نورٌ الحكمة

بمناسبة ذكرىٰ قدوم الامام الهادي عليه السلام إلى اليمن

بكم رحّـبتْ كلُّ النفوس وكلّـما
ذكرناكَ أشعلنا شموساً وأنجما
حملناكَ في الأرواح عطراً وسيرةً
معالمها أبقىٰ وأرقىٰ وأعظما
وما أشرقتْ ذكراك، إلا وشعشعتْ
على اليمن الميمون صُـبحاً مُـنعِّـما

يذكِّـرها لما قدِمتَ و قلـبُها
كسيرٌ، وليلاً بالمظالم خيّـما
فوافيتَـها تروي الربوع عدالةً
لتحيي بها الأرواح والدهـر والحِـمىٰ
جبرت قلوباً من أساها تفطرتْ
وساويتَ في الدنيا غنياً ومعدما
وأسقـيتَـهم معنىٰ الحياة أُخُـوَّةً
وشيّـدتَ بالإنصاف صرحاً تهدَّما
أتيتَ إلى أرض التولي كأنّـما
إلى يثربٍ طه ... ، تحفُّ بكَ السَّـماء
حملتَ لها نورَ النبيين طلعةً
حسينيةً، أندىٰ من الغيم إن همىٰ
تزفُّ لها الإحسانَ والخيرَ والتُّـقىٰ
فأمسى لسانُ الدهر فيك مرنِّـما
سلامٌ على الهادي حساماً مؤيَّـداً
ونوراً يضيءُ الأرضَ، نهجاً محكما
قدِمتَ إلى أمِّ السلامِ بموكبٍ
عظيمٍ، عليه الله صلّى وسلَّـما
يرافِـقُـهُ غيمُ الرضا، وتحفُّـهُ
من الله أنفاسُ الحواميمِ حُـوَّما
تلقاهـُ شوقاً كلُّ شبرٍ تحيةً
بها اخضرَّ قلباً بالصفيِـّين مُغرما
تولَّاكمُ عشقاً ونهجاً ومصحفاً
يصلّي عليكم مؤمناً ومسلّـما
بكم عانقَ الكرارَ سيفاً وحكمة
وطـٰه وبيتاّ، بالطهارة قيّـما
قدِمتَ علينا فانمحىٰ الجورُ دولةً
وبدَّدتَ عهداً  كانَ في الناس مُظـلما
ومن يمن الإيمانِ أسستَ دولةً
إلهيةَ التشريعِ ربِّـيّـةَ النَّـما
علىٰ العدلِ والإنصافِ تُعـلي سنامَها
فصُنتَ بها الأعراضَ والحقَّ و الدّما
فتحـتَ بها الأرواحَ نوراً وحكمةً
و شيّـدتها بالعلمِ نهجاً ومَعـلما
ومن صعدةَ الغراء، رفعتَ منارها
يزيحُ عن الدنيا الجهالة والعمىٰ
بها الملةُ السمحاءُ ألفـتْ مقامَـها
بهيّـاً نديّـاً أحمديّـاً مُـكـرَّما
حفظتَ بها نهجَ النبي وآلِـهِ
مساراً وصرحاً بالضياء مجسمَّا
ومازلتَ فينا يا بن طـٰه مسيرةً
تضيُ بهدي الله، ترمي بما رمىٰ
بها العالمُ الغافي استفاقَ مجلجلاّ
ومنها مضىٰ يتلو الفتوحاتِ مُـلهَـما.