محليات

مدير المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية بمأرب  لـ" 26 سبتمبر ": أكثر من 35 ألف أسرة نازحة لم تحصل على المساعدات الغذائية

مدير المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية بمأرب لـ" 26 سبتمبر ": أكثر من 35 ألف أسرة نازحة لم تحصل على المساعدات الغذائية

قال مدير فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في محافظة مأرب، الأستاذ صالح عبدالله الشريف إن:"أكثر من 35 ألف أسرة نازحة في مديريات مأرب لم تحصل على المساعدات الغذائية من قبل برنامج الأغذية العالمي"،

مرجعا ذلك إلى عدم ايفاء برنامج الأغذية العالمي بالتزاماته بتوفير الغذاء لأبناء مأرب رغم المطالبات المتكررة.
وأكد الشريف أن إعلان خفض المساعدات الغذائية من قبل الغذاء العالمي ستكون له تبعات كارثية، معتبرا إياها سياسة عدائية تتماهى مع اهداف وسياسة تحالف العدوان على اليمن.
وأشار إلى أن دول العدوان تتخذ من الغذاء وتجويع الشعب اليمني ورقة ضغط لتحقيق انتصارات سياسية، داعيا أبناء الشعب اليمني التوسع في الزراعة وصولا للأمن الغذائي.

حوار : محمد العلوي
< ما الوضع الإنساني في مديريات محافظة مأرب؟
<< مديريات مأرب المحررة عانت الكثير من تحالف العدوان وتعرضت لأضرار بالغة في البنية التحتية وممتلكات المواطنين خلال الفترة الماضية دون أن تحظى بأي اهتمام من المنظمات الدولية في تنفيذ مختلف المشاريع المخطط تنفيذها للنازحين والمجتمعات المتضررة من الحرب.
أفرزت الحرب والحصار معاناة كبيرة على أبناء 12 مديرية في مأرب ونقص كبير وحاد في الغذاء والمأوى دون اعتماد أو اضافة حالات جديدة من برنامج الغذاء منذ السنوات الماضية لتدخل آلاف الأسر النازحة والعائدة منها إلى مناطقها مرحلة خطيرة من نقص الغذاء دون التخفيف من المآسي الإنسانية التي طالت النازحين من أبناء مأرب الذين تقطعت بهم سبل العيش وانعدمت خدمات الحياة الأساسية.
 للأسف الشديد عانى أبناء محافظة مأرب طيلة العقود الماضية من انعدام المشاريع الاستراتيجية بسبب التهميش والسياسة الممنهجة للأنظمة السابقة حتى جاء العدوان على بلادنا ليضاعف مأساتهم بتدمير كل مقومات الحياة البسيطة لهم بما فيها قصف منازلهم وتدمير ممتلكاتهم والعمل على تشريدهم من مناطقهم ليستفرد بثروات اليمن الطبيعية واستغلالها دون أن تعود عليهم وأبناء الشعب اليمني بالمشاريع الخدمية والتنموية.
أصبحت مأرب وابناؤها مجرد هامش خلال الحكومات السابقة التي التحق معظم قيادتها بصفوف تحالف العدوان ليمارسوا التهميش نفسه بحق أبناء مأرب التاريخ والحضارة والتاريخ جاعلين منها بؤرة لانتشار العناصر الإرهابية وتكريس ثقافة الثأر والاقتتال إلى يومنا هذا حتى لا يكون لهم أي اسهامات تنموية في مناطقهم.
اما عن الوضع الإنساني في مديريات محافظة مأرب لا يحسد عليه، نسبة كبيرة من الأسر النازحة لم تشملها المساعدات الإنسانية المختلفة من الغذاء والصحة ومياه الشرب والتعليم لأسباب ممنهجة يقف خلفها المنظمات الدولية ومنها الغذاء العالمي الذي للأسف الشديد أصبحت المعايير والآليات الإنسانية تخدم أطرافا عدائية تهدف إلى مفاقمة الأوضاع الإنسانية في المديريات التي تم تحريرها من قبل الجيش واللجان الشعبية، ومع هذا لا زلنا نطالبهم بالتدخل وفق المعايير الإنسانية الدولية.

سياسة عدائية ممنهجة
< ما تداعيات إعلان الغذاء العالمي خفض المساعدات الغذائية على النازحين والأسر الفقيرة في مديريات مأرب واليمن؟
<< في الوقت الذي أبناء الشعب اليمني ينتظرون للمزيد من المساعدات الغذائية لسد فجوة الاحتياج الكبير من الغذاء بسبب الكارثة الإنسانية والمجاعة التي تقف خلفها دول تحالف العدوان بالحرب والحصار المفروضين على اليمن، نتفاجئ مؤخرا بإعلان برنامج الأغذية العالمي بتخفيض المساعدات المقدمة للنازحين والفقراء المسحوقين من أبناء الشعب اليمني التي بالتأكيد ستكون لها تأثيرات كارثية مباشرة على النازحين والفقراء سيضاعف من حدة المجاعة التي تضرب مختلف المحافظات اليمنية.
لذلك إعلان خفض المساعدات الغذائية يأتي بالتزامن مع تعنت دول تحالف العدوان عدم صرف مرتبات الموظفين اليمنيين من العائدات النفطية والغازية المنهوبة منذ إعلان نقل إدارة البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن نهاية العام 2016 والتعهد بصرف مرتبات الموظفين، يهدف إيصال الشعب اليمني إلى وضع مأساوي لتحقيق مكاسب سياسية تخدم المشاريع الأجنبية في اليمن بشكل ينافي القيم والأخلاق الإنسانية والقوانين والمعاهدات الدولية.
نحن في المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في محافظة مأرب نعتبر قرار خفض المساعدات الغذائية سياسة عدائية تتماشى مع أهداف دول تحالف العدوان، التي جعلت من الغذاء ورقة ضغط وابتزاز لتحقيق اطماعها في الأراضي اليمنية عقب فشل تحقيقها بواسطة الحرب والتدمير طيلة السنوات الماضية.

ذرائع وأجندة ناعمة
< يعني هناك علاقة بين إعلان تخفيض المساعدات والتحركات الأمريكية لإفشال جهود المفاوضات من قبل الوساطة العمانية؟
<< بما لا يدع مجالا للشك إن أمريكا التي يتقف خلف الحرب على اليمن هي من تقف خلف تجويع الشعب اليمني واتخاذ الغذاء سلاحا لفرض اطماعها واجنداتها بطرق وأساليب ناعمة وبذرائع وحجج واهية بعيدا عن شعاراتها الزائفة لتحقيق السلام في اليمن.
نحن في إدارة المجلس الأعلى بمحافظة مأرب ندين الأسلوب الممنهج لتجويع مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، ونؤكد أن توفير المساعدات الغذائية واجب أخلاقي وإنساني على المجتمع الدولي الذي نعتبره طرفا في شرعنة الحرب على اليمن، ونحملهم المسؤولية كاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.
كما يعتبر لملف الإنساني استحقاق شعبي لا علاقة له بالمفاوضات السياسية والعسكرية، مع أن بعض الدول العدائية تحاول استخدام هذا الملف كورقة تفاوضية، وهو ما يجب على الأمم المتحدة والبرامج التابعة ان تكون طرفا محايدا في تقديم المساعدات للأسر المتضررة من الحرب والحصار بعيدا عن الإملاءات والوصاية التي تسيء لمواثيقها الدولية على حساب أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب على حد سواء.
ما نستطيع قوله إن عملية تخفيض المساعدات الإنسانية عن الأسر الفقيرة والنازحين يهدف إلى تقويض وافشال أي تقاربات وحلول سياسية لإنهاء الحرب والحصار على اليمن، وهذا ما لاحظناه مؤخرا من خلال التحركات السياسية والعسكرية الأمريكية في البحر الأحمر والمحافظات الشرقية لليمن، التي ينبغي مواجهة تلك التحركات بالمزيد من الصمود في كافة الأصعدة لاسيما بمضاعفة الجهود المحلية في التوسع بزراعة القمح وصولا لتحقيق الأمن الغذائي وصولا للاكتفاء الذاتي.

تواطؤ فاضح
< كيف تعاملت الأمم المتحدة طيلة السنوات الماضية مع الملف الإنساني في اليمن؟
<< للأسف الشديد.. رغم ما تعلنه الأمم المتحدة من مؤشرات كارثية بسبب انعدام الغذاء والصحة والمياه والإيواء عن المواطنين، إلا أنها أسهمت طيلة السنوات الماضية من الحرب والحصار بدور متواطئ مع تحالف العدوان عمقت الكارثة الإنسانية من خلال منع إدخال سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، واستمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الإنسانية لنقل المرضى أعاق تلقيهم العلاج في الخارج واقتصار بعض الرحلات لوجهات محددة.
والأكثر من ذلك اتضح التواطؤ الأممي وفقدان نزاهتها إثر رفض مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تمديد عمل فريق الخبراء الدوليين للتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال أكتوبر من العام 2021، لتتخلى الأمم المتحدة عن مهامها الإنسانية المحايدة لتعطي الضوء الأخضر لتحالف العدوان بارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الشعب اليمني.

نسبة ضئيلة جدا
< ما مستوى تغطية احتياج مديريات مأرب من مشاريع المساعدات الغذائية والصحية وغيرها؟
<< تغطية الاحتياجات في محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بسيطة جدا لا تكاد تفي بالغرض لم تتجاوز نسبة 20%، في حين نسبة الاحتياج أكثر من 80% ، مع انه لا يوجد أي مقارنة لتدخلات المنظمات الدولية الواسعة لتنفيذ مختلف المشاريع بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الطرف الآخر بعدد يفوق 45 منظمة عاملة في المجال الإنساني والتنموي، يؤكد جليا ازدواجية التعامل والانحراف الكبير في المعايير الإنسانية لتوجهات بعض المنظمات الدولية.
ووفقا للتخصيص الذي نشرته الأوتشا للعام 2023 لم تستهدف سوى مديريتي مجزر في الصحة وبيحان في التعليم، ولا يوجد متدخلين من قبل شركاء الأوتشا وتم اقفال التخصيص دون ان نحظى بأي مشروع لهذا العام.
وعليه ونطالب المنظمات الإنسانية والتنموية التدخل في تنفيذ المشاريع المختلفة للحد من فجوة الاحتياج في مختلف الجوانب الخدمية سواء للنازحين أو العائدين على حد سواء في مجالات الغذاء، الصحة، التعليم، مياه الشرب.

أساليب ممنهجة
< برأيك.. إلى ماذا يرجع محدودية التدخل الإنساني للمنظمات الدولية في مديريات مأرب؟
<< هناك معاناة حقيقية للمواطنين جراء التدخل البسيط جدا للمنظمات الإنسانية، وللأسف وكأن مديريات مأرب الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى طرفا في الحرب مع أن المجتمع ليس لهم أي علاقة بالجوانب السياسية، وأن يكون عمل المنظمات إنساني وأخلاقي يحمل الحيادية، وتكون التدخلات وفق الاحتياجات المرفوعة ضمن خطة الشؤون الإنسانية.
ووفقا لنتائج مسح الأمن الغذائي الذي تم تنفيذه في مديريات مأرب خلال العام الجاري 2023 أظهر نسبة كبيرة من الاحتياج وسط تهرب برنامج الغذاء من تنفيذ التزاماته نحو توفير الغذاء لأبناء مديريات مأرب وبقية أبناء الشعب اليمني.
الوضع الراهن يؤكد جليا أن تجويع الشعب اليمني أصبحت عملية وأساليب ممنهجة لإذلالهم وجعلهم تحت سيطرة مرتزقة العدوان، إلا ان كل التآمرات التي تحاك ضد اليمنيين تصطدم بوعي المجتمع الذي أصبح أكثر إدراكا مدى خطوة سلاح التجويع ضده من المجتمع الدولي لما يقارب 9 سنوات من الحرب والحصار.
ونجدد مطالباتنا للأمم المتحدة عدم الانحياز إلى جانب دول تحالف العدوان وتحييد الملف الإنساني بعيدا عن الملفات السياسية حتى لا يصبح الغذاء ورقة ضغط تحت أي مبرر.

قليلة جدا
< كم عدد المنظمات العاملة في مديريات مأرب؟
<< بالنسبة للمنظمات العاملة قليلة جدا في مديريات مأرب الحرة، حتى انه لا يوجد لدينا شريك لمفوضية الأمم المتحدة سوى في 4 مديريات منها "بدبدة، مجزر، صرواح، رحبة"، ولدينا 6 مديريات أخرى دون شريك للمفوضية، وهناك نزوح كبير في مديريات الجوبة، جبل مراد، ماهلية، حريب بيحان، لم يتم تغطيتها بالمساعدات رغم مطالباتنا الرسمية المتكررة للمفوضية دون أي استجابة منها، وكأن الوضع ممنهج لزيادة معاناة النازحين. نؤكد أن حجم الاحتياج في مديريات مأرب كبير جدا ولم يغطى بالشكل المطلوب وهذا للأسف الشديد يحز بالنفس لأننا نشعر بمعاناة وأوضاع الأهالي المعيشية الصعبة ليس اهمالا منا اطلاقا ولو الأمر بأيدينا في المجلس لما تأخرنا عنهم ساعة واحدة.

أصعب الملفات
< ما الذي يمثله ملف النازحين لمجلس الشؤون الإنسانية في محافظة مأرب؟
<< بالتأكيد ملف النازحين من أصعب الملفات التي نواجهها بشكل مباشر في مديريات مأرب بسبب عدم استجابة المنظمات الدولية لاسيما برنامج الغذاء الذي لم يبد أي تجاوب مع أوضاع النازحين والتخفيف من معاناتهم وتغطية احتياجاتهم الأساسية.
حيث هناك أكثر من 35 ألف أسرة نازحة في مديريات مأرب منذ بداية الحرب على اليمن لم يحصلوا على المساعدات من الغذاء والمأوى بسبب عدم وجود شريك للمفوضية في معظم المديريات كما اسلفت سابقا والايفاء بالالتزامات تجاه الشعب اليمني.
< هل هناك مشاريع ومبادرات محلية تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين؟
<< في نهاية كل عام نقوم بوضع خطة سنوية شاملة لاحتياج المحافظة من المشاريع بمختلف القطاعات ورفعها لإدارة المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية ليتم على ضوئها مخاطبة المنظمات لتنفيذها إلا أن الاستجابة ضعيفة جدا.
بالنسبة للمبادرات المحلية فهي محدودة من الأهالي تقتصر على شق الطرقات، بينما هناك تشجيع واسع للتوجه نحو الزراعة المختلفة في بعض مديريات مأرب.

الحرب المجهولة
< ما حجم تلوث مديريات مأرب من القنابل العنقودية ومخلفات الحرب؟
<< حقيقة كارثة مخلفات قوى تحالف العدوان من القنابل العنقودية وغيرها من الاجسام القاتلة تشكل حربا مجهولة وخفية تستهدف أبناء مأرب في الحاضر والمستقبل إما بالقتل أو الاعاقة التي تعمدت قوى العدوان زراعة الألغام في مختلف المديريات المحررة بهدف إعاقة تقدم أبناء قبائل مأرب من تحرير مناطقهم، بالإضافة إلى مخلفات القنابل العنقودية التي ألقتها طائرات العدوان على مختلف المناطق.
ضحايا الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المتفجرة من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء يتساقطون بين الحين والآخر بالإضافة إلى نفوق الثروة الحيوانية لتبرز مخلفات القنابل العنقودية والألغام تهديدا حقيقيا للمواطنين وللنازحين بعدم العودة إلى مناطقهم.
وهنا نحمل المسؤولية الكاملة الأمم المتحدة بسبب إيقاف تمويل الأعمال المتعلقة بنزع وتطهير المناطق الموبوءة من تلك المخلفات، التي تشكل مصدر قلق ورعب ينذر بسقوط المزيد من الأبرياء، بالإضافة إلى أنها تعيق قيام المواطنين بالمهام الزراعية والرعي.
وأثرت مخلفات القنابل العنقودية والالغام بشكل مباشر على الأهالي كان آخرها مقتل 3 أطفال في مديرية مجزر، مع أن مختلف مديريات مأرب بحاجة ماسة لعملية تطهير من القنابل العنقودية والألغام.
<ما أكثر المديريات انتشارا لمخلفات القنابل العنقودية والألغام؟
<< بالتأكيد مديريات مأرب جميعها تعاني الانتشار الواسع للألغام والقنابل العنقودية التي زرعها مرتزقة العدوان، لتبرز صرواح والجوبة وجبل مراد أكثر المناطق الموبوءة بالمخلفات، بالرغم أن هناك مشروع عودة الأهالي إلى مناطقهم في صرواح إلا أنهم يخشون القنابل العنقودية وغيرها من الألغام والمتفجرات التي عملت قوى العدوان على نشرها لتهجيرهم خلال الفترة الماضية.

توعية محدودة
< ما الأنشطة والبرامج التي نفذت للحد من تلك المخاطر في مديريات مأرب؟
<< بالنسبة للتوعية بمخاطر مخلفات قوى العدوان من القنابل العنقودية والألغام تكاد تكون محدودة في مديريات مأرب الحرة، إلا أننا نفذنا حملتين للتوعية بالتعاون مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام وبتمويل من اليونيسف في 5 مديريات " صرواح، رحبة، ماهلية، مجزر، حريب القراميش"، ونتمنى تكثيف حملات التوعية والانتقال منها إلى مرحلة التطهير ونزع المخلفات بما يمكن المواطنين العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية.
< أين تكمن الصعوبات والتحديات التي تواجهكم في فرع المجلس؟
<< تبرز عدم التدخلات وفق خطة الاحتياج الفعلي التي يرفعها المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية للمنظمات بهدف تنفيذ المشاريع في مديريات مأرب، لكن للأسف هناك مشاريع بسيطة جدا لا تكاد تذكر مقارنة مع الاحتياج، الأمر الذي وضع المجلس في موقف محرج لدى المجتمع.
وعليه نجدد مطالباتنا للمنظمات بالتدخل الإنساني وتوسيع أنشطتها في محافظة مأرب وفقا للمعايير الإنسانية والانتقال من مرحلة المشاريع الطارئة إلى المشاريع التنموية التي لها نتائج ملموسة على الواقع المحلي للمجتمع.

منافية لأخلاق مأرب
< ما موقفكم في مجلس الشؤون الإنسانية بمحافظة مأرب من الاختطافات التي تعرض لها طبيبين يعملان لدى منظمة أطباء بلا حدود؟
<< بالتأكيد تلك الأعمال المنافية للأخلاق ندين ونستنكر اختطاف الأطباء الأجانب العاملين في منظمة أطباء بلا حدود في المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقة التحالف بمحافظة مأرب، ونؤكد أن تلك السلوكيات لا تمت لأبناء مأرب بصلة، وأن اعمال الاختطاف والتقطع للمغتربين العائدين والمسافرين ونهب ممتلكاتهم يستنكرها أبناء مأرب أنفسهم وكل الشعب اليمني.
مع العلم أن انتشار العناصر الإرهابية في مديرتي المدينة والوادي في مأرب الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان يندرج ضمن مخططات الاحتلال بالسيطرة على منابع النفط والغاز والثروات الطبيعية ليشكل بقاء تلك العناصر تهديدا مباشرا على المنشآت النفطية والغازية وإعادة السيناريو السوري والعراقي لداعش والقاعدة في مأرب وبقية المحافظات النفطية باليمن.
لهذا نطالب أبناء مأرب الشرفاء الانتصار للقيم والمبادئ ورد الاعتبار لهوية مأرب الأرض والإنسان في صفحات التاريخ جراء ما يقوم به مرتزقة تحالف العدوان وسلطات حزب الإصلاح من تجريف متعمد لسمعة أبناء قبائل مأرب بتكريس الهيمنة ونشر الثقافات والعادات الدخيلة في المناطق المتبقية من محافظة مأرب بهدف تغيير واقع أبناء مأرب الذين أصبحوا اقلية بين العناصر التي تم استقدامهم من كافة المناطق عقب طردهم من المحافظات الجنوبية.

نحذر من الكارثة
< كيف تقرأ المشهد الإنساني القادم في اليمن؟
<< حقيقة نحن أمام مشهد كارثي في الوقت الراهن.. إذ نجدد دعوتنا للأمم المتحدة والمنظمات التابعة إلى تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية بضرورة الوفاء بالتزاماتها لأبناء الشعب اليمني من أجل التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية الوخيمة التي اجتاحت المناطق اليمنية بسبب الحرب التي شنها تحالف العدوان الهمجي على اليمن ارضا وإنسانا، الذي بالتأكيد إن تخفيض المساعدات الغذائية عن الشعب اليمني ستكون كارثة حقيقية يتحمل تباعاتها المجتمع الدولي، ونحذر من عواقبها الوخيمة ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة والعالم.
نأمل أن يتفهم المجتمع الدولي مضاعفة المجاعة المتعمدة والممنهجة التي تستهدف الشعب اليمني وتلحق به أضرارا مباشرة رغم الإدراك المسبق للأمم المتحدة بالكارثة مسبقا.

تحقيق الأمن الغذائي
< ما الذي تود قوله في نهاية هذا اللقاء؟
<< نتوجه بالدعوة الصادقة لكل أبناء محافظة مأرب بشكل خاص وأبناء اليمن بصورة عامة إلى التوسع في الزراعة المحلية التي تشكل رافدا أساسيا في توفير الغذاء لليمنيين منذ فجر التاريخ، الذين يجب عليهم أن يدركوا جيدا بأن الاعتماد على المساعدات الغذائية الخارجية بصورة أساسية نتائجها سلبية، كما أكد على ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ الوهلة الأولى للعدوان على بلادنا وشدد على أهمية الزراعة في تحقق الأمن الغذائي من خيرات أراضينا الزراعية الخصبة.
كما يجب على الجهات المعنية تحمل المسؤولية الكاملة برفد المزارعين بمنظومات الطاقة والبذور وأدوات الحراثة والحصاد تنفيذا للمشروع الوطني الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد "يد تحمي ويد تبني".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا