إتحاد الشعراء والمنشدين بين الأهمية والدور المنوط به1-2

إن قرار السيد القائد حفظه الله بإنشاء إتحاد مستقل يعنى بالشعر ويهتم بالشعراء ونتاجهم الثقافي الأدبي يعد قرارا ملهما حكيما وكيف لا يكون كذلك ومصدره أحد أعلام الهدى المستنيرين

بنور الله وبنهج رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  وهو بلا شك كذلك لعدة اعتبارات أهمها :-
أولا : إن المتتبع للأحداث يدرك أن العدوان الغاشم والحرب الظالمة الجائرة على شعبنا اليمني طوال سبعة أعوام مضت وقد دخلنا في العام الثامن ...هي حرب إعلامية فكرية في المقام الأول أكثر منها عسكرية وليس أدل على ذلك من دعوة قيادة العدوان حين بدأت بوادر هزيمتهم العسكرية في الميدان لوزراء إعلام الدول المشاركة بالعدوان لعقد إجتماع لمناقشة دور إعلام دولهم في المرحلة القادمة.. ومما لا خلاف عليه أن الشعر كان وما زال من أكثر وسائل الإعلام تأثيرا في المجتمعات العربية بل يكاد يكون الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تهيمن على بقية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والوسيلة الإعلامية التي رغم قدمها قادرة على محو آثار بقية وسائل الإعلام رغم حداثتها وذلك لإحتواء الشعر على جل إن لم نقل على كل عوامل التأثير إبتداءا بالكلمة في أبهى صورها وهو النظم وكذلك على الخيال والعاطفة ومعروف أن المشاعر وخصوصا المشاعر الصادقة لا يستطيع أحد أن يقاومها فهي تنفذ إلى قلب المستمع مصطحبة معها رسالة الشاعر الفكرية أو العقائدية أو السياسية وكذلك لاحتواء الشعر على البديع والبيان الذي قال عنه سيد الخلق عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام  إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحر ومعنى السحر في اللغة شدة الظهور والأخذ ولذلك يسمي جيد المرأة سَحَر لشدة أخذ هذه المنطقة  وخطفها للبصر ومن هنا كانت خطورة الشعر والمتمثلة في قدرته على التأثير.
وثانيا: أن آخر هذه الأمة لن يصلح إلا بما صلح عليه أولها والمعروف أن الله عز وجل وقبل أن ينزل القرآن على العرب أهلهم بالأدب والشعر والبلاغة حتى خلصهم من رواسب الجاهلية وجمود الوثنية و ارتقى بمستواهم الثقافي ونمى أذواقهم ومشاعرهم ولما رفعهم إلى مستوى رفيع  وأصبحوا قادرين على التعامل مع الكلمة أنزل الله  عليهم القرآن وقد أصبحوا أهلا لتلقيه  فأثر فيهم أيما تأثير وعصف بهم ذلك العصف وأسرهم واستولى على ألبابهم وملك قلوبهم وذلك لأن الشعر والأدب يعتمد إعتمادا كليا على الخيال الذي يهذب العقل والعاطفة التي تشذب القلب..