محليات

فاق الخارجي باهظ التكاليف: سليم يبتكر كرسي هو الأمثل للمعاقين

فاق الخارجي باهظ التكاليف: سليم يبتكر كرسي هو الأمثل للمعاقين

الحسين اليزيدي
وجيد المقطري28 عاما أحد المعاقين الذين حال الكرسي المتحرك ذو العجلات الأمامية الصغيرة دون تحقيق أهدافه بمواصلة تعليمه الجامعي، يسرد قصة معاناته تلك:

في كل الأماكن المحيطة بنا نجد معاناتنا بلون وشكل آخر لا يوجد ممرات مخصصة في الجامعة ولا في المؤسسات الحكومية وحتى الشارع العام نواجه خطراً أثناء السير بالكرسي المتحرك في المواصلات من باصات وغيرها أجد صعوبة التعامل مع الأمر، كون الكرسي المتحرك الذي أستخدمه تنقصه الكثير للتوافق مع الممرات التي يسلكها المعاق.
ويردف عن كيف انتهى به الأمر بعيدا عن هدف الجامعة بعد أن كانت من أهم أهدافه: "أكملت دراستي الثانوية في منطقة ريفية وكانت نظرتي للوقت أو الزمن الذي تنتهي فيه معاناتي عندما انتقل للمدينة للدراسة الجامعية.. لم يحدث الذي كنت أريد وانتهى بي الحال بسبب المعاناة التي ذكرتها سابقا خارج أسوار الجامعة".
وضاح العلماني خبير في الكراسي المتحركة وأحد المعاقين حركيا يسرد المعاناة الإضافية التي تسببها الكراسي المستوردة ويختلف تصميمها عن الممرات في اليمن، بقوله: "رغم حاجتنا كمعاقين للكراسي المتحركة إلا أنها لا تفي بالغرض، وأحيانا تزيد المعاناة سوءاً إذا تم استخدامها في الطرق الترابية بسبب صغر أحجام إطاراتها الأمامية.. وفي الأماكن المنحدرة الرطبة قد يتعرض مستخدم الكرسي للانقلاب بسبب الحمولة الزائدة في الخلف وعدم وجود حافظات للكراسي مع الإطارات الخلفية، ولا يستطيع الحركة إلا بالمعاونة لموازنة الكرسي".
ويضيف: "يعاني المعاقون من إشكالية تغيير البطاريات الكهربائية للكراسي المستوردة.. تحتاج إلى تغييرها كل عام نظراً لعدم ضمانتها إلا لعام واحد فقط بسعر مائتين ألف ريال يمني! يتمنى وضاح ومعه جيش من المعاقين في البلاد حل هذه المعضلة، وتبني الدولة مشروعاً إبداعياً يضمن زيادة الوات الكهربائية في البطارية".
ومع ذكر الكهرباء لفت وضاح العلماني إلى عدم وجود كهرباء في معظم البلاد ما يجعل الكراسي الكهربائية غير ملائمة للظروف الحياتية والطبيعية للبلاد.
استطاع محمد سليم 28عاما أن يقتحم المعاناة ويتجاوزها بابتكار جهاز متحرك للمعاقين.. الابتكار جسّد واحدا من الإبداعات في معركة تحويل التحديات إلى فرص يقول: "كنت أتحرك بقدمي قبل الإعاقة، ولم أكن استشعر ماذا يعني أن تكون معاقا؟ وعندما انقلبت حياتي رأسا على عقب في حادث مروري انتهى بي مُقعدا لا أتحرك، ساءت أحوالي ولم أستطع إكمال دراستي الجامعية.. آمنت بقدري كمعاق وسلمت بهذا الأمر، وأبيت أن أستسلم.. ثم بدأت أفكر بابتكار يتوافق مع طبيعة تحركات المعاقين الذين أنا واحد منهم".
قال سليم: يتميز هذا الابتكار بالتحرك في طريق ترابية بإطاراته المرتفعة عن الأرض يعمل بالكهرباء، عن البداية، مضيفا: "قمت بدراسة متكاملة للقطع المطلوبة والمتوفرة التي استطعت توفيرها من ورشّ اللحام حتى استطعت بفضل الله أن أصل إلى ابتكار محلي بنسبة 70%.
ويواصل: هذا الابتكار يقطع 35 كيلو في الساعة بنسبة عطل 10% مع توفر قطع الغيار، وطريقة صيانتها متاحة في الورش الكهربائية غير المتخصصة نظرا لتركيبها الفني السهل.
ويردف: "لم نتلق أي دعم أو تبني لهذا المشروع من أحد، ورغم الإعاقة كنت أنتقل بمساعدة زميل من ورشة إلى أخرى للبحث عن قطعة".. ويواصل بصوت ملؤه عزيمة وإصرار: "رغم عمق المعاناة وقساوة الظروف إلا أنني مستعدا لمضاعفة الجهود في زيادة الإنتاج في حالة وجدنا تبنياً لهذا المشروع الذي يخدم فئة المعوقين".
معاقون جربوا الابتكار ووصفوه بالأول في "الخدمة والجودة.. فالابتكار يمكنه- خلافا للكراسي المستوردة- السير في الطرق المعبدة والوعرة وعلى الرمال بسبب كبر الإطارات 20هنش نوع جبلي، ويمتاز بعملية الشحن السريع بفتحتي شاحن في نفس الوقت، وتمتاز بطاريتها بدورة 1600 تفريغ بطيء 70كيلو مع كل شحن مرة واحدة ومراعاة تصميمها لقطع المسافات البعيدة، وبعمر كلي 112ألف كيلو متر".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا