المؤرخ والأكاديمي العراقي نزار الحديثي لـ« 26 سبتمبر »:اليمن يشهد حالة طارئة وسيتجاوزها في أشهر.. وسيتوج صموده بانتصار حاسم

عندما تم تطبيق معايير العلماء على يمنيين النتيجة كانت 4750 عالماً
 اليمن يتمتع بتضاريس معقدة والإنسان اليمني يمتلك إرادة لا تنتهي
أروع أشكال تطويع للجغرافيا في اليمن هي المدرجات الزراعية
اليمن له تاريخ وحضارة عريقة امتدت لآلاف السنين، منذ تشييد الإنسان اليمني السدود العظيمة وهندستها بدقة عالية، وتأسيسه لدول وممالك حضارية تحكمت بطرق التجارة،

وتمكنت بقوة جيشها وشدة بأسها فرض هيمنتها على مساحة واسعة من شبه الجزيرة العربية، فضلاً عن دحر القوى الشعبية اليمنية لكافة الغزاة الذين حاولوا غزو واستغلال ثرواته ونهبها على كافة المراحل التاريخية، وحتى وصول الرسالة المحمدية حيث هبوا لحمل هذه الرسالة على أكتافهم فاتحين كافة الأقطار الأخرى، وللقرب أكثر عن دورهم العلمي الريادي والمنجزات الحضارية التي امتاز بها علماؤهم، إلى فترة قريبة من عصرنا الحالي، حاورنا الأستاذ الدكتور والمؤرخ العراقي في قسم التاريخ بجامعة صنعاء نزار عبداللطيف الحديثي، وإلى الحصيلة:

حاوره: عبدالله عبدالسلام

 • الإنسان اليمني عرف منذ القدم بأنه مقاوم الغزاة ومحاولات الغزو.. برأيك هل هذا هو السبب الرئيسي في إطلاق وصف "مقبرة الغزاة على اليمن" أم أن هناك أسباباً أخرى كالجغرافيا مثلا؟
** كل بلد يتعرض للغزو يقاوم ولا يجد بلد في العالم لم يُغزا، كل الأوطان شهدت عمليات غزو ولكنها قاومت وانتصرت، لكن هناك بلدان تمتلك عناصر تساعدها على صد الغزو أكثر من بلدان أخرى يعني مثلاً نوع التضاريس قدرة الإنسان على التحمل وهذه إذا طبقناها على اليمن نعم اليمن يتمتع بتضاريس معقدة، والإنسان اليمني يمتلك إرادة لا تنتهي أنا دائما اشبه الإنسان اليمني مثل الماء حيث ما رزمت له يجد طريقاً فيتجاوز الرزم (الطمي).
تراه إنسان هادئ وبسيط ومتواضع، لكنه عبارة عن شحنة من إرادة لو تلاحظ المدرجات أنا دائما عندما أذهب برفقة زملائي إلى القرى اليمنية أقول لهم أن الإنسان اليمني الحالي ليس من بنى تلك المدرجات الزراعية لأنها بنيت قبل آلاف السنين ولا يمكن الآن بناء مثلها، لان الإنسان كان محتاجا لهذه المدرجات.
فالإنسان اليمني بطبيعته قادر على امتصاص الصدمات، والإنسان الذي يجيد امتصاص الصدمات يجيد تنظيم ردة الفعل، فهذه هي الصفات الأساسية التي يتمتع بها اليمن كجغرافيا واليمن كشعب.
أنا في عام 2005 كنت في نادي نقابة المعلمين في دمشق، وتحدثت برفقة بعض الزملاء وكان من بينهم شخص خليجي، فسألني عن مستقبل اليمن، قلت له: ان اليمن يصعد والآخرون ينزلون قال: كيف، قلت: اشبه لك اليمن مثل جبل وهو صخرة في قمة هذا الجبل يرتكز على صخرة صغيرة أنتم في سفح الجبل إذا نجحتوا في تقوية هذه الصخرة الصغيرة بحيث تبقى صامدة لن تتدحرج عليكم الصخرة الكبيرة وتدمركم، لكن أنتم تتجهون في الطريق الخطأ تاركين اليمن لحاله في الوقت الذي انتم مستفيدون في الأول والأخير من ازدهاره، أغلب صادراته من الدرجة الأولى تذهب لدول الخليج من الفواكه والخضروات والحبوب من كل شيء.
 • كيف تمكن الإنسان اليمني من تطويع الجغرافيا والاستفادة منها على كافة الأصعدة العسكرية والزراعية والاجتماعية؟
** الإنسان اليمني صاحب إرادة صلبة وأروع أشكال تطويع للجغرافيا هي المدرجات هذه المدرجات لم تبتن بيوم استغرقت زمنا طويلا لأنه كان يحتاج عدة مراحل ليتم بناء مدرج واحد، فالإنسان اليمني استطاع تنظيم حياته، بحيث عندما تجري السيول من بداية فرع الوادي إلى نهايته تواجه سدودا اعتراضية مهمتها أن تنقل هذه المياه المنحدرة بقوة بحيث إذا ثقلت راح تذب الطمي، وترميه في الأرض وتكون النتيجة مياه صافية، وعندما ينتهي موسم المطر يتم قشط هذا الطمي ويتم وضعه على المدرجات.
الإنسان اليمني نجح في صناعة مساحات زراعية أوسع مما أعطاه رب العالمين، فاليمن لا يملك مساحة زراعية عنده جبال ووديان فهو تحمل عناء الصعود والنزول من الجبل إلى الوادي في سبيل أن يوفر الأرض الزراعية أعلى قمة الجبل.
هذا مثال من الأمثلة البسيطة على قدرة وتحمل اليمنيين للصعاب، مثلاً هناك نظام الري والمسألة ليست سد يحفظ مياه الأمطار لوقت الحاجة، هي منظومة من السدود تبدأ من رداع إلى أن تصل إلى مأرب وتبدأ من شمال غربي صنعاء وتنحدر شرقاً.
 • قبل أشهر قليلة هطلت أمطار غزيرة على معظم مناطق اليمن وذهبت السيول تجاه سد مأرب حتى إنه امتلأ؟
** نعم حتى إنه فاض وتشكل وادي جديد باتجاه حضرموت، لأنها ليست مجرد سدود وعملها حجز المياه وتخزينها، بل هذا يدل على معرفة فيزيائية وهندسية ونظام تنظيم تصريف الماء بحيث يكون على مدار السنة، وإلا هل اليمني عاقل ليبني عاصمة على رملة السبعتين (أرض رملية)، لكن هو عندما سيطر على المياه أصبح قادرا على نقلها من مكان إلى آخر لا يهمه مكان العاصمة، ولذلك أشهر عواصم اليمن على رملة السبعتين مأرب وظفار وبيحان وغيرها، هذه العواصم الذي بناءها عقال وكانوا عظماء ...
 • هذه إنجازات الإنسان اليمني القديم ماذا عن الإنسان اليمني الحالي؟
** الإنسان اليمني الحالي لم تعط له الفرصة المناسبة حتى يبدع لا في الداخل ولا عند الجيران مع الأسف، أنا عندما كنت عميد لكلية الآداب في جامعة بغداد، جاء أحد الطلبة من اليمن ليكمل (الدكتوراه) في بغداد واشتكى ذات مرة من الظروف الصعبة التي يعيشها وكان يفكر بالعودة إلى وطنه، فقمنا بإجراء بعض الاتصالات وتحسين وضعه، وفي نهاية السنة جاء الأول على الطلبة، فالإنسان اليمني عندما توجهه إلى الطريق الصحيح يبدع.

دور اليمنيين في نشر الإسلام
 • بودنا دكتور لو حدثتنا عن اسهامات اليمنيين في الإسلام والفتوحات؟ كيف اتجه اليمنيون لنشر الدعوة واسهاماتهم الحضارية؟  
** اليمنيون بمجرد ما وصلت لهم رسالة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى ملوك حمير، أسلموا وعندما انتقل إلى جوار ربه، دعاهم أبوبكر للجهاد وفتح الشام، فخرجوا بقضهم وقضيضهم بنسائهم وأطفالهم شيوخا حفاة عراة لدرجة أن المدينة المنورة رأت شيئا لم تحلم لتراه، فدخل أهل اليمن ضمن أربعة جيوش.
فالإنسان اليمني دوره في الإسلام كان رائعاً لان الإنسان اليمني شعر أنه يجب ان يعطي الإسلام أروع ما عنده ما دام الإسلام أعطى اليمنيين أروع ما عنده.
ولأنهم شعروا أن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وضعهم أمام دور رسالي كبير وهو حمل الإسلام، فطردوا الفرس وحاربوا البيزنطيين وطاردوهم من بلاد الشام إلى شمال الأناضول، فقاموا بنشر الإسلام من المحيط الأطلسي غرباً إلى الحدود الصينية شرقاً.
تريدهم قادة يكونوا قادة تريدهم محاربين يكونوا محاربين تريدهم مهندسين يكونون مهندسين، سعد بن أبي وقاص انتصر بالقادسية وأراد أن يخطط معسكر بالكوفة فقال من يخطط لنا معسكر، لبوا نداءه أربعة يمنيين فتراص كل واحد خلف الآخر ورفعوا نبالهم وأطلقوها إلى أربعة جهات وهكذا تم تحديد معسكر سعد وكان هذا المعسكر أساس لمدينة الكوفة وهي واحدة من أوائل مدارس العلم.
 • يتضح مما سبق إنه كان لليمنيين انجاز في هندسة معظم المدن الإسلامية؟
** نعم، فاليمنيون خططوا أغلب المدن الإسلامية كما ذكرت، منها مدينة الكوفة والفسطاط والبصرة، وهم من تولى أيضاً عملية انزال المقاتلة في الشام بعد انتصار اليرموك تم على يد مهندسين يمنيين...

زيارة اليمن حلم طفولتي
 • دكتور نزار.. اشتهر عن أبناء اليمن الهجرة إلى بلدان عدة.. وأنت هاجرت إلى اليمن لماذا كان اليمن وجهتكم بالتحديد؟
** هذا حلم طفولة، وعندما كنت صغيرا سألت والدي عن أصلنا ونسبنا فقال لي: أنا أمّي لا أقرأ ولا اكتب، لكن نحن أباً عن جد من مدينة اسمها حديثة بين صنعاء ومأرب، كانت مقر قبيلة غسان فكان هذا الحلم يراودني حتى عندما درست اخترت اليمن لنيل شهادة (الدكتوراه).
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، أخترت اليمن ولم يعجبني أن أذهب لأي مكان غيره، برغم الدعوات لي من الإمارات والأردن، ولكني رفضت واتيت الى اليمن واحمل قرار ان اعطي أحسن ما عندي لليمن، والحمد لله درست كل ما لا يجد له مدرس في قسم التاريخ، أنا أشرفت على طلبة ماجستير ودكتوراه.

الإنسان اليمني مثل الماء
 • كيف وجدتم الإنسان اليمني خلال فترة وجودكم باليمن؟
** قد يكون جوابي متأثراً بعواطفي، فكما قلت لك سابقاً، انا اشبه الإنسان اليمني مثل الماء حيثما رزمت له يجد طريقا ينفذ من خلاله، ولهذا لا يغلب ولا تتغلب عليه المشاكل، فهو من يتغلب عليها.
تجده إنسان متواضع وبسيط ومليء قيم ومتسامح وسريع الاعتراف بالخطأ وعنده نخوة ليست كبقية الناس.
 • هل هناك ما يميز اليمني عن غيره؟
** نحن خلقنا الله من نفس واحدة، وأنا لا أؤمن بالتميز ولكن أؤمن بالإبداع، الله سبحانه وتعالي خلق البشر،وبقي رهان التقدم على إمكانية الإنسان، فإذا الإنسان اليمني تقدم أكثر من غيره لان امكانيته تسمح له ذلك لكن إذاتمكن أحد من سبقه فذلك يعني إنه يحتاج أن يشحذ همته ليكون في الطليعة.

الصهيونية وراء عمليات نهب الآثار
 • برأيك هل شهدنا خلال السنوات الماضية مرحلة استهداف للتاريخ.. العراق-سوريه-اليمن كان هناك اعتداءات طالب الآثار والمتاحف وكل ماله صله بتاريخ حضارات هذه البلدان كيف تعلق على ما جرى وهل هناك اياد اجنبية تقف خلف ذلك؟
** نعم..الصهيونية وتجار الحروب وراء عمليات النهب، في العراق نهب الجيش الأمريكي 36 ألف قطعة أثرية عراقية.
وبالتأكيد عمليات نهب الآثار هي مدروسة،ولا يمكن أن نتصور انه تم عفوياً، والدليل وجود فريق كامل مع القوات الأمريكية مهمته يسهل عملية نهب الآثار، وفي الناصرية هناك منطقة كان يعتقد انها أقدم تل أثري في العراق وهو غير منقب فيه، وجاءت طائرات أمريكية ويأخذون تراب من التل وينقلونه إلى الكويت.
وليس فقط هذا هناك استجابات داخلية من قبل ضعاف النفوس للمخططات الخارجية، لأننا الآن نواجه حالة من الفرقة ونقول بصراحة حالة من الضعف إزاء التحديات الخارجية،وكثيرون بدأوا يستجيبون للدعايات الخارجية.
 • وفي اليمن استهدفت طائرات التحالف بعض الآثار التاريخية؟
** نعم حتى في اليمن تم استهداف المواقع الأثرية، وكان هناك عمليات نهب منظمة للآثار، وليس الاستهداف المباشر فقط، هناك عصابات تديرها شبكات صهيونية وأمريكية يقومون بالعمليات المذكورة، مستغلين حالة الفوضى وعدم وجود سيطرة كاملة للدولة.

إلمام اليمنيين بكل صنوف الكتابة التاريخية
 • لماذا هناك عزوف عن قراءة ودراسة التاريخ، برأيك ما هي الأسباب؟
** بالعكس اليمنيون كانوا يقرؤون التاريخ بكثرة، وربما أنت متحسس وضع جيلك والجيل الذي بعدك، لكن انت لو تقرأ كم عدد العلماء اليمنيين الذين ألفوا في التاريخ تستغرب، لم يبق صنف من صنوف الكتابة التاريخية إلا وظهر فيه علماء وضعوا كتبا في اليمن وهذه ميزة لا تتوفر لأحد.
 • إذاً اليمنيون اشتهروا بالعلم، حدثنا أكثر عن ذلك؟
** طبعا.. أنا أحصيت 4750 عالما يمنيا، وهؤلاء ممن تنطبق عليهم معايير العلم، وعندنا معايير العلم انه يكون عنده عقل يعمل وينتج مقولات علمية وهذه اما تطبق في الواقع أو تألف في كتب أو تدرس للناس، فانا عندما طبقت تلك المعايير على الآلاف من العلماء كانت النتيجة لنا 4750 عالما، وهؤلاء العلماء ألفوا (7980) كتابا، ويتبين لنا أن الحياة العلمية في اليمن كانت مزدهرة جداً.
وهناك علماء كثر ظهروا وأثروا الحضارة الإسلامية بمؤلفاتهم، فعندما أستقر اليمني تحول إلى عالم، يدرس القرآن الكريم والحديث والفقه والتفسير والتاريخ واللغة العربية والجغرافيا،ففي اليمن ظهر كتاب واحد من أول خمسة كتب دونت في تأريخ الإسلام.

اليمن سيتجاوز أزمته في أشهر
 • وأنت دكتور في قسم التاريخ برأيك ماهي أسباب عدم اهتمام الطلاب بالالتحاق بهذا القسم؟
** الوضع المادي صعب على الطالب، فهو لا يستطيع تحمل كل المصروفات التي تحتاجها دراسته الجامعة، ولا يستطيع أيضاً أن ينتظم بالدوام لان انتظامه بالدوام يحتاج لمصاريف أجور نقل ويحتاج إلى نفقات أخرى.
وانت تعرف الوضع الحالي، يريدون منعنا من مادة (البترول) وما يسمحون بإدخال السفن، ومن خلال ذلك يتبين لنا إنهم يريدون شل الحياة الاقتصادية،فمن سينقل مواد الخضروات والفواكه، لكن مع كل هذا أنا في تقديري اشعر أن هذه مرحلة طارئة وستزول وسيتوج صمود اليمن بانتصار حاسم وبمستوى عال من الإبداع ويتجاوز أزمته في أشهر،الشعوب الحية كاليمن لا تحتاج لمن يأتي يستنهض عزائمها هي ضمائرها حية ويقظة.
وللإجابة عن سؤالك بالتحديد، فالطالب مشكلته لا يقرأ عن حضارته ولا يعرف عنها الشيء الكثير، أنا عندما كنت زائراً في جامعة عدن، فاجأني أحد الطلاب بسؤاله: يا دكتور هل أنت مقتنع إنه عندنا حضارة؟ أنا قلت له: اقرأ وأنت ستعرف هل عندكم حضارة أو لا، فالمجتمع عندما تكون مشاكله كثيرة لا يتجه للأمور التي تمس حياته بشكل مباشر.

التاريخ لا يكرر نفسه ولا يعيده
 • أنتم أحد المختصين بالتاريخ ترى هل التاريخ يكرر نفسه.. إلى أي مدى هذه المقولة صحيحة بوجهة نظركم؟
** التاريخ لا يكرر نفسه ولا يعيده، لسبب جداً بسيط أن التاريخ في الأصل هو الزمان والزمان مستمر لا يمكن إعادته، ثانياً أن التاريخ هو انسان في الزمان فهذا الإنسان في زمن معين أنتج شيئاً لا يمكن أن ينتج ذلك الشيء مرة أخرى.
فالتاريخ هو عملية نمو الزمان في عنصريه الأساسيين الإنسان والمكان، فنقول تاريخ اليمن نقصد مجتمع اليمن في جغرافية اليمن في الوطن اليمني، هذا التاريخ يمشي إلى الأمام وليس إلى الوراء، يتذكر لكنه لا يعيد الماضي كما كان لان هذا الماضي يرتبط بناس لم يعودوا موجودين.
قد تحصل أوجه شبه جزئية بين حدث الآن وحدث قبل سنين، لكن هذا لا يعني ان التاريخ كرر نفسه أو إعادة، نشبه التاريخ مثل المواليد البشرية، فأحداثه لا تعود ولا تتكرر بنفس الوتيرة اطلاقاً.
 • هل يمكن ان تنطبق هذه المقولة على اليمن وما يحدث فيها؟
** نعم فالتاريخ لا يكرر نفسه في أي مكان بالعالم، عندما الأمريكان قبل عشرين سنة، أتوا ببدعة أن التاريخ ينتهي ضحك عليهم العالم.. التاريخ لا ينتهي، لان الزمن مستمر وليس بمقدور قوة على وجه الأرض، أن توقف الزمن او تنهيه.
 • برأيك دكتور هل نحن بأمس الحاجة إلى التاريخ؟
** نعم التاريخ هويتك، ومن خلاله تعرف لمن تنتسب وتعرف متى ظهرت على مسرح الحياة وتعرف عن دورك في الحياة، وتعرف كيف تغلبت على المشاكل، فالناس تُقبل على التاريخ لمعرفة هويتها.

التاريخ صندوق الخبرات البشرية
 • هل تعطينا في نقاط محددة أهمية التاريخ مقارنة بالعلوم الإنسانية الأخرى لأننا نلاحظ أن هناك جهلاً بأهمية هذا الجانب؟
** التاريخ مهم وأهميته تُكمن لأنه صندوق الخبرات البشرية لكل أمة من الأمم، هو الذي يُقيم ما إذا كانت هذه الأمة جاهلة أو عظيمة ومبدعة، هذا هو التاريخ فمن عنده صندوق ملئ تاريخه عظيم، ومن عنده صندوق خالي الوفاض تاريخه أقل عظمة من الآخرين.
 • هل نستطيع من خلال التجارب التاريخية ان نحكم ونتوقع ما سيحدث في المستقبل.. من خلال معايير أو اسقاطات معينة؟
** نحن نستطيع أن نتوقع، أضرب لك مثلاً في الانتخابات الأمريكية قبل خمس سنوات وصعود ترامب إلى الحكم، كنت أنا وبعض الأصدقاء نناقش ذلك فأنا توقعت أن ترمب هو الذي سيفوز على هيلاري كلنتون، لسببين الأول أن الحزب الديمقراطي أغرق في النخبوية إلى درجة أن كلينتون ما ذهب إلى سلفانيا مركز الديمقراطيين،لأنها ظنت سلفانيا محسومة لصالحها، ثانياً ترمب عرف بالضبط المزاج الأمريكي فتصرف في الدعاية الانتخابيةعلى ضوء ما ينسجم مع المزاج الأمريكي.
 فكان توقعي بمحله لأني قرأت تاريخ أمريكا ومن كثر عدائنا لها لأنها احتلت العراق ودمرته،تعمقنا في فهم أمريكا وطبيعتها.
وأشعر الآن أيضاً برغم كل الأوضاع التي تعيشها أمريكا،أن الذي سيفوز في الانتخابات الأمريكية باعتقادي ترامب، لان الأمريكي يريد فلوس،وترامب"حلب" السعودية وجلب لأمريكا المال، وهذا الاعتقاد إذا ما استجد أي شيء لم يكن متوقعاً.
وبالنسبة للتحدث عن التوقعات المستقبلية، ألفت خمسة إلى ستة كتب في اليمن حاولت أن تتنبأ بالمستقبل، ولكن للأسف لم يعثر على بعضها كمخطوطات.

التاريخ يستفيد من التقدم التكنولوجي
 • البعض يرى إلى التطور التكنولوجي بأنه قد يؤدي إلى غياب التاريخ كعلم ترى كيف يؤثر هذا التطور على علم التاريخ وحقائقه وأحداثه.. هل سيظل التاريخ مهما في كل المراحل مهما تطورت التكنولوجيا؟؟
** نعم التاريخ يستفيد من التقدم التكنولوجي، والدليل على ذلك أنا عندما قمت بدراسة كيف يتشكل مجتمع الصحابة عام 1980م، وعدد الصحابة 1800 صحابي فبدأت بعملية يدوية وأدخل أسمائهم ومن أي قبيلة ومولده ووفاته واعماله وأين استقر وكل المعلومات عنهم كنت ادونها في جدول، وهذا العمل استغرقت فيه ستة أشهر، أما الآن نستطيع إنجاز العمل المذكور خلال أيام عن طريق الكمبيوتر وبنتائج أكثر دقة.
 • ماهو دور الإعلام في توضيح أهمية التاريخ وهل هناك دور لكم أنتم في الجامعات والكليات؟
** نحن ندرس ونشرف على دراسات ونقوم بمهامنا الأكاديمية، وإذاطلبت منا أي جهة إعلامية تسجيل حوار أو لقاء تلفزيوني نوافق على ذلك، وقد سجلنا سابقا وأنجزت 76 بحثاً عن اليمن هنا في صنعاء، وهذه امكانياتنا نحن كأفراد.

مشروع العمر
 • دكتور نزار.. كم عدد مؤلفاتك العلمية المنشورة والتي لا تزال قيد المراجعة؟
مؤلفاتي 21 كتاباً المنشورة منها 11 كتاباً، بالنسبة للكتب غير المنشورة أشعر إنها بحاجة لبعض المعلومات وفي حالة تنقيحها بالمعلومات الكافية سيتم إصدارها.
وأيضاً نحن الآن نستكمل مشروعي مشروع العمر إذا الله سبحانه وتعالى امد في عمرنا بالصحة والعافية، سيكون (معرفة اليمن في الإسلام) وهو كتاب كبير جدا موسوعي.