أخبار وتقارير

أساليب وأهداف الحرب النفسية المعادية

أساليب وأهداف الحرب النفسية المعادية

   أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تأخذ الحيز الأكبر في نشر الشائعات تليها وسائل الإعلام المختلفة وعلى الرغم من كثافة وتعدد الشائعات المغرضة للعدوان إلا أنها لم تحقق أي من أهدافها في ظل الوعي الوطني الذي يتحلى به ابناء الشعب اليمني

الى جانب ذلك قدمت وسائل الإعلام الوطني المقروءة والمسموعة والمرئية دورا كبيرا في كشف تضليل العدوان وحربه النفسية والإعلامية والشائعات مما عرى وسائل الإعلام المعادي وحربه الناعمة التي يحاول من خلالها النيل وحدة الجبهة الداخلية خاصة بعد أن انهزم العدو عسكريا امام ثبات وبسالة ابطال القوات المسلحة والأمن .. تفاصيل اكثر في سياق التقرير التالي : -

26 سبتمبر- خاص
اعتمدت دول العدوان طيلة ثماني سنوات مضت من عمر عدوانها على طرق الحرب النفسية الحديثة وخلق المبررات المزيفة بهدف الإقناع والتضليل للرأي العام من خلال بث الشائعات المغرضة والهدامة ومفاهيم أخرى الغرض من ورائها تحقيق أهداف ومخططات العدوان في النيل من معنويات الشعب ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية وتنشر قوى العدوان حربها النفسية وشائعاتها بعد إعداد خطط يقوم بوضعها خبراء في مجال علم النفس العسكري والاجتماعي بحيث تحقق أكبر قدر مما يهدفون إليه وتتعدد مصادر ووسائل نشر تلك الشائعات.. وهناك أساليب متعددة يعمل من خلالها العدو على بث الشائعات بهدف التأثير على معنويات وثبات وصمود أبطال الجيش واللجان الشعبية بشكل خاص والشعب اليمني الحر والصامد بشكل عام وإزاء تلك المخططات العدوانية في الحرب النفسية التي ينتهجها العدو لابد من التعامل مع كل ما يصل إلينا بوعي تام وتفحص لمضامين كل ما ينشر عبر الوسائل غير الرسمية.. فالشائعة هي عبارة عن خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس أو وسائل الإعلام المختلفة بشكل مبالغ فيه سواء بالتهويل أو التضخيم .
وتتعدد الشائعات بتعدد المواقف التي يحاول العدو بها استهداف أبناء شعبنا وكل ما يريد تحقيقه هو زعزعة ثقة الشعب الصامد بقيادته فيعمل على نشر شائعات الخوف والتحريض وشائعات الأحلام والأماني أو شائعات القلق كل ذلك يصب في إطار الدفع إلى إقلاق الأمن والسكنية وإثارة روح الانقسام بين الناس لغرض إحداث الفوضى والحروب الداخلية ليتمكن من إضعافهم، ولم تكن تلك الشائعات إلا عاملا مساعداً ورئيسياً ليتمكن من تنفيذ أهدافه ومخططاته الإجرامية وما يحصل في المناطق الجنوبية خير شاهد على ذلك فلا يمكن للمعتدين والمحتلين أن يمنحوا أي مجتمع يحتلونه السعادة والرخاء وهو يعلم أنهم يعرفون أنه يستهدف سيادتهم وثروتهم ويدمر مؤسساتهم ويهتك حرماتهم ولنا فيما يحدث اليوم في جنوب الوطن عظة وعبرة فبدلاً من أن يعيد لهم العدوان ما تسمى ( بالشرعية ) أبقاها بالفنادق ودخل الآلاف من المقاتلين والآليات التابعة لجيش الاحتلال السعودي والإماراتي إلى عدن وسقطرى والمهرة وحضرموت وغيرها بحجة حماية ما تسميها ( الشرعية ) ورأينا كيف عملت دول العدوان على إخراج تلك الشرعية بطائراتها وإدخال ودعم فصائل وميليشيات جديدة على المشهد لسهولة التحكم بها وتنفيذ أجندتها بكل يسر وسهولة ولنا في عدن وسقطرى خير دليل .
ومن المعروف أن المحتلين والغزاة عبر التاريخ وفي كل بقاع العالم لم يتركوا خلفهم غير الخراب والدمار وقتل ملايين الأبرياء وشواهد الحروب في الواقع كثيرة وخاصة الحربين العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها ملايين البشر من أجل تحقيق مصالح بعض الدول اقتصاديا بالإضافة إلى نزعة السيطرة والهيمنة على بعضها البعض أو على العالم فأشعلت الحروب حتى في البحار وفي أطراف الأرض الممتدة من الشرق إلى الغرب من اليابان وحتى فيتنام ومن لم يكن حاضراً في تلك الحقبة التاريخية لربما قرأ أو شاهد فلماً تاريخياً عن وحشية أولئك المحتلين المجرمين وبشاعة جرائمهم وتدميرهم للمدن والقرى لا يفرقون بين طفل أو شيخ أو امرأة ولا تزال آثار قصف هيروشيما ونجازاكي في اليابان بالقنابل الذرية باقية حتى اليوم وراح ضحيتها ملايين البشر باعتبارها إحدى جرائم الحرب الكبرى التي ارتكبها المعتدون بهدف إحداث الرعب النفسي لإخضاع اليابان وإجبارها على الاستسلام والهيمنة عليها .
ومع تطور العلم وتطور وسائل الإعلام التي تجوب العالم في ثوان معدودة يعمل أولئك المعتدون اليوم على توظيف تلك الوسائل لتحقيق الهزيمة النفسية للشعوب والأوطان التي يريدون السيطرة عليها من خلال الدفع بملايين المنشورات والمقالات في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل على استهداف القيم وإخراج الشعوب المستهدفة مما هي عليه إلى مرحلة الفوضى والصراعات البينية التي تعمل في التخطيط لها هيئات دولية استخباراتية لغرض الوصول إلى مبتغاها ومنها تدمير وتفكيك الأمة العربية والإسلامية وإضعاف كل مقوماتها عن طريق تدمير القوى الفكرية للأمة وما يصحب ذلك من تخريب وتدمير لثقافتها وتاريخها لغرض السيطرة .
ومن الأمثلة الواقعية على حروب السلاح وحروب الكلمة عندما غزا نـابليون مصـر في عام (1798م) كان جيشه مدججًا بأحدث الأسلحة الفرنسية ومدافعها ورشاشاتها التي كانت في تلك الفترة من أحدث الصناعات الفرنسية وبعد خروج الفرنسيين من مصر مهزومين في معارك التحرير،  بدأ التخطيط لحرب الكلمة ، واتجهت فرنسا عدو الدين الإسلامي اليوم  نحو نزع  الدين من أعماق المسلمين وزرع الأفكار الهدامة كبديل له في محاولة انتقام لهزيمة الفرنسيين وأسر لويس التاسع ملك فرنسا في مصر وبقائه سجينًا في المنصورة فترة طويلة .
وبعد خروجه من سجنه قال لويس التاسع بعد تفكير فيما حلّ به وبجيشه: (إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم، فهي مكمن القوة فيهم) وهو ما يتخذه أعداء الأمة اليوم من غزو فكري وثقافي ينتشر كالنار في الهشيم ويمكن أن نسميه اليوم بالدعاية التي تسبق الحرب أو الاحتلال للبلدان .
وقد رأينا كيف استخدمت الحرب النفسية والإعلامية الدعاية والشائعة لاحتلال عدد من الدول كالعراق وسوريا وليبيا وغيرها ولم تستخدم ضدها القوة إلا بعد أن شنت عليها دول الغزو والاحتلال ألوان من الحرب النفسية المسبقة التي تحاول من خلالها إقناع الرأي العام المحلي والدولي بمشروعية تلك الحرب والتي هي في مجملها باطلة وغير شرعية رغم التسويق لها وخلق المبررات واستخدام الخداع البصري والسمعي والتضليل وتكرار ذلك لغرض الإقناع والتصديق لخرق القوانين الدولية والاتفاقيات .
ولذلك يرى علم النفس الاجتماعي إن الشخصية تتأثر في تكوينها بأربعة عوامل تتفاوت درجة تأثيرها في بناء الشخصية حسب قوة تأثيرها وهي :
- العامل الاقتصادي أي استخدام واستغلال العدو حاجات الناس لدفعهم نحو ما يريد مقابل تقديم المساعدات المالية والغذائية كما هو حاصل في المحافظات المحتلة.
- العامل الاجتماعي لإثارة الصراع المناطقي والطائفي وغيره ونشر ثقافة الحقد والكراهية .
- العامل الجغرافي استغلال الأهمية الاستراتيجية للبلد وتحريض أبناء بعض مناطقه على أبناء المناطق الأخرى.
- العامل النفسي وهو التهيئة النفسية لتقبل كل ما سيتم نشره في الإعلام كدعاية تحريضية لقبول العدو الخارجي كمساعد للحصول المجتمع على ما يريد تحت مسمى الحرية والإنقاذ من الظلم والدكتاتورية وكل المسميات التي يسوق لها .
  وكما هو معروف فإن انتشار الشائعة يخضع لشرطين أساسيين هما :
- أهمية الشائعة
- غموض الشائعة
ولذلك فإن : شدة سريان الشائعة = الأهمية ×الغموض أي أن الشائعة تنتشر انتشار النار في الهشيم كلما زاد غموضها وزادت أهميتها وخاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها الأمية أو الحروب المفتعلة وتستغل كل أزماتها لصالح المحتل .
ويمكن تلخيص بعض الأساليب المستخدمة في الحرب النفسية من قبل إعلام العدوان بالتالي:-
- استخدام أساليب الدعاية الإعلامية في الترهيب بتضخيم القوة وإرسال تعزيزات شراء صفقات أسلحة حديثة وعقد المؤتمرات الدولية وشراء المواقف لعزل الخصم .
- الحصار الاقتصادي واستغلال معاناة المواطنين لحاجتها للمواد الضرورية واستهداف الموانئ والمطارات .
- إغلاق المنافذ البرية والجوية للتضييق على المواطنين واستغلال حاجتهم .
- منع دخول المشتقات النفطية وافتعال الأزمات.
- تعمد تدهور سعر الصرف وارتفاع الأسعار.
- زرع ثقافة الحقد والكراهية في أوساط المجتمع عن طريق الترويج للطائفية والمناطقية .
- الدعاية التحريضية بعد احتجاز سفن المشتقات النفطية والغاز.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا