أخبار وتقارير

الفنان أحمد المعطري لـ « 26 سبتمبر »:«يمينا بمجدك يا موطني» أول نشيد من الحاني وأدائي تم بثه عند إذاعة البيان الأول لحركة 13 يونيو

الفنان أحمد المعطري لـ « 26 سبتمبر »:«يمينا بمجدك يا موطني» أول نشيد من الحاني وأدائي تم بثه عند إذاعة البيان الأول لحركة 13 يونيو

الفنان والإعلامي واللغوي والملحن فناننا المعروف بفنان القوات المسلحة أحمد المعطري،

الذي شرب من مزن الوطنية وما زال، غنى للوطن، رافق الوطن و13 يونيو بأغاني وطنية، عدة، لم يكن عطاؤه عند "يمينا بمجدك يا موطني" بل تعداها للوطن بكثير، فنان بالفطرة، يقول له الجزائريون كيف لك تغني مع فرقة وانت لم تدرس الموسيقى في 82، قال لهم نحن فنانون بالفطرة، ولد الفن معنا، مثل هو وكثيرون من الفنانين كأيوب والحارثي والسنيدار وناجي الوطن في محافل عدة عبر العالم، عبر وزارة الإعلام والثقافة سابقا..

حاوره : هلال جزيلان
منذ 1969 إلى العام 2004 ثلاثة وأربعون عاما جرى الفن في شرايينه، وسكن قلبه، تغنى بكل شيء في الوطن، التحق بصفوف القوات المسلحة، فصدحت اناشيده للوطن، يزرع المعنوية، ويوقدها فداء للوطن، حرصنا أن نتلقيه، لنفيه بعض حقه، ونسامره لنأخذ منه ونسترسل معه، ليحدثنا عن مسيرته الفنية لحنا وطربا، ونستقرئ سويا كيف الف الأغنية وتعاملت معه من فورها، وسكنت حنجرته، دون نزوح منها، وكيف للوطنية أن يشرب من كأسها دون توقف ولا أن يخالجه الشعور للحظة أنه سيغرق، في الحوار التالي، حاولنا أن نلملم ذاكرة الفنان، ليخرج لنا بجميل ما عنده، في السطور التالية:
قراءتكم وتقييمكم للفن اليمني اليوم والأغنية اليمنية بالتحديد؟
** الفن اليوم يظل فناً كأي فن سبقه في مراحل الأغنية اليمنية، وهناك أصوات كثيرة ظهرت وأخرى جديدة، والحان جديدة، وأسلوب جديد، في الغناء، وذلك بسبب توافر أدوات تقنية الأصوات، فهناك أجهزة حديثة للتسجيل، أحدث مما كنا نسجل عليها في زماننا الماضي، فقد كان التسجيل قديما، فقط معتمداً على صوت الفنان دون وجود أي مؤثرات في الصوت- تحسين كما هو حاصل في أجهزة التسجيل اليوم.
في ناحية اختيار الكلمات استاذنا بعض من الفنانين قد يغني كلمات غير مراعية للذوق العام.. كيف تعلق على ذلك؟
** كل فنان بحسب ما يختاره من كلمات وبحسب الظروف التي يمر بها، ولكنني أعتقد أن الذي حاصل الآن فقط، هو خروج الفن عن وزارة الثقافة، كوننا كنا نسجل اغانينا عبر وزارة الثقافة وعبر اللجنة العامة للنصوص والالحان العامة والذي كنت عضوا فيها، والذي كان رئيسها المرحوم الأستاذ علي بن علي صبرة، فقد كان يتم اختيار الكلمات المناسبة، الذي تغير الآن هو أن بإمكان أي فنان أن يسجل بالتلفون ويرسل بها إلى أي إذاعة، قد يكون على عجل وظروف يمر بها ذلك الفنان ودون مراعاة للذائقة العامة، أي أنه هذا الحاصل، وهذا الذي اختلف.
بشكل عام كيف ترون واقع الاغنية اليمنية الذي وصلت إليه؟
** ليست بطالة أنا رأيت أنشطة فنية جديدة واعجبتني، قام بها بعض فنانين، كأنشطة فنية أقيمت في القاهرة قام بها بعض فنانين، حقيقة اعجبت بها، أي أنهم بالإمكان أن ينشروا الاغنية اليمنية، عبر نشاطاتهم المختلفة، هذا جيد، وينسبوها إلى اليمن، أفضل من أولئك الذين يغنون الاغنية اليمنية ولا ينسبونها إلى اليمن، وكأنها ملكهم وملك بلد آخر، وهذا تاريخ يمني.
كيف تصف من يغني اغنية معينة بلحن اغنية أخرى دون الإشارة إلى صاحب اللحن وصاحب الاغنية الأصلي؟
** لا يوجد مانع أن القصيدة تغنى بعدة الحان، فمثلا لحن "سموني وسمسموني" ولحن "وا مغرد بوادي الدور من فوق الأغصان" غنيا لقصائد أخرى مختلفة، فكل لحن قد يغنى بعدة قصائد.
ماهي رسالتكم ونصائحكم للحفاظ على الاغنية اليمنية؟
** أولاً وفي مقدمة أي اهتمام هو الاهتمام بالفنانين، كونه امرا أساسيا، وهذا الاهتمام من الجهات المختصة المتمثل في وزارة الثقافة، فهي المختصة والمخولة في الاهتمام بالأغنية اليمنية، بشكل أساسي، سواء كانت شعبية أو تراثية، أو مبتكرة، ذات لحن مبتكر لفنان ما خاص به.
ماذا عن أول أغنية غنيتها أو نشيد أنشدتموه للوطن؟
** كان أول نشيد من الحاني وأدائي "يمينا بمجدك يا موطني"، في عام 1971م، من كلمات الأستاذ المرحوم عثمان أبو ماهر.
ماذا عن الأغاني التي تسنى لكم تلحينها؟
** كثيرة لا يمكن حصرها في زمن قصير، فهناك اكثر من 100 أغنية كان في مقدمتها اغنية "سمراء شاوية" التي اذيعت أول مرة من إذاعة صوت العرب بالقاهرة، في 1969م وكان قد سجلت في إذاعة صنعاء، وقد كانت لسهرة اسمها "الميكرفون الطائر" بإذاعة صوت العرب، فكانت هذه السهرة "الميكرفون الطائر" برنامجاً يزور الوطن العربي، وتسمى أيضا سهرة الاحد، فكنت ضيفا في ذلك البرنامج أنا والفنان الكبير المرحوم علي بن علي الأنسي، والثلاثي الكوكباني، فقدمنا السمرة في ذلك البرنامج فأذيعت أول أغنية لي سمراء شاوية، من إذاعة صوت العرب، والمقصود بسمراء شاوية، "شاوية" هي جملة جزائرية كوني لحنت هذه الاغنية في الجزائر، ثم أتت بعدها "يا صباح الجمال يا جميلة".
بذكرك الجزائر ماذا عن البلدان التي غنيت فيها وزرتها وألفت الحان فيها؟
** لقد زرت بلدان كثيرة، مع زملاء فنانين كثر، إلى الجزائر، وليبيا، والعراق والكويت، والإمارات والسعودية، إلى عمان إلى لندن، بمعنى أنني زرت بلدان عدة وقدمت فيها أعمالاً فنية كثيرة.
في عام كم كانت أول اغنية لكم، أو متى بدأت مسيرتكم الفنية؟
** بدأت تسجيلاتي في 1969م وانتهت في 2002م، عدا أغنية غنيتها عند تكريمي في 2004م عندما كانت صنعاء عاصمة الثقافة العربية، فبعد 2002م لم أسجل، فآخر تسجيلاتي كانت مجموعة أغان لقناة اليمن الفضائية في 2002م.
لك مشوار طويل ضمن مسيرة زعماء اليمن وأبرزهم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله تعالى.. ماذا عن تلك العلاقة؟
** كانت علاقتي كبيرة بالرئيس إبراهيم الحمدي رحمه الله تعالى، في البداية اناشيدي اشتهرت في حركته، حتى إن "يمينا بمجدك يا موطني"، لم يكن يذاع من إذاعة صنعاء إلا في عيد ثورة سبتمبر، فقط، لكن من يوم حركة الحمدي 13 يونيو اطلق نشيد "يمينا بمجدك يا موطني"، وأكثر الناس حينها افتكروا إنني أعدت هذا النشيد خصيصاً لحركة الحمدي، كونهم لم يألفوا سماعه كثيرا، كونه كان لا يبث إلا في عيد ثورة سبتمبر، في نفس الوقت أنا عملت أناشيد لحركة 13 يونيو لأنني ارتحت لهذه الحركة كثيرا، وعملت لها أناشيد كأنشودة" على طريق يونيو" وأنشودة أخرى "يونيو يا صانع الفجر الجديد" وإبراهيم الحمدي رحمه الله كنت أعرفه وما زال قائد لواء وكان له تشجيع للأناشيد الوطنية، وبالذات لاقيت منه تشجيعا كبيراً لشخصي، فذات مرة كنت مسافراً معه عدن ضمن وفد، قبل ما يغتالوه- الذين لا خير فيهم ولا ضمير لديهم.
من خلال قربكم الشخصي من الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله ماذا لو اعطيتنا صورة عن ذلك؟
** هي علاقة فن، لقد كان الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي تواضعه، شيء جميل جدا أن ترافق تلك الصفة شخصه، لقد كان متواضعاً، فقد "جلسنا مقيل القات سويا عدد من المرات" لقد جلست معه قبل أن يكون رئيساً، فذات مرة أبلغت بأنني امثل الأبداع في القوات المسلحة، ورافقته ضمن وفود كثيرة، وحضرت "مقايل عدة" وجلسنا سويا، فهو عاش في القوات المسلحة في الاحتياط، وفي العاصفة، فقد كان قائداً عسكرياً قبل أن يكون رئيسا وانا علاقتي به من قبل الرئاسة، وزادت بعدها، ومن تلك العلاقة ما حصل في يوم بيان الحركة 13 يونيو، كنت أنا في "عمران" بدعوة من العزيز الغالي علي محمد صلاح، وهو ما زال في ذلك التاريخ "نقيب"، في القشلة، أتوا إلى صنعاء إلى التوجيه المعنوي لأكون معهم، وخرجت أحيي سهرة في القشلة، في نفس الوقت هناك تقريبا كتيبة وصلت من حجة، كانت تبدل ربما أحد الكتائب، وبصراحة العزيز الغالي علي محمد صلاح حفظه الله، قال لي يا أحمد خلاص السهرة الغيت، وهذا "الطقم" سيردك إلى التوجيه المعنوي، قلت له لماذا يافندم، قال لي أنت ستعرف، وأنا كنت اشعر أن هناك أمر سيحدث "الطقم" الذي أخذني من صنعاء إلى عمران ليس محملا بشيء، والآخر الذي ردني إلى صنعاء كان مجهزا بالرشاش والحراسة، ووصلت إلى الدائرة، ولا يوجد شيء، وفي صباح اليوم الثاني، فتحت الراديو، وإذ بي اسمع النشيد الوطني، ومن ثم البيان، مرفقة له انشودتي، "يمينا بمجدك يا موطني" عرفت حينها أنها حركة الحمدي.
ما الذي استهواك للفن ما هو الذي جذبك له؟
** كان ميولي للغناء كنت أغنى وما زلت صغيرا، وأحب أمشي مع رعاة الغنم وأخذ في موالاتهم كما هو الحال مع الجمالة، كانت الهواية تتملكني، إلى درجة قولي شعرا عاميا، "يا شعبة مزورة جعلش الغبارة واطلعي فارة ولا خضارة" قلت هذا وأنا لازلت صغيرا جدا، لم أكن أعرف حينها ما معنى الشعر، وكنت أزاول الغناء أزاوله وما كان في بالي أنني سأكون يوما فناناً، أي كانت هوايتي.
متى كان أول عزف لكم، وما أضافته إلى رصيدك الفني مشاركاتك وسفرك المتنوع إلى بلدان عدة؟
** كان أول عزف لي في العام 1967م، مشاركاتي كلها في كثير من البلدان العربية والأجنبية، كانت عبر وزارة الإعلام والثقافة، وقليل جدا كانت دعوات لإقامة حفلات خارج اليمن، على نحو شخصي، كدعوة الجالية اليمنية في الكويت أنا والأستاذ محمد قاسم الاخفش رحمه الله تعالى والفنان عبدالباسط عبسي رحمه الله، وفتحية الحرازي كنا جميعنا بدعوة خاصة هذا في عام 1975م ومهرجان الاغنية السياسية والقومية، الذي عقد في الجزائر برعاية جمعية "ديالا" العربية، وكنت أنا ممثل اليمن أنا والاستاذ الفنان الكبير أيوب طارش، والفنان الأستاذ محمد مرشد ناجي، والأستاذ الموسيقار أحمد قاسم، والأستاذ الفنان المرحوم محمد عبده زيدي، في عام 1982م هذه الحفلات التي هي خارج ترتيب وزارة الإعلام والثقافة، وأيضا حفلة اقمناها بمسقط في صلالة، حفل زفاف أولاد سعيد الشفنري، وزير النفط والمعادن، العماني، وكنت برفقة ألفنان أحمد السنيدار، وألفنان أيوب طارش والفنان محمد حمود الحارثي رحمه الله تعالى، وحفلة أخرى في لندن بدعوة شخصية من الخطوط الجوية اليمنية، وكنت أنا وأحمد السنيدار، وعبود الاسدي، وكانت الحفلة بمناسبة افتتاح خط اليمنية صنعاء لندن، في عام 1982 تقريبا، وقد أقيمت الحفلة في مدينة "برمنجهام"، وما دون هذه الأربع الحفلات كان تمثيلا لليمن عبر وزارة الإعلام والثقافة.
أبرز الشعراء الذين غنيت لهم؟
** غنيت لشعراء كثير جدا، لا أستطيع حصرهم، لكنني سأذكر من تذكرت، كالشاعر عباس المطاع، والشاعر علي صبرة، وللشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان، والشاعر أحمد علي مانع، وغنيت للشاعر عثمان أبو ماهر وكانت علاقتي به علاقة وطيدة جدا، وشعراء كثر لا استطيع ذكرهم الآن.
تجربتك الفنية كيف كانت، وما الذي هو مختلف عن غيرها من التجارب الفنية؟
** يقول الموسيقار العالمي، بوس هوفن "اعطيني شخصاً لديه 1% موهبة، أخرجه فنانا 100%"  فكيف بي، كان لدي غناء فطري طبيعي نشأ معي، حتى في الجزائر لما وقفت، امام الفرقة الغنائية قيل لي، هل درست الموسيقى، قلت لهم أنا لم ادرس أبدا، أنا أغني بالفطرة، قيل لي مرة أخرى كيف تبدع وتغني مع فرقة كبيرة، دون دراسة؟!، قلت لهم نحن نغني بطبيعتنا على نحو فطري هكذا الفن ولد معنا، أي أن الإنسان لما يكون لديه موهبة، يكون فنانا، لقد تعبت مع أناس كثر، يريدون أن يغنوا بالقوة، والمهوبة ليست موجودة لديهم، فدون الموهبة لا وجود لفنان، فكل الفنانين اليمنيين، غنوا بعدة مقامات، بدون دراسة موسيقية، لكن أخرين درسوا الموسيقى، وطوروا من أنفسهم، فدرسوا المقامات، ودرسوا الأزمنة والعروض وكل ما يتعلق بالفن، كما هو حالي طورت من نفسي في هذا وأكثر.
هل لاقت هذه الموهبة التي كانت وما زالت تتملككم دعما على مدى مسيرتكم الفنية؟
** الفنان لا ينتظر الدعم، من أحد، مالم يكن هو الداعم الرئيسي لنفسه، لذا لابد أن يعتمد على نفسه، وليس على الآخرين، لأنهم لا يصنعون فنانا، أي أن الفنان يصنع نفسه هو، لأن فنه هو الذي يفرضه على الآخرين، يعني الموهبة الفنية، هي من تفرض نفسها على المستمعين، والجمهور، كما أن الفن بحاجة إلى علوم أخرى، كلغة، وثقافة عامة، لأن الفنان المثقف يخلق جمهوراً مثقفاً، وقد قالت "فجوة طوقان" كنت أسمع أو أقرأ كلمة اسمها "الزق" ولست أعلم ما معنى الزق ولكن موسيقيا ألفت الكلمة، فهنا الفنان عندما يثقف نفسه، ويدرس ويتعلم يدرك ما معنى كل المفردات، فلابد أن يدرس النحو والصرف والعروض، والبلاغة، يكون لديه ثقافة عامة.
ما جوهر الأغنية اليمنية في الوقت الحالي والماضي الجميل برأيك؟
** لقد كانت الاغنية اليمنية القديمة خاصة بالتراث، وبعد 1962، بدأت الاغنية اليمنية الوطنية تواكب، حياة الشعب والجمهور، وقبل ذلك كانت الأغنية محصورة، في التراث أو الأغاني الشعبية، التي يرددها الفلاح، والمزارع، والراعي.
بمعنى أن الأغنية اليمنية اليوم تعيش ظاهرة إيجابية؟
** صحيح أنني أسمع انتقادات كثيرة، لكن فيه أصوات جميلة، وعزف، جميل جدا، كون هناك عزف عادي وهو ما كنا نعزفه، أما الأن فهناك تقنية للعزف، توجد حركات جديدة معاصرة، نحن نشجع ذلك، والفنان الذي ما زال مبتدئاً سيخرج للنور فالظروف والجمهور كفيلان بذلك.
ما رأيك بالفن الساخر، أو الناقد؟
** إذا ما كان يحمل الفن نقدا بناء، ونقدا يصلح حالا وأخطاء، فلا مانع من ذلك.
في الآونة الأخيرة هناك فنانون صاعدون، يأخذون كلمات عربية، بألحان غربية هل يستساغ ذلك؟
** الموسيقى عالمية، لأنها تدون بواسطة التدوين الموسيقي "النوتة"، فأي لحن بالإمكان ان ينسب لأي بلد في العالم الذي هو أتى منها، ومن ثم يعزف به، كما هو الغناء أيضا عالمي، فبالإمكان تسمع عدة ألوان من الفن، عبر العالم، ولست محصوراً في فنك انت، حتى ولو ما تفهم لغتهم، لكنك ترتاح للصوت.
لماذا لم تغن من بعد العام 2002؟
** الفنان عندما يبدأ بمرحلة، فعليه أن ينتهي قبل أن يقول له الجمهور، أن يقف، وفق المثال اليمني "أن يقف بناموسه" قبل ما تقول له الناس خلاص يكفي، يا أخي خلاص صوتك لم يعد مقبولا، فبربك هل مقبول أن أكون كبيرا وما زلت أهز رأسي طربا.
كم لون لألحانك، وأي اكثرها؟
** أنا الحاني الوطنية، أكثر من الحاني العاطفية، والحان الفرح، أكثر من الحان الغرام، والوطنية أخذت مساحة كبيرة، ضمن الأناشيد والاغاني الوطنية، فلدي كثير من الأغاني حتى هناك أغاني لا اذكرها البتة، وإنما يحفظها آخرون، أو سجلوها، عني، لا ادري عنها شيئاً، فانا بداية مسيرتي الفنية، كنت أغني أي أغنية، كانت لي أو لغيري اغنيها، والناس تسجل ذلك، وتحفظ لديهم فالآن خرجت لي أغاني، ما كنت أتصور أنها موجودة لي، نسيت حتى سنة كم غنيتها، وحتى لمن سجلتها، فالأن مع وجود الناس من سجل عني وحفظ لي أغاني نقلها وصدرها.
من كلامك يتضح أنك كنت ولا زلت لست متأثر بالأغاني التراثية، بالقدر الذي تأثرت بالأغاني الصاعدة؟
** الأغاني التراثية، أنا بدأت من خارجها، لأن ارتباطي كان بالأغنية الشعبية، التي لها صلة بالشعب، لأن الأغنية التراثية، هي أغنية المفارج، والطبقات العالية الراقية عن الشعب، أما الأغنية الشعبية فهي أغنية الشعب ذاته، فلا يمكن أن تجد أغنية شعبية تكون بهذا القالب" وامغرد بوادي الدور من فوق الاغصان" لا يوجد، فالأغاني الشعبية هي السائدة، لأنها قريبة من الشعب، ولماذا لا تكون كذلك، وهي أغنيته، مرة أخرى أقول أن الأغاني التراثية كانت أغاني طبقات معينة، فانا عندما بدأت أغني كنت أغني أغاني شعبية، وبعد ذلك غنيت باستقلال ذاتي، لم أعتمد على التراث، فالأغاني الشعبية كالجمالية أنا عملت لها موسيقى، وغنيتها، وعملت لها موال، واخرجتها، ومن ثم بدأت أغني أغاني خاصة بي كسمراء شواية، وصباح الجمال يا جميلة، وكم كبير من هذا النوع، "اسعد صباحك يا جميل الخد يا بدر البدور" وأغاني صباحية" يالله رضاك بكر بكأسة البن" فأنا غنيت الفصيح والشعبي من بداياتي في الفن، وغنيت الأغنية التراثية، فيما بعد، لماذا تأخرت؟!، الجمهور كان يفرض علي، كان يطلب مني أغنية بعينها، فكان اضطرارياً أن أغني من هذا النوع.
الرسالة للفنانين الصاعدين؟
** لا يستعجلوا ولا يغتروا، بالجماهير فهي قد تغرك، وبعد سنة تتركك، وأن ينتهجوا الأغنية الحمينية، والأغنية للشعر الفصيح، لكن الفصيحة أجمل، فأنا غنيت لبشار بن برد، والاخطل الصغير، وعبدالله عبدالوهاب نعمان، وغنيت الصبا والجمال، وغنيت لشعراء قدامى كثر لغة فصحى، فالفصحى أجمل، غنيتها بالحان تراثية، كما وغنيت للسيد إسماعيل إسحاق.
أجمل أغنية ما زالت تأخذ بتلابيب قلبك؟
** أغنية "يا صباح الجميل يا جميلة"، فقد غنيت هذه الأغنية وكان يعتقد الجمهور، أنني أحببت امرأة اسمها جميلة، وأنا قصدت بجميلة صفة، وليس أسم علم، فالصفة لكل شيء جميل.
كلمة في ختام هذا اللقاء؟
** أقول لجمهوري أنا ما زلت أحبكم، وما اختفائي هكذا، إلا احتراما لكم، لأني لا أريد أن أغني وأنا قد كبرت، إلا تلك الأغنية التي أخذها مني الشيخ عبدالله هاجر، الذي طلب مني أن أغني فغنيت في مجلسه، ولم اعلم أنه كان يسجل، ووزع تلك الأغنية، بعد انقطاع طويل، وقد أصبحت لم أصلح للغناء، فأنا لم أعد أعرف هل ما زال صوتي أو صورتي يصلحان للغناء، لأن هناك مقومات للفنان، في مقدمتها الشكل، والصوت، والعزف، واللحن، حتى صورته، إذا ما كانت، مناسبة، لا يغني، وكذا عزفه لم يكن مناسبا، لا يغني، فأنا غنيت سنوات طويلة من 1969- 2004م مدة طويلة، إذا ما كانت أغنية مع أصدقاء فلا باس، لكن على مستوى حفلات، فلن أغني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا