محليات

المهندس العواضي لـ" 26 سبتمبر ":انجزت المرحلة الأولى من مشروعي في إعادة تصنيع السيارات

المهندس العواضي لـ" 26 سبتمبر ":انجزت المرحلة الأولى من مشروعي في إعادة تصنيع السيارات

في ميدان السبعين لفت انتباهي تجمع العديد من المواطنين حول شاب يقود سيارة مواصفاتها مختلفة تماماً عن بقية السيارات،

ورأيت البعض يخذ صوراً بجانب تلك السيارة ومع سائقها.. اقتربت لأرى سيارة هذا الشاب، وبعد أن عرفني بنفسه بأنه المهندس اشرف غالب العواضي.. سألته من أين جاء بهذه السيارة؟

التقاه : عبدالحميد الحجازي
فأجاب: بأنه من اخترعها.. اجابته هذه جعلتني أوجه له العديد من التساؤلات، عن فكرة هذه السيارة وكيف تمكن من تطبيقها، ومن أين جاء بقطع الغيار المستخدمة في تصنيع هذه السيارة؟
ومن الذي دعمه واعانه على تحويل الفكرة إلى الواقع، وهل السيارة الآن بصورتها النهائية ام أنها بحاجة إلى استكمال وتطوير؟.. وغيرها من التساؤلات العفوية.
الشاب المهندس اشرف غالب العواضي، أحد الشباب اليمنيين الذين يحاولون تطوير الكثير من الأشياء، باستخدام الممكن والمتاح من المواد.. نعم انه طموح شباب اليمن الذي كلما اشتدت ظروف العدوان والحصارعليه ظهرت لنا مفاجآت ومشاريع ابتكار تحاكي التقدم العلمي والتكنولوجيا العالمية، فقد رأينا ذلك التطور الكبير في الصناعات العسكرية والطيران المسير بأنواعه، وكذلك ماشهدته القوة الصاروخية من تطوير في أنواع الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدي التي تمكنت من الوصول إلى أهداف عسكرية واستراتيجية في عقر دار دول العدوان.
وهنا يتحدث الشاب اشرف عن فكرة تجميع السيارة، فيقول: اعمل في ورشة بسيطة يديرها والدي منذ سنوات، لإعادة تشكيل الحديد وعمل اللحام للسيارات والدراجات النارية وما شابه ذلك، طبعاً إلى جانب دراستي الجامعية.. شد انتباهي وجود عدد من السيارات التي خرجت عن الخدمة ( معطلة أو خردة) مركونة في الشوارع وأمام البيوت والاحواش الخاصة والعامة، وهذه السيارات اغلبها لم يعد صالحاً للاستخدام والانتفاع، فبدأت حينها أفكر كيف يمكن الاستفادة من السيارات الخردة في تحويلها أو إعادة تصنيعها بأشكال عصرية مواكبة، واستبدال أنظمة تشغيلها بأنظمة حديثة واقتصادية في استهلاك الوقود، وكذلك قوية في ادائها سواءً في المدن أو الأرياف.. وكانت البداية من ورشة والدي، فبدأت العمل على إحدى السيارات المعطلة والتي تمكنت بفضل الله أولاً ثم بدعم وتشجيع من والدي حفظه الله، واستاذي الدكتور عمرو النجار رئيس جامعة سبأ، من إخراج هذه السيارة التي ترونها والمختلفة تماماً عما كانت عليه من حيث الشكل والقوة.

مشروع كبير
وأضاف المهندس العواضي: انا اتابع باستمرار ومن خلال الإنترنت ما توصل إليه الآخرون من الاختراعات والابتكارات، وأرى بأنه بمقدور الكثير من اليمنيين عمل اختراعات مشابه، فلدينا العقول والأفكار والرغبة في العمل، ما ينقصنا فقط الإمكانات المادية (الدعم المالي) بحكم وضعنا الاقتصادي والحصار المفروض على بلادنا.. لكن وبعد ما رأينا من تشجيع للمبتكرين والمخترعين من قبل المجلس السياسي الأعلى والحكومة، قررت أن ابدأ مشروعي بالإمكانات البسيطة، وانجزت بحمد الله وتوفيقه المرحلة الأولى من مشروعي، وهذه السيارة نموذج فقط لمشروع كبير وطموح.

ورشة مركزية
وأشار إلى أن مشروع السيارة ليس أول اختراع له، فقد شارك في العديد من المسابقات منذ أن كان طالباَ في المدرسة، وشارك كذلك في مهرجانات للمخترعين تبنته وزارة الصناعة.. موضحاً ان لديه تصور مهم في عمل ورشة مركزية ستكون بداية الانطلاقة نحو صناعة السيارات في اليمن، وحالياً في ظل الظروف الراهنة يمكن البدء بالمشروع من خلال الاستفادة من السيارات المتوقفة منذ عشرات السنين في احواش المرور والنيابات والمحاكم وبعض الوزارات.. وقال: اقصد تلك السيارات التي تركها ملاكها واصبحت خردة معطلة، بحيث تتم عملية تسليم السيارات للورشة التي أنا بصدد انشائها بطريقة رسمية بعد الإعلان لملاك السيارات عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهنا ستكون عائدات بيع السيارات الجديدة مناصفة مع الجهة أو الشخصية الاعتبارية.

التأسيس لنهضة
وبين اشرف أن عملية إعادة تصنيع السيارات تتطلب جهداً كبيراً، حيث يتم إعادة تشكيلها من جديد وتحويل كل شيء فيها بما في ذلك المحرك والدفع واستهلاك الوقود، وأبواب وفتحات السيارة، والتشغيل والاطفاء عن بعد وتلافي الكثير من العيوب المصنعية السابقة..
لافتاً إلى أن دعم مثل هذه المشاريع من قبل الدولة او القطاع الخاص، سيفتح المجال أمام الشباب للانطلاق والإبداع وابتكار الحلول للعديد من المشكلات، كما سيشغل أعداداً كبيرة من الأيدي العاملة، ناهيكم عن التأسيس لنهضة بل ثورة صناعية يمنية، وماهي إلا سنوات وتتحقق أمنية كل يمني (صنع في اليمن).

لدي الكثير
واختتم المهندس الشاب اشرف العواضي حديثه بالقول: يوجد لدي الكثير من الأفكار الإبداعية وما مشروع إعادة تصنيع السيارات إلا واحداَ منها.. مشيراً إلى أهمية تبني الدولة اولاَ ثم القطاع الخاص لمواهب وابداعات الشباب وصقلها بالدورات الفنية التخصصية، وتحويل المشاريع الإبداعية إلى فرص اقتصادية يستفيد منها المخترع المجتمع والاقتصاد الوطني.. كما وجه الشكر لكل من وقف معه في مسيرته العملية والعلمية، ومنهم الدكتور عمرو النجار رئيس جامعة سبأ، وكل من وقف معه ودعمه مادياً ومعنوياً.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا