياسية مطلعة عن قيام عدد من القيادات العسكرية بمغادرة مدينة عدن بصورة مفاجئة، وأكد المتحدث الرسمي لـما يسمى ”الحراك الثوري الجنوبي” محمد النعماني في منشور له على منصة “إكس” أن عدد من القيادات العسكرية المناهضة للتواجد الإماراتي السعودي في عدن عادت إلى مناطقها الريفية عقب تسريب معلومات تفيد بوضعهم في قائمة الاغتيالات التي تنفذها المخابرات الإماراتية والسعودية بالمدينة، وأضاف النعماني أن فرق الموت المدربة من قبل خبراء أمريكيين لتنفيذ الاغتيالات، صعدت من وتيرة نشاطها مما يضع حياة عدد من العسكريين المعارضين للتواجد الإماراتي السعودي في حالة خطر.
< أصدر مجلس القضاء التابع لحكومة العدوان في عدن توجيهات بالتحقيق مع محافظ ” البنك المركزي” في عدن ومنعه من السفر، وقالت مذكرة متداولة موجهة من مجلس القضاء إلى النائب العام في عدن بالتحقيق مع محافظ البنك، أحمد بن أحمد المعبقي، بتهمة عرقلة التعزيز المالي للسلطة القضائية.
< وجه المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات اتهامات خطيرة للحكومة الموالية للعدوان، واعتبرت الهيئة الاقتصادية التابعة للمجلس الانتقالي في اجتماع لها أن أداء البنك المركزي في عدن تسبب في انهيار العملة الذي تعاني منه البلاد من خلال عدم تفعيل نظام البنك المركزي لمهامه واختصاصاته من خلال تفعيل لجنة المدفوعات ومراقبة المزادات للنقد الاجنبي لضمان عودة المبالغ من خلال السلع الأساسية، وايفاء التجار بكافة التزاماتهم حسب ما ورد في موقع المجلس الانتقالي.. كما اتهمت الهيئة “الحكومة بانتهاج سياسات منهكة لمصافي عدن وتعطيل نشاطها في مجال استيراد ومراقبة المشتقات النفطية، وبالتالي حرم الدولة من عوائد مالية، وكذلك ايقاف نشاطها كمنطقة حرة في مجال التخزين.

لحج
< اندلعت مواجهات مسلحة بين الفصائل الممولة من الإمارات والسعودية في محافظة لحج، وأفادت مصادر مطلعة أن المواجهات اندلعت بين عناصر من فصائل “العمالقة” التابعة للإمارات، وبين مسلحي فصائل “درع الوطن” التابعة للسعودية في مديرية طور الباحة القريبة من سواحل باب المندب، ورجحت المصادر أن المواجهات اندلعت بسبب سيطرة “درع الوطن” على مناطق واسعة واستحداث نقاط عسكرية جديدة بالمنطقة لم تكن ضمن نطاق مهامها، بحسب المصادر، يشار إلى أن الفصائل الإماراتية تسيطر على معظم المناطق الساحلية المحاذية لمضيق باب المندب في المضاربة ورأس العارة التي تخضع لما يسمى القوات المشتركة بقيادة المرتزق طارق عفاش.

شبوة
< اندلعت اشتباكات قبلية مسلحة أدت إلى مقتل وإصابة 7 أشخاص بعضهم في حالة حرجة، وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة شرق اليمن، ان مواجهات بالأسلحة الخفيفة والرشاشات المتوسطة، وقعت بين قبيلة “بالحارث” من جهة وقبيلة “ضيف الله” من جهة أخرى في منطقة الصفراء بمديرية عسيلان شمال مدينة عتق مركز المحافظة، وأوضحت المصادر أن فصائل “العمالقة” التابعة للإمارات، كانت قد تمكنت من تهدئة الاشتباك بين القبائل، قبل أن تنسحب بموجب أوامر من قيادة “العمالقة”، وأشارت المصادر إلى أن فصائل العمالقة قامت بتزويد قبيلة “بالحارث” بالذخيرة قبل انسحابها من مواقع الاشتباك. مما أدى إلى عودة الاشتباكات بشكل أكثر عنفا وأدى إلى مقتل شخص واحد وجرح 6 آخرين بعضهم إصابتهم بليغة، وأضافت المصادر أن أسباب الاشتباك بين القبيلتين ناجمة عن ادعاءات شخصية بإقراض المال وخلافات على تبعية الأراضي بين الطرفين.
< أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة أن فصائل العمالقة التابعة للإمارات أثارت حالة من السخط بين المواطنين، وقالت المصادر ان قبيلة الهليباء نصبت مخيم احتجاج في الضواحي الشرقية لمدينة عتق، بسبب التصرفات المستفزة التي تمارسها فصائل العمالقة ضد القبيلة، وأوضحت المصادر أن الفصائل الموالية للإمارات حولت مضارب القبيلة إلى مكب نفايات ومنطقة للتخلص من الفضلات القذرة، إلى جانب منع الأهالي من فلاحة أرضهم ورعي أغنامهم في المنطقة، وأضافت المصادر أن فصائل العمالقة تمارس كل أنواع الترهيب على الأهالي بحجة أن المنطقة تحولت إلى مقر عسكري.

حضرموت
< أعلنت الحكومة التابعة للعدوان عن جرعة جديدة في أسعار المشتقات النفطية بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، وأقرت شركة النفط التابعة للحكومة بالمحافظة سعر الجالون البنزين سعة 20 لترا بمبلغ 26 ألفا و800 ريال بقيمة 1340 ريالا للتر الواحد بعد استقطاع ما أسمتها العمولة والأجور المتعارف عليها، وأرجعت الشركة الزيادة في سعر البنزين إلى ارتفاع تكاليف الشراء من المصدر بالإضافة إلى انخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
< أعلنت قبائل حضرموت الموالية للإمارات عن توجهها لإسقاط الجرع المتلاحقة من قبل “حكومة العدوان” في أسعار المشتقات النفطية خلال الفترة الماضية، وأكدت “الهبة الحضرمية- مخيم العيون” الممولة من الإمارات في بيان لها التصعيد الجماهيري بمختلف اشكاله حتى يتم إعادة قيمة جالون الديزل سعة 20 لترا بمبلغ 4200ريال، حسب الاتفاق المسبق بين قيادة الهبة والسلطات المحلية التابعة للعدوان بالمحافظة، ودعا البيان كافة القوى وأبناء حضرموت إلى حشد الإمكانيات لإسقاط جرعة الزيادات السعرية في قيمة الديزل، مع استمرار تردي الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار للمواد الاستهلاكية، وأشار البيان إلى أن حضرموت تشهد العديد من الأزمات المأساوية وأوصلت أبناءها إلى حالة من الجوع والفقر، مطالبا بمقارعة أعداء حضرموت.

المهرة
< أقدمت القوات السعودية على تنفيذ عملية عسكرية استباقية للحد من تحركات الفصائل التابعة للإمارات باتجاه محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان شرقي اليمن، وقال مصدر محلي إن السعودية دفعت بمجاميع مسلحة من فصائل درع الوطن باتجاه المهر”، وأكد أن التحركات العسكرية السعودية في المهرة للحد من تحركات الفصائل الإماراتية التي دفعت بها خلال الأسابيع الماضية إلى حضرموت، وأضاف المصدر أن مجاميع وآليات مسلحة من فصائل “درع الوطن” السعودية وصلت إلى منطقة رأس حويرة في طريقها باتجاه المكلا دون التوضيح عن نطاق انتشارها.

سقطرى
< أعلن أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية بمحافظة أرخبيل سقطرى الخاضعة للسيطرة الإماراتية عن بدء إضراب جزئي احتجاجا على معاناتهم المعيشية، وأكدوا في بيان صادر عنهم رقم “2” أن التصعيد يأتي احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتدهورة وتجاهل مطالبهم الحقوقية، مشيرا إلى أن الأيام التي تليها سيبدأ الاضراب الكلي في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وتحسين أوضاعهم من قبل الحكومة التابعة للعدوان.
< أفادت مصادر محلية في جزيرة سقطرى عن تصاعد حالة التوتر بين القوات السعودية من جهة والقوات التابعة للإمارات من جهة أخرى، وقالت المصادر ان قوات “الواجب 808” وجهت انذاراً للمعتصمين من أهالي سقطرى الذين يرابطون أمام مقر قيادة القوات السعودية، وأوضحت المصادر أن قيادة القوات السعودية طالبت المعتصمين الذين نصبوا الخيام أمام بوابة معسكر القوات السعودية لليوم الثالث على التوالي برفع مخيمات الاعتصام، ونقلت المصادر عن مشاركين في الاعتصام القول إن قائد القوات السعودية، وجه اتهامات صريحة للقوات الإماراتية بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في سقطرى، وكان عدد من أبناء سقطرى قد نصبوا مخيم اعتصام أمام مقر القوات السعودية في حديبو للمطالبة برحيل القوات السعودية عن جزيرة سقطرى.