محليات

في حوار مع صحيفة « 26 سبتمبر » .. نائب وزير الزراعة .. نعمل على تخفيض فاتورة الاستيراد واتجهنا نحو زراعة المحاصيل الاستراتيجية

في حوار مع صحيفة « 26 سبتمبر » .. نائب وزير الزراعة .. نعمل على تخفيض فاتورة الاستيراد واتجهنا نحو زراعة المحاصيل الاستراتيجية

تحظى زراعة المحاصيل من الحبوب والفواكه وتنمية الثورة الحيوانية باهتماما كبيرا خاصة بعد قيام ثورة 21 سبتمبر

الذي جعلت من ضمن أولويتها التنمية الزراعة كمورد هام سيسهم في تخفيض كلفة فاتورة الاستيراد ودعم المنتج المحلي خاصة في المحاصيل الاستراتيجية .. وعما شهده هذا القطاع الحيوي الهام أوضح نائب وزير الزراعة الدكتور رضوان الرباعي أن هناك نجاحات تحققت في مجال انتاج المحاصيل الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية للوصول الى الاكتفاء الذاتي .. صحيفة  26 سبتمبر التقت نائب وزير الزراعة وخرجت بالحصيلة التالية :

حوار / محمد صالح حاتم
وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى السابعة لثورة ٢١سبتمبر كيف كان واقع القطاع الزراعي قبلها؟ وكيف هو اليوم بعد سبع سنوات من انطلاقها؟
خلال العقود الماضية تعرض القطاع الزراعي للتهميش والتدمير الممنهج، لجعل اليمن بلدا يستورد معظم حاجياته الغذائية، ويعتمد على ما تقدمه المنظمات من مساعدات غذائية كنا قبل ثورة ٢١سبتمبر ٢٠١٤م- لا نتملك ارادة سياسية زراعية قوية، كنا نفكر في زيادة فاتورة الاستيراد، غابت التعاونيات الزراعية بمفهومها الحقيقي، كنا نفكر في زراعة الكماليات، غيبت البحوث الزراعية في السابق، تم اهمال الاصول الوراثية للبذور، كان الاستثمار الزراعي غائب، وكذا التصنيع الغذائي، كان القطاع الزراعي مهمل ومهمش لكن اليوم وبفضل ثورة ٢١سبتمبر ووجود القيادة الثورية الحكيمة ممثلة في السيد العلم عبدالملك الحوثي -حفظة الله - والقيادة السياسية الذي يولون القطاع الزراعة كل الاهتمام وبفضل هذه الثورة، فقد حظي قطاع الزراعة بخطط وبرامج في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة كما تم  خلال العام الماضي اطلاق ثورة زراعية شاملة، بمرحلتها الاولى والثانية،  واليوم اطلقنا ثورة تعاونية، وثورة البن، وكل هذه الثورات هي ثمره من ثمار ثورة ٢١من سبتمبر، ثورة التحرر والعزة والكرامة ثورة التحرر من الاستعمار الغذائي، فاليوم نعمل على تخفيض فاتورة الاستيراد، واتجهنا نحو زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والحبوب والبقوليات، واصبحنا نعتمد على مواردنا الذاتية في ثورتنا الزراعية، وقمنا بتسجيل الاصناف المحلية في السجل الوطني، واصبح لدينا مخزون من البذور المحلية، كما فعلنا القوانين والتشريعات السابقة التي كانت حبيسة الادراج ومنها قانون الثروة الحيوانية الذي صدر في عام ٢٠٠٤م- وتم تفعليه بعد ثورة ٢١سبتمبر، كما تم اطلاق الزراعة التعاقدية بهدف خفض فاتورة الاستيراد وزيادة المنتج المحلي، كما تم دراسة  سلاسل القيمة لمحاصيل القمح والبقوليات وغيرها من المحاصيل الزراعية،  وبفضل ثورة ٢١سبتمبر تم إنشاء المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب كمؤسسة معنية بإنتاج وتنمية القمح والحبوب. وتأسيس اتحاد منتجي الحبوب واتحاد منتجي البن بهدف تأطير المزارعين وإشراكهم في العمل الزراعي الجماعي ، وتفعيل العمل التعاوني المجتمعي، كل ذلك من ثمار ثورة ٢١سبتمبر،  كما تم تفعيل عمل الارشاد الزراعي من خلال حشد الطاقات لتعزيز وتفعيل برامج الإرشاد للمزارعين وإن شاء الله سنعمل جاهدين على ترجمة اهداف هذه الثورة الى ارض الواقع، لنتحرر من الاستعمار الغذائي ونحقق الاكتفاء الذاتي لليمن.
دشنتم قبل ايام المرحلة الثانية من الثورة الزراعية ممكن تعطونا لمحة موجزة عن ما ستقومون به في المرحلة الثانية من الثورة الزراعية؟
تتمثل سياستنا الزراعية في المرحلة الثانية للثورة الزراعية في إحداث تنمية مستدامة قائمة على هدى الله، والتركيز على اولوياتنا المتمثلة في الغذاء والدواء والملبس، والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بمختلف انواعها، أضافة إلى تخفيض فاتورة الاستيراد والعمل على تعزيز الاقتصاد المجتمعي، وتحقيق الاستقرار السكاني من خلال الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف، كذلك سنركز على جميع سلاسل القيمة وتحديد ماهي الفجوات في الدورة الزراعية ونعمل على معالجاتها وإيجاد الحلول لها، كل ذلك سنعمل على تحقيقه من خلال خلق نماذج ناجحة في خمسين مديرية نموذجية بشكل خاص، وباقي المديريات بشكل عام.
ماهي توجهاتكم في وزارة الزراعة والري نحو زراعة الحبوب والقمح كمحاصيل استراتيجية؟
باعتبار الحبوب والقمح من اهم المحاصيل الاستراتيجية المرتبطة بالأمن الغذائي القومي، فأنها تحتل صدارة أولوياتنا واهتمامنا، ولذلك نعمل جاهدين على زيادة الإنتاج من الحبوب والقمح، ونركز عليها كثيرا من خلال المشاركة المجتمعية وإنشاء جمعيات منتجي الحبوب والتي وصلت إلى حد الآن ٣٨جمعية، والحراثة المجتمعية، والاهتمام بانتخاب البذور، وتفعيل الجانب البحثي والإرشادي والتوعوي بأهمية التوجه نحو زراعة الحبوب والقمح، وكذا الاهتمام بالبذور المحلية، وإنشاء بنوك للبذور في المديريات والعزل والقرى، كما نعمل على الاهتمام بالتسويق الزراعي للحبوب والقمح من خلال شراء منتجات الحبوب والقمح من المزارعين بأسعار تشجيعية، ونحن عازمون بإذن الله على التوسع في زراعة لحبوب والقمح حتى الوصول للاكتفاء الذاتي.
يُعد التسويق الزراعي أحد الدعائم الأساسية للنهوض بالقطاع الزراعي أين موقعه في سلّم اولوياتكم؟  
التسويق الزراعي سلسلة من الحلقات المترابطة مع بعضها البعض، وله اهمية كبرى في النهوض بالقطاع الزراعي ونحن من جانبنا خلال المرحلة الأولى من الثورة الزراعية اطلقنا مشروع الزراعة التعاقدية كنظام تسويقي جديد سيسهم بشكل كبير في التوسع الزراعي و تحسين جودة المنتج وزيادة المنتج، كما نعمل على تحسين وتطوير الاسواق المركزية الحالية، والعمل على إنشاء اسواق مركزية جديدة المحافظات، وكذلك اصدرنا القرار رقم ٣٣لسنة ٢٠٢١م- بضرورة بيع المنتجات الزراعية بالوزن وهذا سيكون له مردود كبير في زيادة دخل المزارع، ومنع الغش والاهتمام بعمليات ما بعد الحصاد من (قطف، وفرز، وتدريج، تنظيف، وتغليف وتعبئة ) كلها ستعود بالنفع والفائدة على المزارع والمستهلك والتاجر في آن واحد.
التعاونيات ومشاركة المجتمع اشياء رئيسية حث عليها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظة الله في محاضراته الرمضانية حدثونا عن اهميتها وما هو المأمول منها؟  
السيد العلم عبدالملك الحوثي حفظة الله وضع لنا موجهات نسير عليها ونعمل على تنفيذها ومنها، تفعيل المجتمع وإنشاء التعاونيات الزراعية لأن المجتمع هو الشريك الأساسي في التنمية الزراعية، حيث نعمل على تفعيل المجتمع من تحفيزه للعمل المجتمعي والمشاركات المجتمعية، و مبادرات مجتمعية، وتنظيم المجتمع في تعاونيات وتأطيرهم في هذه الجمعيات لتكون حلقة وصل بين المزارع والتاجر، كما نعمل على الاستفادة من الموارد البشرية، من الكوادر والمتطوعين والذين  سيقودون  هذه الثورة في مرحلتها الثانية اكثر من ٧٠٠٠ متطوع ومتطوعة، وهناك برامج توعوية بأهمية العمل المجتمعي، واهمية المشاركة المجتمعية ودعم التطوع ،  لأن معركتنا هي معركة وعي، لأن غياب من يفعل الموارد المتاحة  كان السبب في عدم  النهوض بالقطاع الزراعي في العقود الماضية.
المحاصيل النقدية ذات اهمية في دعم الاقتصاد الوطني ماهي خططكم لدعم هذه المحاصيل والتوسع في زراعتها؟
المحاصيل النقدية كغيرها من المحاصيل نوليها جُل اهتمامنا، ونعمل على التوسع في زراعتها وزيادة الإنتاجية منها،  لّما لها من اهمية في المساهمة  دعم الاقتصاد الوطني، ونحن في اليمن لدينا العديد من المحاصيل النقدية، منها البن اليمني ذات الشهرة العالمية ، والذي يُعد محصول استراتيجي،  وثروة قومية، حيث تم إعداد استراتيجية وطنية لتنمية البن، شملت العديد من البرامج والأنشطة، وكذلك القطن والسمسم واللوز نعمل جاهدين بإذن الله  على التوسع في زراعتها وزيادة الإنتاج منها وخلق اسواق عالمية لها لتكون رافد اساسي للاقتصاد الوطني.  
كيف يمكن دعم المنتج المحلي وزيادة الإنتاج؟
السيد القائد حفظة الله خلال محاضراته الرمضانية حث على الاهتمام بالمنتج المحلي، الاهتمام بجودته، ونحن نعمل على ترجمة هذه الموجهات على ارض الواقع من خلال التوعية بأهمية المنتج المحلي، وكذا الاهتمام بجودة المنتجات الزراعية وعدم قطفها قبل اكتمال نضوجها، والاهتمام بعمليات ما بعد الحصاد، والتقليل من استخدام المبيدات والاسمدة الزراعية الكيماوية ، لما لها من اضرار على جودة المنتج ، الى جانب اضرارها البيئية والصحية ، الى جانب توعية المستهلك بأهمية المنتج المحلي وتفضيله على المنتج المستورد وما يمتلك من فوائد غذائية اكبر من المنتجات الزراعية المستوردة، إضافة إلى اننا عازمون على حماية المنتج المحلي من غرق الاسواق المحلية بالمنتجات المستوردة من خلال خفض كميات الاستيراد تدريجيا وصولا للاكتفاء الذاتي بإذن الله تعالى ، كل هذا سيعمل على دعم المنتج المحلي وزيادة الإنتاج وتخفيض فاتورة الاستيراد.
تُعد الثروة الحيوانية الرديف للثروة النباتية كيف يمكن الحفاظ عليها وتنميتها حتى تؤدي دورها؟  
الثروة الحيوانية تعتبر الشق الثاني للقطاع الزراعي، وتكتسب اهميتها من كونها مورد اقتصادي كبير للأسرة المنتجة،  وبنك تجاري متحرك، إلى جانب اهميتها في تأمين الغذاء للمواطن من اللحوم والألبان ومشتقاها، وكذا البيض والجلود، هذه الثروة الكبيرة نعمل جاهدين بإذن الله  على حمايتها ونموها،  وقد بدأنا بعد محاضرة السيد القائد العلم عبدالملك الحوثي -حفظة الله- خلال شهر رمضان بالقيام بحملة وطنية لمكافحة ظاهرة  ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية، هذه الحملة التي انطلقت في شهر يونيو من هذا العام ولازالت مستمرة كان لها دور كبير في الحد من ذبح إناث وصغار المواشي، حيث عملنا مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا والجهات المعنية إلى نزول فرق ميدانية إلى الاسواق والمطاعم والمسالخ ومنافذ المدن ومنعنا بيع الاناث والصغار وتم ضبط المئات منها، وكذا تم توقيع محاضر  مع نقابة بائعي اللحوم ، ونقابة ملاك المطاعم على تجريم  ذبح إناث وصغار المواشي، كل هذا الاجراءات ستعمل على الحفاظ على الثروة الحيوانية، كما قمنا خلال المرحلة الأولى من الثورة الزراعية بإطلاق مشروع تقديم خدمات بيطرية لعشرة مليون رأس من الابقار والاغنام والماعز بمبادرات مجتمعية بالتنسيق والتعاون مع مؤسسة بنيان التنموية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا