أخبار وتقارير

ثورة الوعي القرآني والرفض للاستكبار الأمريكي..منذ الانطلاقة وحتى استشهاد القائد المؤسس

ثورة الوعي القرآني والرفض للاستكبار الأمريكي..منذ الانطلاقة وحتى استشهاد القائد المؤسس

هي ثورة ليست كأي ثورة.. لأنها ثورة استقراء واستشراف للمستقبل وإدراك للمخططات والمؤامرات الأمريكية والصهيونية المحدقة بالأمة العربية والإسلامية ..

لأنها ثورة دفاع عن الحق الإنساني ونهوض بالواجب الديني وتحرك سليم وصائب منطلقٌ من قناعات وأفكار ورؤى قرآنية هادفة إلى إعادة بناء واقع الأمة وتحريرها من ربقة الخنوع والخضوع للوصاية والهيمنة الأمريكية الصهيونية وانتشالها من واقع الوهن والضعف والعجز والحفاظ على استقلالها والذود والدفاع عن هويتها وعزتها وكرامتها واستعادة ألق مجدها ووهج حضارتها الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإسلامي.. هي ثورة وعي قرآني وارتباط محمدي ونهج إيماني ومسار جهادي أسس له وحمل لواء قيادة الأمة في مسيرة السير على دربه علم من أعلام الهدى من آل بيت الرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله .. وما لان أو استكان منذ اللحظة الأولى لإطلاق شعار ثورته وحتى ارتقائه إلى جوار ربه شهيداً معطراً بعطر الولاء والإيمان الراسخ بالله وبرسوله والوفاء الصادق لوطنه وشعبه وأمته .. إنها ثورة الشهيد القائد والسيد العلم حسين بدر الدين الحوثي التي نحاول سرد أبرز وقائعها وأحداثها منذ الانطلاقة وحتى لحظة استشهاده رضوان الله عليه في سياق هذا التقرير :
عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م التي كشفت طبيعة التطورات اللاحقة أنها مؤامرة أمريكية صهيونية بامتياز .. أعلنت الإدارة الأمريكية على لسان رأس طاغوتها وطغيانها "بوش الابن " حربها الشاملة على ما أسمته "الإرهاب" وهي حرب لم تكن في واقع وحقيقة الأمر سوى حرب صليبية شاملة تستهدف الإسلام والأمة الإسلامية.

الولاء المشبوه
كان شعار " من ليس معنا فهو ضدنا " الذي أطلقه الرئيس الأمريكي آنذاك كفيل بكشف حقيقة الاصطفاف والولاء المشبوه للإدارتين الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية.. وتجلى ذلك بوضوح في هرولة وتسابق عدد من الزعماء العرب وفي مقدمتهم ملوك وأمراء ممالك وإمارات الخليج على إعلان تأييدهم لقرار الإدارة الأمريكية وتأكيد اصطفافهم ووقوفهم الكامل إلى جانبها.
نظام صالح في وطننا اليمني آنذاك لم يتأخر أيضاً عن إعلان قبوله وتأييده للقرار الأمريكي.

واجب النصيحة
من مران في محافظة صعدة شاءت الأقدار أن يعلو صوت السيد العلم حسين بدر الدين الحوثي رافضاً لذلك القرار ومحاولاً تقديم واجب النصيحة لنظام صالح وتنبيهه من الوقوع في شرك المخطط والمؤامرة الأمريكية الموجهة لاستهداف الإسلام والأوطان والشعوب العربية والإسلامية تحت غطاء مبرر وذريعة ما تسميه " مكافحة الإرهاب ".
أصم نظام صالح أذنيه عن سماع نصيحة الشهيد القائد حسين بدر الدين ولم يعرها أيَّا اهتمام وفي ال 29 من نوفمبر 2001م  ، وصل صالح إلى واشنطن لتقديم فروض الطاعة والولاء للإدارة الأمريكية وتأكيد استعداده الكامل للمشاركة في تنفيذ مؤامرتها الخبيثة.

ظهور الحقيقة
لم تمض سوى أيام وشهور قلائل حتى بدأت حقيقة المؤامرة الأمريكية الصهيونية تتكشف وأثبتت تطورات الوقائع والمستجدات أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تكن سوى بداية تأسيس وإنطلاق لحرب أمريكية شعواء وذريعة وخديعة لاستهداف العديد من بلدان العالم واستهداف الأمة الإسلامية على أعلى مستوى.

انطلاق الثورة
 وإزاء ذلك الخطر المحدق والاستهداف غير المسبوق للأمة وكذا اندفاع صالح ونظامه نحو العمل المشترك مع الأمريكان لم يبق أمام السيد حسين بدر الدين إلا أن يعتمد على الله وأن يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر ومن قاعة مدرسة الإمام الهادي في مران صعدة بتاريخ 17/ 1/ 2002م ، أطلق شعار الصرخة في وجه الطغيان والاستكبار الأمريكي وسط مجموعة قليلة من الناس والمواطنين " الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ".

أهداف الثورة
لم يكن إطلاق شعار الصرخة في وجه المستكبرين عملا مستفزاً أو مقصوداً وموجهاً ضد أحد أو جهة أو طرف داخل الأمة كما لم يكن ذا بُعد أو أساس طائفي أو مناطقي .. كان شعار استشعار للمسؤولية ونهوض وتحرك ضمن مشروع ثورة وعي قرآني ورفض للطغيان والاستكبار الأمريكي وإيقاظ لمشاعر الأمة واستنهاض لهمتها وعزيمتها وتأكيد على ضرورة وأهمية القيام بواجب المجابهة والمواجهة والتصدي للأخطار والمؤامرات المحدقة بها.

سلاح وموقف
وفقا لهذه المبادئ والأسس والمنطلقات كان ينبغي بل يجب على الجميع النظر إلى شعار صرخة الشهيد القائد المؤسس في وجه الاستكبار والطغيان والأمريكي والصلف الصهيوني وتحديد موقفهم منه..
 كونه ، سلاح وموقف ، وعنوان تحرك ، وإعلان انطلاق شرارة ثورة وعي قرآني وتصحيح تربوي وثقافي  لواقع الأمة وتحديد لمعالم الطريق والمسار الصحيح والسليم الذي يجب عليها سلوكه والسير فيه ..وفق رؤية ومشروع هو أرقى وأسمى وأعظم مشروع يمكن أن تتحرك من خلاله من أجل حماية ذاتها والحفاظ على هويتها وعزتها وكرامتها ومقدراتها واستقلاها وامتلاك قدرة المواجهة والوقوف والصمود والمقاومة والإفشال لمخططات ومؤامرات أعدائها.
أراد الشهيد القائد إخراج الأمة من حالة التقوقع والانكفاء على ذاتها وانعدام موقفها إلى حالة الموقف والاستشعار والنهوض بمسؤولية التعامل الصحيح مع المخاطر المحيطة بها.

وعي شعبي
ورغم حرصه الشديد على تقديم مشروعه القرآني بأسلوب حضاري سلمي معبر عن السخط والغضب من الجرائم التي ترتكبها أمريكا وإسرائيل في فلسطين وأفغانستان وغيرها من بقاع العالم من خلال إلقاء الدروس والمحاضرات المنطلقة من المفاهيم والحقائق التي جاء بها القرآن في المراكز والمدارس وكذا دعوته إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني وأخلاقي يعبر عن مشاعر السخط والغضب ويترجمها إلى مواقف عملية ليس فيها أي تحريض أو استهداف لسلطة نظام صالح أو شخصه .
 إلا أن تلك السلطة والنظام الخانع والخاضع للإرادة والتوجه الأمريكي ، لم يجرؤ على السكوت أو القبول بنشاط وتحرك الشهيد القائد ولم يرق له أمر سماع ترديد شعار صرخة الرفض للاستكبار والهيمنة الأمريكية والصهيونية .. ذلك الشعار الذي سرعان ما وجد طريقه إلى قلوب الأحرار من أبناء الشعب وبدأوا يرددونه في عدد من جوامع العاصمة صنعاء وفي الشوارع والجامعات والأسواق والمنازل والمحافل .
قرر نظام صالح انتهاج سياسة الملاحقة والسجن للمكبرين والمرددين لشعار الصرخة، وأمعنت سلطات الأمن التابعة لذلك النظام في التنكيل بكل من يردد شعار "الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام".

جرائم أمريكا في أفغانستان والعراق
رغم تلك السياسة القمعية التسلطية التي انتهجها نظام صالح في تعبير واضح عن الولاء والتبعية للطغيان والاستكبار الأمريكي وحربه الصليبية الشعواء على الإسلام والمسلمين تحت غطاء الحرب على الإرهاب التي تجسدت أبشع صور جرائمها ووحشيتها في احتلال أفغانستان في العام 2001م، وقتل وتشريد الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني، مع عدم وجود مواطن أفغاني واحد من المتهمين في أحداث ذريعة الحادي عشر من سبتمبر 2001م  ، وكذا في غزو واحتلال العراق خلال العام 2003م تحت غطاء مبرر كاذب وزائف هو مبرر امتلاكه أسلحة دمار شامل، وما نتج عن ذلك الغزو والاحتلال الأمريكي من قتل لأكثر من مليون عراقي ، وتشريد الملايين الأخرى من أبرياء الوطن العراقي وتدميره ، ونهب ثرواته بترولاً وآثاراً وتاريخاً وحضارة.

مسار وإطار سلمي
رغم كل ذلك ظل قائد ثورة الوعي القرآني والمقاومة والرفض للطغيان والصلف الأمريكي الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي حريصاً كل الحرص على بقاء نشاط وتحرك ثورة وعيه القرآني في إطاره السلمي خلال تلك المرحلة وكان من ضمن توصياته للمكبرين والمرددين لشعار الصرخة من أحرار شعبنا اليمني  ، أن يسلموا أنفسهم حين يلقى القبض عليهم من قبل الأمن دون أي مقاومة ، وأن لا يحدثوا أي ردة فعل تجاه اعتقالهم.

قمع وتنكيل وحشي
غير أن ذلك التوجه رغم سلميته وتوجيه بوصلته نحو أمريكا وإسرائيل ، لم يرق لسلطة ونظام صالح آنذاك
 في قمعه وتنكيله بالأبرياء وشن الاعتقالات من كل مكان من المساجد والأسواق والبيوت حتى اكتظت السجون بالأحرار وفصل الكثير منهم من وظائفهم وحرموا من استحقاقهم الوظيفي ، ومارست السلطات بحقهم أسوأ أنواع المضايقات واستمر الحال على ذلك النحو منذ العام 2001م حتى عودة صالح من أمريكا حاملاً معه قرار الحرب العسكرية الأولى على صعدة في العام 2004م تنفيذا لإملاءات وأوامر الإدارة الأمريكية وتتويجا لممارسات سلطته القمعية التي ظلت تمارسها ما يزيد عن العامين بحق كل من يهتف أو يردد شعار الصرخة في وجه المستكبرين.

حرب غاشمة على الشهيد
في الـ 13 من يونيو 2004م ، عاد صالح من أمريكا حاملا معه قرار شن الحرب الغاشمة على الشهيد القائد ومن معه من الأحرار في صعدة ، اندلعت الحرب في ال 18 من يونيو أي بعد خمسة من عودة صالح  ، استخدمت سلطة نظام صالح كل ثقلها العسكري وحشدت القوة إلى مران على بعد 30 كيلو متراً مربعاً جنوب غرب مدينة صعدة حيث كان الشهيد القائد ومن معه ، وأحاطت بالمنطقة قوات كثيفة حشدتها السلطة وإلى جانبها مليشيات القبائل ، ظن النظام أن العملية لن تستغرق سوى ساعات أو أيام قليلة إلا أن قواته سارت ببطء وسط مقاومة صلبة وضعت صالح في موضع حرج أمام أولياء نعمته من الأمريكان ، رغم أن الشهيد القائد ومن حوله لم يكونوا يملكون أي سلاح ثقيل أو متوسط.

مجازر يندى لها الجبين
ولإرضاء الطاغوت الأمريكي والصهيوني ارتكبت السلطة الظالمة مجازر يندى لها الجبين وحاصرت منطقة مران وتحركت جحافل الجيوش إلى تلك المنطقة .. وشنت الطائرات غاراتها على بيوت المواطنين لتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها فاستمرت الحرب على مران 3 أشهر .

فتاوى وتحريض مذهبي
استغل نظام صالح ضعفاء النفوس من المرتزقة وتجار الحروب ، ووظف الفتاوى والتحريض الإعلامي من أجل القضاء على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ومن معه من المؤمنين وسخر النظام المستبد الفتاوى الدينية لتبرير ذلك العدوان والتحريض الطائفي والمذهبي ، كما عمل على شن حرب إعلامية لتضليل الرأي العام وإخفاء جرائمه ، والتكهن حول حقيقة الحرب وخلفياتها ، فارتكب النظام أبشع المجازر ، وحاصر منطقة مران بشكل خاص ، ومحافظة صعدة بشكل عام ، ومنع وسائل الإعلام من النزول إلى محافظة صعدة والدخول إلى مران لكي لا تظهر بشاعة ما ارتكبه من جرائم يندى لها الجبين.

استشهاد القائد المؤسس
في الأيام الأخيرة من الحرب حوصر الشهيد وأطفاله ونساؤه ، ومن تبقى معه من الجرحى في جرف سلمان في ظل انعدام تام للغذاء والدواء  مع قصف وحشي وهمجي بالطائرات والمدفعية والصواريخ وأنواع مختلفة من الغازات المحرمة  ، وقام جلاوزة النظام بقطع أنبوب الماء وضخوا مادة البنزين إلى داخل الجرف ثم قاموا بتفجيره ، وإشعال النار فيه وخلال ذلك سقط عدد من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء ، وقد أصيب الشهيد القائد بجراحات مختلفة جراء تساقط الصخور داخل الجرف بسبب الإنفجارات.. ثم وبعد أن أعطوه الأمان خرج الشهيد مثخنا بالجراح لا تحمله قدماه ، وفي لحظة إجرام بشعة قرر رأس النظام وأمر بقتل الشهيد وإعدامه ميدانياً ، لتبدأ مسيرة أخرى معمدة بالدماء. كان ذلك في الـ 26 من شهر رجب 1425 هـ الموافق 10 سبتمبر 2004م.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا